البشير يحدد معالم سياسية حكومته للخروج بالسودان من الأزمة الاقتصادية
الخرطوم 20 أكتوبر 2011 — جدد الرئيس السوداني عمر حسن البشير قلقه أمس من الازمة الاقتصادية التى تواجهها حكومته وقال انه يرغب فى التغلب على الازمة بخفض الانفاق والواردات وتوسيع القاعدة الضريبية وتقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية.
ونصح أثناء مخاطبته المؤتمر الاقتصادي للحزب الحاكم الثلاثاء بالعودة إلى الله للخروج من الأزمة الاقتصادية الطاحنة، لكنه وجَّه المسؤولين بالدولة بتسهيل إجراءات الاستثمار ومعالجة مشاكله خاصة المتعلِّقة بحيازة الأرض، بجانب الابتعاد عن الربا، ووصفه بأكبر عيوب النظام الرأسمالي..
ونوه الى ان الازمة تتطلب جمع الصف والجلوس للتحاور والتشاور، بغية وضع خطط وبرامج، من ثم التوكل على الله، والمضي فيه.
وقال، البشير أن إنفصال جنوب السودان، تسبب بفجوة في الميزانية، والميزان التجاري، أثرت بوضوح على الوضع الاقتصادي، وتابع: يجب ان يكون همنا الأول كيفية سد الفجوة في الميزانية بزيادة الإيرادات، دون وضع ضرائب وأعباء ضريبية جديدة على كاهل المواطن.
وطالب بإيجاد وسيلة لتخفيض الإنفاق الحكومي، وقال نريد عملية متوازنة بزيادة الإيردات وخفض المصروفات، بغية توازن الموازنة العامة.
وأقر البشير بعجز في الميزان التجاري الخارجي، وقال انه يحتاج لجهد أساسي وكيفية زيادة الإنتاج في الصادر لزيادة الإيرادات من العملة الأجنبية، إضافة الى زيادة إنتاج السلع لتقليل الاستيراد، مما يقلل الضغط على العملة الصعبة.
وقال ان مثل هذه البرامج يجب ان تكون واضحة، لافتا الى إجتماع يعقد إسبوعيا يضم كل وزراء الاقتصاد، لمتابعة الخطط ودراسة الوضع الأني، الذي قال انه يحتاج لحراسة.
وأوضح الرئيس، أن الظروف الاقتصادية التي يمر بها السودان، تتضرر منها الشرائح الفقيرة، مطالبا بتنشيط الزكاة، وقال: إذا جمعناها بصورة عادلة ووزعناها بطريقة راشدة، سنغطي من خلالها شريحة واسعة من الفقراء.
وفي إشارة منه إلى خوض الإنقاذ تجربة سابقة في التسعينات عند الاستيلاء على الحكم والوضع الاقتصادي الصعب الذي عاشته البلاد في السنوات الأولى من حكمه قال البشير “نحن ما صغار ولم تنقصنا الخبرات والإمكانات ولا العقول.. كلها موجودة”، وزاد” توصياتنا ليست بخروج الاقتصاد السوداني من الأزمة الآنية، لكن بالبحث وإيجاد المعالجات لما يعانيه العالم الأن، بعد فشل المنظومة الراسمالية، والتوجه الى مخرج، بالعودة إلى الله للخروج من الأزمة الاقتصادية الطاحنة، والإبتعاد عن الرباء لانها محاربة لله سبحانه وتعالى.”
وانتقد الرئيس بعنف الطريقة التى يتعاطى بها المسؤولون فى الولايات مع مشروعات الاستثمار وحثهم على ابداء الجدية فى جذب الاستثمارات ووجَّه بتسهيل إجراءاته ومعالجة مشاكله و الابتعاد عن الربا، ووصفه بأكبر عيوب النظام الرأسمالي.
وحذر، البشير من حالة العمالة الأجنبية الوافدة للبلاد، منوها الى افرازها تناقضات مضيفا : نواجه مشكلة كبيرة في العمالة الأجنبية في وقت يعاني السودان من أزمة بطالة، وأستطرد قائلا: ان العمالة الأجنبية يجب ان تسد الفجوة في العمل، لكن السودان به أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل.
واكد البشير ان العمالة الوافدة خلقت أثارها الاجتماعية والاقتصادية، من خلال تحويل المبالغ الى الخارج دون صرفها في الدخل، وتساءل لماذا السودانيون يعزفون عن العمل لدرجة تضطر الدولة لاستجلاب عمالة خارجية، مما يشكلون ضغط ، والتسبب في المشكلات الاجتماعية.
وقال البنك المركزي يوم الأربعاء ان صادرات السودان غير النفطية بلغت 1.58 مليار دولار بين يناير كانون الثاني وسبتمبر أيلول مقارنة مع 1.21 مليار دولار بين يناير وأغسطس اب في 2010. ولم يذكر البنك أرقاما للفترة بين يناير وسبتمبر 2010.
وأضاف أن صادرات الذهب أكبر مصدر للدخل بين الصادرات بلغت 977.41 مليون دولار بين يناير وسبتمبر هذا العام بزيادة 33 بالمائة عنها قبل عام.
ولم يذكر البنك إيرادات الخرطوم من صادرات النفط. وفي العام الماضي حقق السودان بشماله وجنوبه نحو عشرة مليارات دولار من النفط اقتسمها الشطران مناصفة.