صحيفة : الحرس الثوري الإيراني هرّب صواريخ ليبية إلى السودان
الخرطوم 25 سبتمبر 2011 — اوردت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية فى عددها الصادر الجمعة ان “الحرس الثوري الإيراني استحوذ على العشرات من صواريخ أرض- جو الروسية المتطورة من ليبيا، وقام بتهريبها عبر الحدود إلى السودان”.
وقالت الصحيفة البريطانية نقلاً عن تقارير استخبارية غربية إن “وحدات تابعة لفيلق القدس توجهت إلى ليبيا من قاعدتها في جنوب السودان بناءً على أوامر من قادة الحرس الثوري في إيران، واستغلت الفوضى التي اجتاحت ليبيا في أعقاب انهيار نظام العقيد معمر القذافي للاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة”.
وأضافت أن “الأسلحة المتطورة شملت صواريخ أرض-جو روسية الصنع من طراز إس إيه ـ 24 باعتها موسكو إلى نظام القذافي العام 2004، قادرة على إسقاط طائرات تحلق على ارتفاع 11 ألف قدم”. وأشارت الى أن تلك الصواريخ تشبه من حيث القدرات صواريخ ستينغر الأميركية التي استخدمها الأفغان المدعومون من الولايات المتحدة في حربهم ضد القوات السوفييتية في الثمانينات، والسلاح الذي استعمله تنظيم القاعدة في المحاولة الفاشلة لإسقاط طائرة ركاب إسرائيلية بعد إقلاعها من مطار مومباسا في كينيا في العام 2002.
وبحسب الصحيفة فأن مسؤولي الاستخبارات الغربية يعتقدون بأن الصواريخ والأسلحة التي استولت عليها قوات الحرس الثوري الإيراني من ترسانات القذافي المهجورة، هُرّبت عبر الحدود الليبية إلى السودان في وقت سابق من هذا الشهر، ووضعت في منشأة سرية يديرها الحرس الثوري في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وتردد بأن بعض هذه الصواريخ تم تهريبها إلى مصر، على حد تعبيرها.
وأشارت الصحيفة إلى أن حكومتي إيران والسودان وقّعتا أخيراً على اتفاق للتعاون في مجال الدفاع، تم بموجبه نشر المئات من جنود الحرس الثوري الإيراني في السودان للمساعدة في تدريب الجيش السوداني ودعم حملة الحكومة السودانية ضد الجماعات المتمردة، على حد زعمها. وأضافت أن وكالات الاستخبارات الأميركية والأوروبية بدأت جهوداً منسقة لتعقب الأسلحة الليبية المفقودة في شمال إفريقيا للتأكد من أنها لن تُستخدم لشن موجة جديدة من الهجمات الإرهابية ضد أهداف غربية.
ونسبت «ديلي تليغراف» إلى ضابط بارز في جهاز استخبارات غربي قوله إن إيران تدعم بقوة عدداً من الجماعات الإسلامية في مصر وقطاع غزة وجنوب لبنان، وهناك قلق من أن هذه الأسلحة المتطورة ستصل في نهاية المطاف إلى أيدي الجماعات الإرهابية، ولن تكون أية طائرة مدنية في المنطقة بمأمن من هجوم في حال وقعت صواريخ إس إيه ـ 24 في الأيادي الخطأ»، على حد وصفه.
العثور على صواريخ في قناة السويس
ومن جانب اخر رجحت مصادر أمنية بمحافظة الإسماعيلية المصرية ان تكون الصواريخ التي عُثر عليها الليلة الماضية بجوار المجرى الملاحي لقناة السويس دخلت البلاد عن طريق السودان أو ليبيا.
ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة “الأهرام” المصرية،ليل السبت – الأحد، عن المصادر التي لم يسمها قولها “إن طول الصاروخ يبلغ مترين ومنصات الإطلاق عرضها نصف متر وطولها 70 سنتيمتراً وارتفاعها 40 سنتيمتراً وهي غير جاهزة للتشغيل لأن معدات إطلاق الصواريخ غير مكتملة”.
وأشارت المصادر إلى أن “سرية المفرقعات” بقيادة الجيش الثاني الميداني توجهت إلى مكان تواجد الصواريخ ومنصات الإطلاق خلف مستشفى “أبو خليفة الجديد” المهجور الذي يقع على مقربة من المجري الملاحي لقناة السويس وطريق بورسعيد الدولي.
ورجحت المصادر الأمنية أن يكون هناك شخص أو مجموعة أشخاص وضعوا الصناديق الخشبية وبداخلها الصواريخ المضادة للطائرات ومنصات الإطلاق، والتي عثر عليها عمال مصنع الجبس في المدق الترابي (طريق ضيق) للتخلص منها، بسبب التواجد الأمني والحملات المكثفة التي يقوم بها رجال الشرطة والجيش في الآونة الأخيرة.
وكانت وحدة مشتركة من قوات الشرطتين العسكرية و المدنية المصرية بمحافظة الإسماعيلية (140 كيلومتراً شرق القاهرة) قد عثرت على مجموعة من الأسلحة الثقيلة على مسافة تبعد كيلومترين عن المجرى الملاحي لقناة السويس على طريق الإسماعيلية – بور سعيد الدولي.
وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة “الأهرام” في وقت سابق إن الأسلحة عبارة عن ثمانية صواريخ أرض جو مضاد للطائرات و ثلاث منصات لإطلاق الصواريخ علاوة على ثلاث صناديق فارغة رجَّحت أنه كان بداخلها قذائف صاروخية من نوع “آر.بي.جي”.