المهدى يقرر رسميا عدم المشاركة فى الحكومة والوطنى ياسف
الخرطوم 25 سبتمبر 2011 — حسم زعيم حزب الامة القومي فى السودان الصادق المهدي جدل مشاركة حزبه فى الحكومة العريضة التى دعا اليها المؤتمر الوطنى الحاكم واغلق الباب امام أي تكهنات راجت فى وقت سابق باكانية دخولها. بينما تاسف مسؤول رفيع فى حزب المؤتمر الوطنى على موقف المهدى وعده متعجلا ومستبقا لنتائج حوار ثنائى يجرى على مستوى اللجان المشتركة .
لكن المهدى اعتبر فى خطبة صلاة الجمعة المشاركة في اجهزة ومؤسسات مسؤولة عما جرى فى السودان امرا لا يشبه كيانه السياسي. وقال ان حزبه سيحدد افضل الخيارات حال استحالة التجاوب مع خطة حزبه الرامية الى تحقيق الاجندة الوطنية ، مضيفا ان «المشاركة الصورية لا تزيد الوطن الا خبالا».
وقالت تقارير صحفية نشرت فى الخرطوم السبت ان مجموعة مؤثرة فى حزب الامة ترفض الحوار مع الحزب الحاكم من اساسه، وهناك تخوفات من ان يؤدي قرار الحزب بدخول الحكومة او تجنبها لانشقاق داخل الحزب الكبير.
ودعا المهدي، لهندسة نظام جديد ينقل البلاد من دولة الحزب إلى دولة الوطن، وسياسات جديدة توقف الاقتتال وتصلح الاقتصاد وتعقد تصالحاً عادلاً مع الأسرة الدولية.
وقال ان الحزب الحاكم يدعو لمراجعة الأوضاع بعد انفصال الجنوب لإحلال آخرين محل الحركة الشعبية، وفق مراجعة توسع المشاركة ولا تمس الجوهر وعدها مسعى لمعالجة حالة احتضار بـ”حبة اسبرين” قائلا ان الوطنى يدعو الاخرين للمشاركة على غرار مايقول المغنى السودانى : «غيب وتعال تلقانا نحن يانا نحن.. لا غيرتنا الأيام ولا هزتنا محنة». غير ان القيادى فى حزب المؤتمر الوطنى مصطفى عثمان اسماعيل والذير يدير الحوار مع لجنة حزب الامة ابدى اسفه لموقف المهدى واعتبره استباقا لنتائج حوار يدور على مستوى اللجان المشتركة واضاف بان الاجدى للصادق كان انتظار نتيجة الاجتماعات والتريث لحين اجتماع مرتقب يضمه الى الرئيس عمر البشير فى القريب العاجل
وطالب المهدي، المؤتمر الوطني بوقفة مع الذات يتأمل فيها أنه «مهما كانت عزيمته فقد حقت فيه مقولة الإمام علي رضي الله عنه «عرفت ربي بنقض العزائم»، ومقولة العز بن عبد السلام: «إن أي عمل يحقق عكس مقاصده باطل»، وزاد «في كل الملفات حققوا عكس مقاصدهم».
ونفى بشدة انقسام حزبه حيال التعامل مع الحزب الحاكم ومع القوى السياسية الأخرى، مؤكدا ان لجان حزبه في حالة انعقاد دائم لوضع التصورات اللازمة للمرحلة المقبلة .
وقال زعيم حزب الامة القومي، ان البلاد تواجه عزلة دولية متسارعة ومن دول جوار تمادت في احتلال اراضي سودانية، وزاد «البلاد الآن بلا صديق من دول الجوار وأكثرهم يحتل جزءاً من أرضنا عينك عينك»، وسخر من لجوء الحكومة لمجلس الامن بعد ان رفضت مقابلة مسؤوليه عندما قدموا للخرطوم في مايو الماضي.
واشار الى صدمة اقتصادية صاعقة وعجز كبير في الميزانية وعدم ايقاف الصرف على الاجهزة السيادية والعسكرية واللجوء الى الاقتراض برغم فرصه الضئيلة .
وقال المهدي، ان خيار الانتفاضة التي تدعو لها قوى سياسية لا سيما «الشبابية»، وهي تستلهم ثقافة الانتفاضة السودانية والعربية المعاصرة لإسقاط النظام يمكن ان تنتج نموذجا عنيفا كما يحدث في سوريا او ليبيا او اليمن، دون ان يكون في سلاسة ثورتي اكتوبر وابريل في السودان، بينما «روشتة» زحف الاطراف المسلحة نحو مركز الحكم في الخرطوم، تقود الى «النموذج الرواندي والبوروندي بين قبيلتي الهوتو والتوتسي».