الخرطوم تنتقد مفوضية حقوق الانسان الاممية بعنف وتصف تقريرها بـ”المحتال”
الخرطوم 26 اغسطس 2011 — رفضت الحكومة السودانية بشدة تقرير مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة حول جنوب كردفان والذى رصد انتهاكات فى الاقليم خلال الفترة من 5 ــ 30 يونيو 2011م ،ووجهت وزارة الخارجية انتقادات عنيفة للتقرير ووصفته بـ الانتقائي والمتحيز والمحتال وغير النزيه
واكدت الحكومة فى بيان اصدرته امس ان تقرير تضمن المفوضية معلومات خاطئة ومغالطات مضللة كما انه اختط منهجية مجافية في جمع المعلومات والوصول بها إلي نتائج قصدت لذاتها وشكلت الهدف لصدور التقرير. ونفى البيان قصف الجيش الحكومى جوا مدينتي كادقلي والدلنج ،وقالت أن هاتين المدينتين تقعان ضمن المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة.
وافادت الخارجية بانه لا توجد محلية تسمي ( أم بطلع ) كما ورد في الفقرة (16) من التقرير وعبرت الوزارة عن رفضها وبالغ أسفها من الطريقة غير المهنية التي انتهجت في وصياغة المعلومات الخاصة بالأحداث التي شهدتها ولاية جنوب كردفان وذلك بما يخالف المعايير الدولة المعتمدة في رصد حالة حقوق الإنسان.
وانتقد البيان تحميل الانتهاكات بالولاية الى طرف واحد دون التطرق إلي التي ارتكبتها الحركة الشعبية برغم كونها الطرف الذي بدأ القتال ضد المدنيين العزل في مدينة كادقلي ،وواضافت الخارجية ان تقرير المفوضية اشار إلي انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولي وقعت بين الجيش السوداني وما أسماه بالمليشات التابعة له من جانب الحركة الشعبية ومن جانب آخر ناسباً كل الانتهاكات إلي طرف واحد.
وقالت الحكومة ان محتويات التقرير خالفت كليا مبادئ الرصد الخاصة بحالة حقوق الإنسان التي اعتمدتها الأمم المتحدة، وكذلك قواعد السلوك الخاص بموظفي الأمم المتحدة وموظفي حقوق الإنسان التابعين للبعثات الميدانية للأمم المتحدة علي وجه الخصوص .
وفند البيان ماقالته المفوضية حول ممارسة الخرطوم تهميشا لابناء النوبة موضحة الواقع يكذب تلك الرؤية خاصة وان أبناء النوبة يشكلون جزءاً مقدراً من نسيج الأجهزة الرسمية للدولة بكافة درجاتها وسلطاتها في أصقاع السودان كافة
ونوهت الخارجية الى ان الحكومة بذلت جهوداً مقدرة في توصيل مواد الإغاثة للمتأثرين بالأحداث وسيرت القوافل الإنسانية بكافة الاحتياجات إلي المنطقة في الفترة التي حددها التقرير ،واتخذت السلطات الولائية العديد من التدابير والإجراءات ولم تجد طريقها إلي التقرير .
ومن جانب أخر قللت الحكومة من احتمالية بروز فجوة غذائية بولاية جنوب كردفان، واكدت توفير الاحتياجات الغذائية ومواد الايواء بالولاية لثلاث اشهر قادمات حتى انتهاء فصل الخريف، واشارت الى تدشين الرئيس عمر البشير الحملة الانسانية لمساعدة مواطني الولاية بتحميل (39) شاحنة بالمواد الغذائية والايوائية .
وابلغ المتحدث الرسمي باسم الخارجية العبيد المروح الصحفيين أمس بعودة وفد مفوضية العون الانساني من جنوب كردفان والذي ضم بعض المنظات الدولية والوطنية بعد وقوفه على طبيعة الاوضاع على الارض، لافتا الى ان المنظمات الدولية والتي ضمت منظمة الهجرة الدولية ،برنامج الغذاء العالمي عادت بعد يوم واحد من الزيارة فيما بقت المنظمات الوطنية لمدة اربعة ايام وساهمت في الاشراف على تدشين الحملة الانسانية بالولاية، موكدا ان المواد المقدمة غطت كافة احتياجات الولاية الانسانية .ونوه الى ان مخازن المفوضية بكادقلي تكفي احتياجات الولاية الى ما بعد فصل الخريف .