البشير يحظر دخول المنظمات لجنوب كردفان والحركة تشكك فى دوافع وقف اطلاق النار
الخرطوم 24 اغسطس 2011 — أعلن الرئيس السوداني عمر البشير إيقاف العمليات العسكرية لمدة أسبوعين في ولاية جنوب كردفان ووجه فى ذات الوقت حكومة الولاية بمنع دخول المنظمات الاجنبية للمنطقة.
وقابلت الحركة الشعبية فى شمال السودان تصريحات البشير بالتشكيك والاستهجان ووصفت على لسان امينها ياسر عرمان وقف اطلاق النار من طرف واحد بانه اعلان (علاقات عامة).
وقال الرئيس السوداني أمام مؤتمر عقد للتعايش السلمى فى كادوقلى عاصمة جنوب كردفان امس الثلاثاء “نعلن وقف إطلاق النار من جانبنا وبعدها سنقوم بتقييم الموقف على الارض وردة فعل الطرف الآخر”.
ودعا البشير جميع المنظمات الأجنبية التي ترغب في تقديم مساعدات لسكان الولاية لتسليمها للهلال الأحمر السوداني بالخرطوم، لافتاً الى انه لن يسمح بدخول منظمات أجنبية للولاية.
وترفض الحكومة السودانية السماح للمنظمات الانسانية الدولية بالعمل في جنوب كردفان تخوفا منها من ان يؤدي ذلك إلى تكرار تجربة دارفور ويقول المسؤولين ان ذلك سيسمح بخلق بؤر جديدة لمساندة التمرد الذي يقوده عبدالعزيز الحلو نائب رئيس الحركة الشعبية بشمال السودان.
ويأتي إعلان وقف العمليات العسكرية بعد يومين من موافقة البشير على مبادرة إثيوبية لإنهاء الصراع الدائر بين القوات الحكومية وقوات الحركة الشعبية في قطاع الشمال بالمنطقة منذ الخامس من يونيو الماضي. إلا أن الحركة الشعبية اعلنت رسميا انهيار وساطة اديس بسبب رفض الطرفين التزحزح عن مواقفهما فيما يخص مكان واولويات التفاوض واشراك الوسطاء من عدمه.
ويأتي إعلان الرئيس البشير للهدنة بعد أسبوع من دعوة الأمم المتحدة لإجراء تحقيق في تقارير عن وقوع أعمال عنف وانتهاكات هناك.
وفى السياق اعتبر الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان، إعلان الرئيس البشير لوقف إطلاق النار في جنوب كردفان ( إعلان العلاقات العامة)، مضيفاً: “إذا كان البشير جاداً في هذا الطرح لتقدم به قبل أقل من أربع وعشرين ساعة في الإجتماع الذي عقده مع رئيس الحركة الشعبية مالك عقار بحضور رئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي.
وأردف: “هذه محاولة للتغطية على الخروقات الواسعة لحقوق الإنسان في جنوب كردفان، والتطهير العرقي والإبادة الجماعية.. عليه (البشير) أولاً أن يسمح بالطعام آلاف النازحين؛ فهو يستخدم الطعام كسلاح.ويستخدم المواطنين كدروع بشرية”.
واتهم عرمان فى تصريح لسودان تربيون امس البشير بعدم الجدية في وقف إطلاق النار، واضاف : “إذا كان جاداً يحتاج إلى طرفين. فهو(البشير) يرفض الإتفاق الإطاري، ويرفض الآلية الأفريقية الرفيعة برئاسة الرئيس أمبيكي”.
وكشف أمين عام الحركة الشعبية عن معلومات بحوزتهم تؤكد بأن إعلان المشير البشير لوقف إطلاق النار تمهيد لهجوم واسع النطاق في جنوب كردفان.و تابع: ” ورد ذلك في حديث مساعده نافع الذي تزامن مع حديث البشير.. فأحدهما يدعو علناً للحرب والآخر يعتبر أن الحرب خدعة”.
وأكد عرمان أن إعلان البشير لوقف إطلاق النار محاولة منه لخداع الرأي المحلي والعالمي، منوها إلى أن الهجوم الذي يجري التحضير له سيكون فاشلاً مثل سابقاته- على حد قوله.