الامم المتحدة تدعو الجيش الشعبى لخفض قواته وتقول انه خليط من الولاءات المتضاربة
الخرطوم 21 يونيو 2011 — دعت الامم المتحدة جنوب السودان الى خفض حجم جيشه الى النصف بعد الاستقلال في يوليو تموز قائلة انه يتألف من خليط من أفراد متبايني الولاء ومتمردين سابقين وان ذلك قد يؤدي الى حالة من عدم الامن.
وقرر جنوب السودان في استفتاء أجري في يناير كانون الثاني بموجب اتفاق السلام لعام 2005 الانفصال عن الشمال وتشكيل دولة جديدة.
ومنذ ابرام اتفاق السلام يستعد الجيش الشعبي لتحرير السودان ليصير الجيش الوطني للدولة الجديدة فاستوعب في صفوفه ميليشيات نختلفة ومقاتلين متنوعين ونزع سلاح ميليشيات أخرى وحلها.
وقال ديفيد جريسلي منسق الامم المتحدة الاقليمي لشؤون جنوب السودان في مقابلة مع رويترز ان الجيش الشعبي لتحرير السودان لديه ما يتراوح بين 150 ألفا و200 ألف جندي “ويرجح أن أكثر” من نصف هؤلاء ينبغي تسريحهم بعد الانفصال.
وأضاف جريسلي “هذا جيش استوعب عددا كبيرا من الجماعات منذ 2005 فقد انضمت اليه في تقديري أكثر من 20 الى 25 جماعة. لذا فهناك درجات متفاوتة من الولاء وكذلك من الانضباط.”
وتابع “لا حاجة اليه. يمكن لجيش أصغر أن يكون أكثر فاعلية من جيش أكبر حجما ليس بدرجة الاحتراف المهني الواجبة. سيكونون أفضل حالا بجيش أصغر حجما وأفضل تدريبا.”
وبعد أن ساد الهدوء فترة الاستفتاء اندلع القتال في الجنوب. وتقول الامم المتحدة ان أكثر من 1500 شخص قتلوا هذا العام كثير منهم مقاتلون مارقون من الجيش الشعبي انقلبوا عليه.
وقال جريسلي انه بمجرد أن يعلن الجنوب استقلاله خلال أقل من ثلاثة أسابيع بمكن ان يتلقى الجيش الشعبي لتحرير السودان المزيد من المساعدات الخارجية والتدريب لقواته.
وأضاف “الشيء المهم الان هو بحث كيفية تسريح الاعداد الكبيرة… بحيث يتم الاحتفاظ بمجموعة أساسية يتم التركيز على جعلها مجموعة محترفين كجيش.”
وقد تثير الدعوة الى خفض عدد أفراد القوات المسلحة الجنوبية الى النصف قلق بعض الجنوبيين حيث ما زال التوتر مستمرا بين الشمال والجنوب بطول الحدود بل وحذر بعض المحللين من احتمال العودة الى الحرب بسبب النزاع على منطقة أبيي.
وأشار جريسلي الى أن تسريح نصف أفراد الجيش على مراحل من شأنه أن يرفع كفاءة الجيش مع الوقت.
وأبرم الشمال والجنوب اتفاقا يجعل أبيي منطقة منزوعة السلاح على الرغم من تقارير عن قصف وقتال بين الجانبين عند الاطراف الجنوبية لابيي حتى يوم الجمعة.
وقال جريسلي “الشيء المهم هو اتفاق (أبيي) نفسه.”
وأضاف “لن أدهش اذا سمعت عن بعض المناوشات لكن مجرد توقيع الاتفاق وأنه يشمل انسحابا للقوات ودخول قوة أمنية جديدة تحت قيادة الامم المتحدة الى أبيي خطوة مهمة الى الامام.”