معارك طاحنة على مشارف كادوقلى والامم المتحدة تعزز قواتها
الخرطوم 19 يونيو 2011 — دارت معارك ضارية بين الجيش السودانى وقوات الحركة الشعبية في مواقع قريبة من عاصمة جنوب كردفان “كادوقلى” امس الاول واعترف المؤتمر الوطنى الحاكم فى شمال السودان باستمرار المعارك لحين احتواء قوات الحركة وصدها الى المواقع التى كان عليها قبل الخامس من يونيو الجاري.
هذا واعلنت بعثة الامم المتحدة في السودان عن ارسال مزيد من التعزيزات العسكرية إلى جنوب كردفان ويبلغ قوام القوة مائة وعشرين عنصرا يحملون الجنسية البنغالية . واعلنت منظمة سودو عن قيام السلطات الامنية باعتقال عدد اربعة اعضاء الحركة الشعبية في كادوقلي من بينهم عمر فضل عضو مجلس الولاية التشريعي.
وكشفت مصادر مأذونة لسودان تربيون امس ان الجيش السودانى استولى على قاعدة مهمة للقائد عبد العزيز الحلو غرب العاصمة كادوقلي بعد اشتباكات ومقاومة شرسة خلفت ورائها عددا لم يحدده من الجرحى والقتلى فى الجانبين واعتبر السيطرة على القاعدة نصرا كبيرا للجيش من واقع انها احدى المناطق الاستراتيجية التى يدير منها الحلو عملياته العسكرية.
واعلن المسؤول فى شعبة الاستخبارات بالفرقة 14 مشاة حسن علي القبض علي ثلاثة سيارات في منطقة الحمرة شرق كادوقلي محملة بمدافع ثقيلة واسلحة وذحائر واتهم في تصريحات صحفية امس الحركة بالتخطيط لقتل المواطنين وتشريدهم .
وفى السياق أكد المتحدث باسم البعثة الدولية فى السودان قويدر زروق ان الامم المتحدة عززت قواتها فى المنطقة الملتهبة و لم تجل جنودها من أي من مناطق النزاع في أبيي وجنوب كردفان. وأشار إلى أن البعثة وبقية وكالات الأمم المتحدة تعمل في المجالات كافة، لا سيما في تقديم المساعدات الإنسانية.
واشار قويدر في تصريح لسودان تربيون إلى أن القيود الكثيرة المفروضة على انشطة القوات الاممية واغلاق المجال الجوي امام طيران الامم المتحدة يحد من تقديم المساعدات الانسانية للمناطق المتأثرة بالاشتباكات في جنوب كردفان.
وكانت الحكومة السودانية اعتبرت عزم الأمم المتحدة تعزيز قواتها في ولاية جنوب كردفان بعناصر جديدة من بنجلاديش إجراء روتينيا لا يعني تراجعها عن إنهاء تفويضها في التاريخ المحدد، وهو 8 يوليو المقبل، موعد انتهاء الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام الشامل.
وأوضح وكيل وزارة الخارجية السودانية رحمة الله محمد عثمان، أن ما حدث ترتيبات داخلية للبعثة في إعادة توزيع ونشر أفرادها، مضيفا أنه “لا جديد في الأمر، لأن هذه القوات ينتهي تفويضها في الثامن من يوليو المقبل”.
الى ذلك اعلن مسؤول القطاع السياسى فى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم قطبى المهدى مواصلة المعارك ضد الحركة الشعبية فى جنوب كردفان ورفض اى اتجاه لوقف اطلاق النار او الدخول فى تفاوض قبل تراجع جيش الحركة الى المواقع التى كان فيها قبل اندلاع الاحداث فى السادس من يونيو.
واتهم قطبى الحركة بخرق لاتفاقية السلام الشامل وقال فى تصريحات عقب اجتماع القطاع السياسى امس بان القتال لن يتوقف قبل تنفيذ اتفاقية السلام واجراء المشورة الشعبية رافضا بقاء الجيش الشعبي في ارجاء الولاية بالصورة الحالية .
ووصف قطبى نائب رئيس الحركة الشعبية عبدالعزيز الحلو بالحماقة قائلا انه يرفض اي تفاوض على اساس علي اتفاقية السلام مشددا على انه السبب فى تازيم اوضاع المواطنين بالولاية وجرهم الى اتون الحرب وتداعياتها السيئة دون اي مبرر .