طائرات الجيش السودانى تقصف مواقع الحركة الشعبية و البشير يقول ان تمشيطا للمتمردين يجرى فى جنوب كردفان
الخرطوم 9 يونيو 2011 –
قال الرئيس السوداني عمر البشير ان الجيش يجرى عمليات تمشيط من من وصفهم ب(فلول المتمردين) فى ولاية جنوب كردفان. ونقل الى اجتماع مجلس وزراء حكومته امس ان الاوضاع تحت السيطرة واوضح الرئيس إن الأحداث بدأت منذ إعلان شعار الحركة الشعبية الانتخابي “النجمة أو الهجمة”. فى اشارة الى الفوز بالانتخابات او الهجوم على الولاية وأوضح البشير في التنوير أن ذات الشعار كان بمثابة إعلان حرب استبقت به الحركة العملية الانتخابية في جنوب كردفان .
وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس ، عمر محمد صالح للصحفيين عقب الجلسة أن محاولات احتواء الازمة بدأ بتسوية سلمية عبر لجنة وزارية كلفتها رئاسة الجمهورية انتقلت الى الولاية ووقعت اتفاقية تسوية وقبل مغادرتها للولاية اخلت الحركة بالتفاهم .
وذكرت الامم المتحدة الخميس ان القتال مستمر وانتشر في انحاء الولاية.وقال قويدر زروق المتحدث باسم البعثة الدولية في السودان “لا يزال يدور القتال اليوم في كادقلي (عاصمة الولاية) و تمدد الى مواقع اخرى”. ولم يتمكن زروق من كشف تفاصيل عن عدد القتلى والمصابين في القتال.
وذكرت مصادر الامم المتحدة ان قاذفات انتونوف وطائرات ميغ تحلق على ارتفاع منخفض وتمشط التلال المحيطة بكادقلي حيث تقصف القوات السودانية مواقع الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ الثلاثاء.
وذكر شاهد عيان لرويترز في كادقلي طلب عدم الكشف عن هويته الخميس انه رغم ان حدة القتال قد خفت، الان و لكن الوضع الانساني والامني يتدهور .
لكن نائب رئيس الحركة الشعبية بشمال السودان ، عبد العزيز الحلو اعلن ان أن القوات الحكومية ظلت تقصف بالطيران المواطنين العزل على أسس عرقية .
و اكد الحلو فى تصريحات لصحيفة (الشرق الاوسط) الصادرة فى لندن اليوم الجمعة ان قوات الجيش الشعبي والمواطنين يسيطرون تماما على الوضع في أكثر من عشرين منطقة في جنوب كردفان .
واوضح الحلو ان المؤتمر الوطني فشل في محاولته استقطاب المواطنين على أساس عنصري وعرقي بتسليح القبائل العربية ضد القبائل النوبية في المنطقة ، وأضاف أن القبائل العربية رفضت، بشكل واضح، أن تخوض معارك ضد إخوتهم النوبة ، والكثير منهم انضموا إلى الحركة الشعبية .
الى ذلك استدعت وزارة الخارجية السودانية امس السفراء الأجانب المعتمدين بالخرطوم ، لتوضيح التطورات التى تجرى فى جنوب كردفان .
وقدم وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان تنويرا وشرحا لاعتداءات الحركة الشعبية واعتبر ما حدث خرق جديد من الحركة الشعبية لاتفاقية السلام، واعتداء على السلطات والقوات النظامية بالولاية، كما أنه استهداف للمدينين أيضاَ .
وأبلغ السفراء أن الحكومة ستعمل علي فرض الأمن والنظام في المنطقة، وتطهيرها من المعتدين مشيرا إلى التزامها فى ذات الوقت باتفاقية السلام الشامل وحرصها على الوصول لتفاهمات سياسية عبر التفاوض مع أبناء المنطقة ، وطلب من المجتمع الدولي ممارسة المزيد من الضغوط علي الحركة الشعبية ، لمنع التصعيد وتحمل المسئولية السياسية والسيطرة علي قواتها ، والانخراط في مفاوضات فورية لحل القضايا العالقة .
ونشب القتال يوم السبت في الولاية النفطية الرئيسية بالشمال والتي تعتبر نقطة ساخنة لانها يعيش بها آلاف المسلحين الذين قاتلوا الى جوار الجنوب في الحرب الأهلية الأخيرة .
وتمثل ولاية جنوب كردفان أهمية للشمال لان بها أعلى حقول النفط انتاجا التي ستظل تحت سيطرة الخرطوم بعد الانفصال. وسيؤول للجنوب نحو 75 في المئة من انتاج السودان الذي يبلغ نصف مليون برميل يوميا .
كما أنها متاخمة لابيي واقليم دارفور في الغرب الذي يشهد تمردا منفصلا .
وتكهن محللون بأن يندلع القتال في جنوب كردفان قبل الانفصال خاصة بعد أن أعلن فوز مسؤول من حزب المؤتمر في انتخابات الولايات الشهر الماضي. وقال الجنوب انه تم التلاعب بالانتخابات وهو ما نفته الخرطوم .
وكان مسؤولون بالحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة على الجنوب قالوا ان الاشتباكات اندلعت حين حاول الشمال نزع سلاح الجماعات المسلحة بالمنطقة .
وأنحى جيش الشمال باللائمة على جماعات متحالفة مع الجنوب في بدء القتال .
ولايزال يشار الى أفراد الميليشيات على أنهم أعضاء بالجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش الجنوب على الرغم من أن جوبا تقول انهم لم يعودوا جزءا من جيشها ولا تستطيع أن تطلب منهم الانسحاب جنوبا لانهم شماليون .
وصوت جنوب السودان لصالح الانفصال في استفتاء أجري في يناير .