جنوب كردفان – المفوضية تعلن نتيجة الانتخابات اليوم و الحركة ترفضها و الجيش السودانى يحذر
كادوقلى – الخرطوم 14 مايو 2011 –
تعلن المفوضية القومية للإنتخابات السودانية اليوم نتيجة انتخابات جنوب كردفان التى اثارت طوال الايام الماضية حالة من التوتر فى المنطقة بالغة الحساسية ، واكدت معلومات حصلت عليها “سودان تربيون” ان مرشح حزب المؤتمر الوطنى الحاكم احمد هارون حصل على منصب الوالى بفوزه على منافسه من الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو بفارق عده مراقبون ضئيلا لم يتجاوز السبعة الاف صوت .
و اتهم هارون الحركة الشعبية فى الشمال بالانسياق وراء الحزب الشيوعى واتهم الاخير بادارة العملية الانتخابية فى الولاية وليس الحركة الشعبية قائلا ان مرشحها مورست عليها حملة تضليلية فى وقت اعلنت الحركة الشعبية انها تدرس مع حزب المؤتمر الشعبى الانسحاب من الهيئة التشريعية القومية احتجاجا على التزوير الذى لحق انتخابات جنوب كردفان .
ورصدت “سودان تربيون” تعزيزات عسكرية كبيرة فى جنوب كردفان قبيل ساعات من اعلان النتيجة فى الخرطوم اليوم وقال شاهد عيان ان قوات الاحتياط المركزى تجوب البلدات فى الولاية وتنتشر بكثافة على الطرقات لاحتواء اى احتجاجات محتملة فور اعلان النتيجة واشار الى ان سيارات تتبع للحركة الشعبية ايضا تتجول بكثافة فى انحاء كادوقلى ما دفع بتجار السوق الرئيس لاغلاق المتاجر منذ وقت مبكر خشية وقوع مواجهات سيما وان شائعة سرت فى المدينة ان النتيجة ستعلن السبت
وترافقت تلك الاجواء مع تاكيد المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمى خالد سعد أن جنوب كردفان ولاية شمالية وتقع في قلب الشمال واعتبر أي محاولة لإدارة شؤونها من الحركة الشعبية أو مجرد الوصاية عليها مرفوضة. وقال ل(المركز السودانى للخدمات الصحفية) امس إنه لا تفريط أبداً في أمن الولاية ولا حق لأي وجود عسكري غير القوات المسلحة وبقية القوات النظامية الأخرى التابعة لحكومة السودان في التواجد بالمنطقة، مؤكداً أن القوات المسلحة لن تسمح لأي جهة بزعزعة الأمن والاستقرار بولاية جنوب كردفان. وأبان أن كل من تسول له نفسه المساس بأمن المنطقة فإن القوات المسلحة ستعصف به في الحال
وقالت مصادر مطلعة ان مرشح حزب المؤتمر الوطنى ، احمد هارون تقدم على منافسه من الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو بحوالى 6 الاف و470 صوت وأعلنت المفوضية امس اكتمال عمليات فض المظاريف الامنة القادمة من (555) مركزاً و (666) لجنة، فضلاً عن اكتمال تجميع الأصوات ورصد النتائج لجميع الدوائر الجغرافية الـ(32) بالإضافة لقوائم المرأة والأحزاب ومنصب الوالي في جنوب كردفان
و عزا احمد هارون تضاؤل الفرق فى الاصوات بينه و الحلو لما وصفه بعمليات التزوير والممارسات الانتخابية الفاسدة التى مارستها الحركة بمناطقها التى حازت فيها على الدوائر الجغرافية للمجلس التشريعى وحمل فى مؤتمر صحفى عقده امس ، اليسار فى الحركة الشعبية و ياسر عرمان تحديدا مسؤولية تدمير علاقة التنسيق والروح الوفاقية التى كانت تسود الشراكة بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية على مستوى جنوب كردفان وشدد على ان الحركة الشعبية لم تدر الانتخابات فى الولاية انما تبناها الحزب الشيوعى مستخدما كل تكتيكاته فى العمل السياسى .
ووصف هارون اعلان الحركة الشعبية انسحابها من العملية وعدم الاعتراف بنتيجتها او المشاركة فى الحكومة والجهاز التشريعى بانها تماثل انسحاب فريق كرة قدم بعد انتهاء المباراة وشروع الحكام فى اعداد التقرير حولها مع المراقب
وقال ان مثل هذه الممارسات تظهر مستوى الفهم لدى هذه القيادات بالحركة واكد هارون ان حزبه ينظر للعملية الانتخابية التى تمت بالولاية على اساس انها تمثل تحولاً كبيراً فى ادوات الصراع ونقله من صراع عسكرى لصراع بالافكار والبرامج يهدف لتثبيت واستدامة السلام واعتمادها كوسيلة لتداول السلطة .
وابان هارون ان المؤتمر الوطنى صبر على ممارسات وتعنت الحركة الشعبية والعراقيل التى وضعتها امام الانتخابات وعده سلوكا غير راشد منوها الى تشككها فى الاحصاء واعادة السجل الانتخابي واعادة تقسيم الدوائر الجعرافية حتى تاخرت عاما كاملا عن الانتخابات القومية العامة مؤكدا ان تحمل تلك التصرفان كان يستهدف سد الثغرات وعدم ترك اى مبرر تتعلق به قيادة الحركة للتنصل عن الاستحقاق وارجع هارون الشك والاتهامات التى تسوقها الحركة حول النتيجة الى المعلومات المغلوطة التى كان ينقلها وكلاء الحركة بالمركز
الى ذلك كشفت الحركة الشعبية فى شمال السودان شروعها فى التدارس مع حزب المؤتمر الشعبى للانسحاب من المجلس الوطنى ، على خلفية ما وصفته بالتزوير البائن فى انتخابات جنوب كردفان وانتزاع حزب المؤتمر الوطنى النتيجة وقال امينها العام ، ياسر عرمان فى مؤتمر صحفى امس شارك فيه ممثلين لقوى تحالف جوبا ان الانسحاب من الهيئة التشريعية سيجعل البرلمان الحالى اشبه بهيئة شورى الحزب مردفا “لايوجد برلمان فى العالم من حزب واحد” .
واعلن عرمان عن عزم الحركة على مقاومة تصرفات المؤتمر الوطنى بالطرق السلمية الديموقراطية مشددا على ان حركته لن تقبل اى شراكة مع “التزوير” وعده انقلابا على المشورة الشعبية ومضى الى ان الحركة اثبتت عمليا عدم وجود اى صراع بين العرب والنوبة فى جنوب كردفان وان الطرفين يصارعون المؤتمر الوطنى
وكشف عرمان ان القوات المسلحة فى حامية الدلنج صوت منهم 731 لمرشح الحركة عبد العزيز الحلو مقابل 200 لاحمد هارون وعدها رسالة قوية بوقوف الجيش حيث يقف الشعب السودانى بعيدا عن المؤتمر الوطنى
واشار عرمان الى ان انتخابات جنوب كردفان وضعت المؤتمر الوطنى فى مأزق سيما وانه لن يستطيع ادارة الولاية بمعزل عن الحركة والقوى السياسية ، واتهم ياسر الوطنى ومرشحه احمد هارون بتحويل الولاية الى ساحة حرب بحشده قوات فى الخرسانة بقيادة قلواك قاى وبيتر قاديت بينما تتمركز فى ناو ناو مليشيا جورج اتور فضلا عن تواجد قوات للسلطان عبد الباقى فى الميرم
ودمغ عرمان مفوضية الانتخابات بالتحول لاداة فى يد المؤتمر الوطنى مطالبا بحلها لعجزها عن ادارة عملية انتخابية نزيهة ،
واكد الامين السياسى لحزب المؤتمر الشعبى كمال عمر ان الوطنى وضع جنوب كردفان فى منعطف خطير بتزويره الانتخابات فى منطقة شديدة الالتهاب ونوه الى ان ذات السلوك ليس جديد على اخلاقيات المؤتمر الوطنى ونوه الى ان ذات النهج قاد لانفصال الجنوب مشيرا الى ان القوى السياسية كانت على حق عندما تبنت الدعوة لاسقاط النظام واضاف “لن نحمل سلاح لكننا سنحمل الشارع للخروج وتغيير النظام”، محذرا من تحول السودان الى وضع يماثل ما يجرى فى ليبيا
ومضى كمال الى ان تزوير الوطنى لنتيجة انتخابات جنوب كردفان طبيعى ليتمكن من حماية هارون المطلوب للعدالة الدولية مشددا على ان فوزه لن يحميه من ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية
وفى السياق ذاته قال القيادى فى الحزب الشيوعى صديق يوسف ان المؤتمر الوطنى استخدم بشكل واضح موارد الدولة فى حملة مرشحيه بالولاية بنحو يخالف القانون .
و اشار القيادى فى الحزب الاتحادى التوم هجو الى ان الحركة واجهت اسطول دولة متحرك وشبه الوضع الحالى بالمأساة منتقدا تصرفات المؤتمر الوطنى وقال انه لم يعد مؤتمنا على ماتبقى من السودان داعيا لانتفاضة حقيقية وقال هجو ان حزبه لم يتخذ موقفا وسطيا يوما فى قضايا الوطن واضاف ان الاتحادى متمسك حتى اللحظة باقتلاع النظام من جذوره واشار الى ان كل المهادنات التى تمت مع المؤتمر الوطنى رمت لان يرعوى لكنه اثبت بانه لايطيق القوى السياسية واردف “لم يعد يطيق حتى نفسه” .