مسؤول فى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم : لا ضرورة لوجود مستشارية الامن القومى
الخرطوم 30 ابريل 2011 –
قال حزب المؤتمر المؤتمر الوطنى الحاكم فى شمال السودان ان مؤسساته اجرت تقييما لأداء مستشارية الامن القومى التى اعفى الرئيس السودانى عمر البشير الاسبوع الماضى مستشارها ، صلاح “قوش” ، و خلص الى انه لا ضرورة لوجودها لكن سيبقى منصب مستشار الامن القومى .
JPEG
و نقلت صحيفة (الرأى العام) المقربة من حزب المؤتمر الوطنى الحاكم و الصادرة فى الخرطوم الجمعة عن امين امانة المنظمات بحزب المؤتمر الوطنى و مدير جهاز المخابرات الاسبق ، قطبى المهدى اتهامه لمستشارية الامن القومى بأنها تجاوزت حدود التفويض الممنوح لها الامر الذى جعل وضعها شاذا ، و اضاف : (المستشارية بدأت تأخذ ابعادا خاصة بها و تتوسع فى مهامها) . فى اشارة الى الحوار الذى ابتدرته مع قوى المعارضة السودانية و اعتراض حزب المؤتمر الوطنى على ذلك بأعتباره ليس من اختصاصها كجهة تنفيذية و امنية . و تابع المهدى : (لن تكون هناك مستشارية و سيكون هناك مستشار للامن) .
و قلل قطبى المهدى من الضجة المثارة حول اقالة مستشار الرئيس السودانى لشؤون الامن القومى ، صلاح “قوش” ، وقال ان الرجل اقيل اكثر من مرة و اعيد تعيينه فى مواقع اخرى ، و اضاف : (ربما يعين في موقع آخر وربما لا يعين)، ولم ينف قطبي فاعلية (قوش)، لكنه قال (إن الحزب إذا رأي إزاحة عضو من منصبه فلا يعني ذلك أن القيامة قامت). وزاد بأنه تمت إقالة وإزاحة كثير من أعضاء الحزب.
و استبعد قطبى ان تؤدى اقالة “قوش” الى انشقاق فى صفوف حزب المؤتمر الوطنى الحاكم ، مؤكدا ان المؤتمر الوطنى حزب مؤسسى كل اعضائه موظفون لديه يمكنه ان يقيلهم او أو يزيحهم من مناصبهم إلى مواقع أخرى .
و كانت الازمة قد انفجرت بين متنفذى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى شمال السودان من ذوى الخلفيات الامنية حول الموقف من الحوار مع المعارضة السودانية بصورة لافتة الجمعة قبل الماضية حينما صوب مساعد الرئيس نافع على نافع و نائبه فى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم انتقادات بصوت جهير الى الحوار الذى تضطلع به مستشارية الامن القومى و يشرف عليه صلاح “قوش” شخصيا ، حينما كان يتحدث فى برنامج “مؤتمر اذاعى” بالاذاعة السودانية مقللا من أهميته ، وقال إنه لم يجد القبول من غالبية قوى المعارضة لأنها رات انه يجري بعيداً من الحزب الحاكم و بأشراف جهة تنفيذية .
لكن صلاح “قوش” رد فى اليوم التالى بقوة على رئيسه الحالى فى الحزب و السابق فى جهاز الامن ، نافع على نافع عبر مؤتمر صحفى عقده خصيصا من اجل ذلك و وصف حديثه بانه «مضرّ ويشكك في الحوار ويجعل القوى السياسية تنفضّ عنه” و اضاف “ان حديث نافع يخصه وحده” ، مؤكداً أن حواره «يرعاه الرئيس البشير ويتابعه نائبه على عثمان ». وأشار إلى أن حوارهم فى المستشارية «سيستمر ولن يتوقف حتى لو انسحب ممثلو حزب المؤتمر الوطنى الحاكم، لأن البلاد في حال احتقان” .
و تدخل الرئيس البشير لأحتواء الازمة التى نشبت بين الحزب و المستشارية و اجتمع مساء السبت بنافع وقوش ، لكن فيما يبدو ان محاولة رأب الصدع بين الرجلين لم تسفر عن نتيجة حيث عاد “قوش” الاحد الماضى ليؤكد على انه ماض فى مساعى الحوار بناء على تكليف الرئيس البشير له الامر الذى حدا بالرئيس الى اصدار قرار بأعفائه من منصبه مستشارا لرئيس الجمهورية لشؤون الامن القومى .
و كان البشير قد اعفى قوش من رئاسة جهاز الامن و المخابرات فى اغسطس عام 2009 و اصدر فى الوقت نفسه قرارا بتعيينه مستشارا برئاسة الجمهورية .
الى ذلك اعتبر حزب المؤتمر الشعبي المعارض برئاسة الزعيم الاسلامى المعتقل ، حسن الترابى قرار إعفاء صلاح قوش من رئاسة مستشارية الأمن يصب في مصلحة استمرار الحوار مع الأحزاب الأخرى .
ونقلت صحيفة (التيار) الصادرة فى الخرطوم السبت عن القيادي بحزب المؤتمر الشعبي ، أبو بكر عبد الرازق إن مبدأ الحوار عبر المستشارية الأمنية مرفوض من الأحزاب باعتباره وسيلة للاستقطاب ولن يفضى لنتائج . وأضاف : (يجب أن يكون الحوار مباشرا مع الحكومة ورئيسها حتى يؤدى لنتيجة إيجابية) إلا أنه قطع باستحالة قيام حوار بين الشعبي والوطني في كل الأحوال إلا في حالة تكوين حكومة انتقالية بقيادة رجل تنفيذي (تكنقراطي) أو تغيير القيادة بثورة شعبية.
ووصف عبد الرازق الوطني بأنه حركة غير إسلامية وقال إن المنهجية الإسلامية لا تحلل سفك الدماء والربا واعتقال الناس وأنه أي الوطني مشروع سلطة بقيادة كبير مستبد وضع حزبه تحت إبطيه ويريد وضع السودان كذلك فى اشارة للرئيس البشير ، وزاد أن الشعب يتمرد على مثل هذه التصرفات والأوضاع التي تتسم بالاستبداد وتعبر عن رمزية الفرعنة في القرآن ونفسية الفرعون حسب تعبيره.