الخرطوم تهدد بالتراجع عن الاعتراف بدولة الجنوب اذا ضمت اليها “ابيى”
الخرطوم 27 ابريل 2011 –
اعلن حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى شمال السودان نيته التراجع عن الاعتراف بدولة الجنوب المزمع اعلانه رسميا فى التاسع من يوليو المقبل حال ضمت منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها بين الشمال والجنوب.
JPEG
واعتبر القيادى بالمؤتمر الوطنى مسؤول ابيي الدرديرى محمد احمد تضمين مشروع دستور دولة جنوب السودان نصا يجعل منطقة ابيي جزءا من دولة الجنوب خرقا لاتفاقية السلام الشامل وتجاوزا لاستفتاء تقرير المصير لجنوب السودان الذي ينص بان جنوب السودان هو ما يقع جنوب حدود يناير 1956″
وقال الدرديرى لفرانس برس (المؤتمر الوطني يعلن بانه لن يقبل هذا النص ولن يعترف بهذا التجاوز وسيعيد النظر في الاعتراف بدولة الجنوب المتوقع اعلانها في التاسع من يوليو في حال اصر الجنوب على تضمين هذا النص في دستوره”.مستهجنا تضمن مسودة دستور جنوب السودان التي تسلمها رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت في الباب الاول حول جمهورية جنوب السودان وحدودها في الفقرة الثانية ان “حدود جمهورية جنوب السودان هي الارض والفضاء لمحافظات الاستوائية الكبرى وبحر الغزال الكبرى واعالي النيل الكبرى وفق حدودها في الاول من يناير 1956، ومنطقة ابيي بحدود مشيخات دينكا انقوك التسع والتي تم نقلها من بحر الغزال الى كردفان في عام 1905 ، كما عرفها قرار لجنة التحكيم الدولية لابيي الصادر في يوليو 2009”.
وقالت المسودة في باب تعريف دولة الجنوب بانها الدولة التى تضم اقاليم الاستوائية الكبرى وبحر الغزال الكبرى واعالي النيل الكبرى ومنطقة ابيي التي حدد حدودها قرار لجنة التحكيم الدولية بمدينة لاهاي الهولندية في يوليو 2009 .
ولا يزال شمال وجنوب السودان يتنازعان حول المنطقة الغنية بالنفط لكن هوة الخلاف بينهما تتسع ، حيث يرفض الشمال اقامة استفتاء لتقرير مصير المنطقة دون مشاركة قبيلة المسيرية العربية فيه ، بينما يتمسك الجنوب بان قرار محكمة لاهاى اعطى الحق فى التصويت لقبائل دينكا نقوك الجنوبية اضافة الى المواطنين الذين يقطنون المنطقة و لم يحدد قبيلة المسيرية .
وتسبب هذا الخلاف حول “هوية” من يحق لهم التصويت فى استفتاء المنطقة فى تأجيل عملية الاستفتاء التى كان مخططا لها ان تتم فى توقيت متزامن مع استفتاء الجنوب لتقرير مصيره فى يناير الماضى و الذى انتهى بتصويت الجنوبيين باغلبية ساحقة على الانفصال عن الشمال و تكوين دولة مستقلة ينتظر ان تعلن رسميا فى يوليو المقبل .
و شهدت المنطقة فى الفترة الماضية توترات و اشتباكات مسلحة بين قبائل المسيرية المدعومة من حكومة الشمال و عناصر من الجيش الشعبى من ابناء دينكا نقوك الامر الذى خلف اعدادا من الضحايا .
و اسفرت ضغوط دولية مكثفة على الطرفين عن احتواء التوتر جزئيا و سحب جيشيهما الى خارج المنطقة بعد ان رصد مشروع المراقبة الفضائية الذى اطلقته جماعة دولية بأشراف الممثل الامريكى جورج كلونى الشهر الماضى حشودا عسكرية للطرفين فى المنطقة .