وزارة التربية السودانية تتهم حكام الولايات بصرف اموال التعليم على السياسة والامن
الخرطوم 13 ابريل 2011 –
قالت وزارة التعليم السودانية ان حكام الولايات يصرفون الميزانيات المخصصة من المركز للتعليم على العمل السياسى و الامنى .
ويعانى السودان من عجز فى موازنته ، وتواجه الحكومة السودانية انتقادات متزايدة لمبالغتها فى الصرف على قطاعى الامن والدفاع حيث تخصص اكثر من 70 من الموازنة العامة لذلك .
وقال وكيل وزارة التربية و التعليم الاتحادية ، معتصم عبد الرحيم ،الذى كان يتحدث فى ورشة حول قضايا التعليم فى السودان بالخرطوم امس الاول ، إن الاموال التى يوفرها المجتمع لصالح التعليم تعادل (7) أضعاف ما توفره الدولة . وطالب بضرورة قيام مجلس لتنظيم مهنة التعليم أسوة بالمجالس الأخرى .
و كشف عبد الرحيم ، أن الاموال التى تخصصها الدولة للتعليم ، يوجهها ولاة الولايات إلى أغراض السياسة و الامن .
ووجه الوكيل انتقادات قاسية لاوضاع التعليم فى السودان ، وقال إن التدريس اصبح مهنة من غير ضابط، مشيرا إلى أنه تم التقدم بمقترح قانون لتنظيم مهنة التدريس منذ خمسة أعوام، إلا أنه لم تتم إجازته حتى الان ، وأكد إنحيازه للتعليم الخاص، إلا أنه عاد وقال إنه منذ 2004 – 2010م كانت نسبة النجاح في المدارس الحكومية أعلى من الخاصة .
.
واعترف وزير الدولة الأسبق بوزارة التربية، محمد أبو زيد مصطفى بإن مجانية التعليم محض شعار سياسي لم يطبق على أرض الواقعحتى الان ، وقال إنه إذا تم الصرف على التعليم صرفاً حقيقياً فلن تكفي ميزانية الدولة.
وانتقد أبو زيد الدولة لعدم إهتمامها برفع مستوى دخل الفرد، وقال إنه في حال زيادة دخل الفرد فلن تحتاج الأسر إلى مجانية التعليم، وأضاف أن الدولة فشلت في إلزامية التعليم وما زال الطلاب يطردون من المدارس بسبب الرسوم التي تفرضها مجالس الآباء.
ووصف البيئة التعليمية بأنها غير مناسبة وما زال الطلاب يجلسون على الحجارة وحال التعليم يغني عن السؤال .
وقال وزير التربية والتعليم السابق ، حامد محمد إبراهيم ، إن الإشكالات التي تواجه التعليم تتمثل في نقص التمويل وأيلولة التعليم للمحليات، اضاف إنه ما زال بعض المعلمين يهربون من المهنة إلى مهن أخرى وهم يحملون شهادات كليات التربية، وذلك لأن المهنة غير منصفة .
وانتقد ضعف العلاقات مع الدولة، وأشار إلى أن كثيراً من المنظمات بدأت تنسحب، وقال إن الإرتباط بالعالم ضعيف وما زلنا ندور في فلكنا (بخت الرضا)، وأكد حامد ضرورة المواجهة بين الوزارة والإعلام بمنطق الحوار، وأشار إلى وجود تعتيم إعلامي .
وقال الاستاذ بكلية الزراعة جامعة الخرطوم ، أبو بكر الجوخ – إن أكبر خلل سياسي هو وضع التعليم ضمن المستوى المحلي والولائي، وقال إن المعلم أصبح بدون مواصفات والتعليم ليس أولوية، وأشار إلى أنه يتم القبول لكليات التربية من أضعف النسب .
وأجمع خبراء التربية والتعليم على أن المنهج يحتاج إلى وقفة، وانتقدوا تبعية التعليم التقني لجهة غير مختصة ووزير غير مختص، وأكدوا ضرورة إيجاد معالجة لتبعية التعليم للمحليات والولايات للخروج من هذا الوضع .