مسؤولون: محاصرة أكثر من 100 يتيم في هجوم بجنوب السودان
جوبا في 15 مارس 2011 — قال مسؤولو مساعدات وعسكريون ان ما يزيد على 100 يتيم حوصروا وسط اطلاق النار أثناء هجوم على مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط في جنوب السودان والذي قتل فيه أكثر من 42 مقاتلا .
وهاجم مقاتلون متمردون ملكال يوم السبت الماضى في أحدث أعمال عنف مما أذكى مخاوف بشأن استقرار الجنوب قبل استقلاله عن شمال السودان في التاسع من يوليو.
وصوت ما يقرب من 99 في المئة من الناخبين الجنوبيين لصالح اعلان الاستقلال في استفتاء جرى في يناير الماضى بموجب اتفاق السلام الموقع عام 2005 والذي أنهى عقودا من الحرب الاهلية مع الشمال .
وقالت جمعية المساعدات (اس.أوه.اس تشلدرنز فيلدجز) امس الاثنين ان المهاجمين اقتحموا مجمعا تابعا لها في البلدة .
واضافت الجمعية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها في بيان “دخل المتمردون (مقر) اس.أوه.اس تشلدرنز فيلدجز حيث اندلع قتال ضار بينهم وبين جنود من جيش الحركة الشعبية لتحرير السودان (الجنوبي).”
وتابعت “احتمى المتمردون بأحد المباني العائلية وحاصرهم جنود الحركة الشعبية لتحرير السودان والشرطة.”
وقال عمال مساعدات طلبوا عدم ذكر اسمائهم ان المهاجمين احتجزوا الاطفال بملجأ الايتام رهائن لفترة وجيزة وان قسيسا قاد مفاوضات لاطلاق سراح الاطفال.
وقالت جمعية اس.أوه.اس انه تم الافرج عن الاطفال والعاملين بعدها دون ان يلحق بهم اذى لكنهم اضطروا الى ترك متعلقاتهم وهم الان في مأوى موقت بأحد الفنادق.
وقال المتحدث باسم الجيش الجنوبي فيليب اقوير ان الجيش الجنوبي اشتبك مع الميليشيا ونجح في اخراجها من البلدة في نهاية المطاف.
وأضاف أن اكثر من 40 من أفراد الميليشيا المتمردة وجنديين جنوبيين قتلوا ولم تتوفر لديه معلومات عن سقوط قتلى من المدنيين.
وهذه الارقام هي تقريبا ضعف التقديرات لعدد القتلى التي أعلنت في اليوم الذي جرت فيه الاشتباكات.
وقال عمال اغاثة بالبلدة طلبوا عدم نشر اسمائهم لرويترز انهم رأوا جثث ثلاثة مدنيين على الاقل سقطوا في اشتباكات السبت.
وأعلن زعيم الميليشيا المنشق جورج اثور المسؤولية عن الهجوم قائلا ان احد نوابه تحرك لمصادرة السلاح وصد هجوم من الجيش على رجاله .
وتمرد اثور وهو ضابط سابق كبير بجيش جنوب السودان العام الماضي قائلا انه خسر منصب حاكم ولاية جونقلي في انتخابات ابريل الماضى بسبب مزاعم تزوير .
وقال جورج كاربنتيير رئيس العمليات الانسانية للامم المتحدة في السودان ان جيش الجنوب منع جمعيات الاغاثة من الوصول الى مناطق كبيرة من جونقلي بينما كان يتعقب اثور. وطالب جيش الحركة الشعبية لتحرير السودان بتغيير تلك السياسة.
وأضاف أن من الضروري أن يتمكن عمال الاغاثة من الوصول الى الاشخاص المحاصرين بين سندان المعارك ومطرقة داء الليشمانيا القاتل .
وانسحب ساسة جنوبيون امس الاول الاحد من محادثات عن الاستعدادات للاستقلال عن الشمال واتهموا الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتسليح اثور وميليشيات أخرى للاطاحة بحكومة الجنوب قبل الانفصال .
ورفض حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال الاتهامات ووصفها بأنها “سخيفة”.
ولاقي ما يقدر بمليوني شخص حتفهم في الحرب الاهلية التي استمرت عقودا بين شمال السودان ذي الاغلبية المسلمة وجنوبه الذي يتبع غالبيته المسيحية وعقائد محلية بسبب خلافات نفطية وعقائدية ودينية .