الحكومة السودانية : ليس مناسبا الان اثارة قضية حلايب مع مصر
القاهرة – الخرطوم في 10 مارس 2011 — قالت الحكومة السودانية ان الوقت ليس مناسبا الان لأثارة قضية مثلث حلايب الحدودى مع الحكومة المصرية المكلفة عقب الاطاحة بنظام الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك .
واعتبر وزير الخارجية السودانى ، على كرتي إن الوقت ليس مناسباً لتحريك هذا الملف، مشيراً إلى أن حلايب لن تكون مكان نزاع بين البلدين.
وقال الوزير السودانى فى تصريحات صحافية بالخرطوم عقب زيارة للرئيس البشير الى مصر رافقه خلالها ، إن الأطروحات التي طرحها السودان بأن تكون حلايب منطقة تعاون وتكامل وانفتاح مازالت مطروحة ويمكن تطويرها بالتعاون مع الجانب المصري .
واكد إن السودان يعرف حقه وكيفية إثباته ولسنا في حاجة لطرح هذه القضية في الوقت الراهن .
وأوضح كرتي أن الجانبين السوداني والمصري ناقشا بوضوح معوقات العلاقات الثنائية في الفترة الماضية خاصة فيما يتعلق بتطبيق اتفاقية الحريات الأربع التي ظلت تراوح مكانها رغم أن السودان أمضاها ونفذها، بجانب مشروعات التعاون في مجال الأمن الغذائي والطاقة .
واعلن الرئيس البشير، انهم اتفقوا مع القيادة المصرية الجديدة علي تنشيط اتفاقية الحريات الاربع ( التملك، التنقل، الاقامة، والعمل)، موضحا ان السودان نفذ هذه الاتفاقية ولكن مصر لم تنفذها كاملة في الفترة السابقة .
وافاد البشير انهم اتفقوا مع القيادة المصرية الجديدة على اقامة مشروع مشترك للامن الغذائي بزراعة القمح في سهول ( ارقين) في شمال السودان، حيث تتوفر الاراضي الخصبة والمياه، وستمد مصر الكهرباء الى المشروع وتوفير طاقة رخيصة كما ستمد مصر انبوبا من الغاز الى المنطقة لتوليد الطاقة، مشيرا الي انه طرح هذا المشروع على القيادة المصرية السابقة لكنها ردت بأن امريكا لم تسمح بذلك .
واجرى الرئيس عمر البشير خلال الزيارة التى تعتبر الاولى لرئيس عربى منذ انهيار نظام الرئيس السابق حسنى مبارك ، محادثات منفصلة مع كل من رئيس المجلس العسكري المشير محمد حسين طنطاوي، ورئيس مجلس الوزراء عصام شرف، والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، كما التقى بقيادات وممثلي القوى السياسية المصرية .
وكشف البشير، ان هنالك مخططاً صهيونياً لتقسيم السودان الى خمس دويلات، ومصر الى ثلاثة كيانات، مؤكدا ان فرص نجاح المخطط ضعيفة نسبة لتنامي القوى لدى الامة وضعف اعدائها، وذكر البشير ان شعار وحدة وادي النيل الذي ظل مرفوعا بات الان هو حديث الناس في السودان، خاصة بعد نجاح الثورة المصرية، مؤكدا ان العقبات التي كانت تعرقل تنفيذ هذا الشعار تلاشت وبات من الممكن ان يصبح واقعاً .
وحيا البشير الثورة المصرية، وقال انها بداية مرحلة جديدة تعيد مصر الى دورها الريادي في المنطقة بعد ان تراجعت في المرحلة السابقة، ورأى ان كثيرا من المؤامرات التي تعرض لها السودان كانت بسبب غياب الدور المصري، لافتا الى ان مصر ستعود الى دورها الطليعي في المنطقة العربية والعالم الاسلامي .
واعتبر البشير مبادرة حوض النيل محاولة لاحداث شرخ بين السودان ومصر من جانب، ودول حوض النيل الافريقية من جانب آخر، مبينا ان السودان ومصر سيبذلان جهودا مشتركة لمعالجة هذا الامر.
واعرب البشير عن قلقه ازاء الاحداث التي تشهدها ليبيا حاليا، وقال ان ليبيا صارت ترسانة من السلاح ويمكن ان يستخدم السلاح في حرب اهلية تثير الدمار في المنطقة، واعلن رفضه التدخل الاجنبي في ليبيا حتى لا تصبح عراقا جديدة .
ورافق البشير وزير شؤون الرئاسة الفريق اول بكري حسن صالح، وزير الخارجية علي كرتي، ومدير جهاز الامن والمخابرات الفريق اول محمد عطا، بجانب ممثلي المؤتمر الوطني عبدالرحيم علي وعثمان حسن رزق .