قتل ستة افراد في اشتباكات بين جنود الجيش السوداني في ملكال
الخرطوم في 5 فبراير 2011 — قتل ستة أفراد على الاقل من بينهم طفلان في تبادل لاطلاق النار بين جنود للجيش السوداني في مدينة ملكال التي كانت في المضي مسرحا لاشتباكات سابقة بين جيشي شمال وجنوب السودان.
وكان القتال قد اندلع في مساء الخميس بعد رفض افراد من جنوب السودان تابعين للجيش السوداني الامتثال إلى اوامر تقضي بانسحابهم شمالا وفقا للترتيبات العسكرية الأخيرة بعد ظهور نتائج الاستفتاء والاتجاه لإعلان دولة مستقلة في الجنوب.
وبتبع افراد هذه المجموعة إلى إحدى مليشيات ما يسمي في الجيش السوداني بالقوات الصديقة ويقودها قابريل تانق الذي حضر مؤتمرا للقوى السياسية الجنوبية عقد في شهر نوفمبر الماضي في جوبا. وكان الجنرال تانق قد حضر إلى جوبا مفاوضا عن المليشيات الصديقة المنضوية تحت لواء الجيش السوداني ومازال التفاوض جاريا في مدينة ملكال بين الجيش الشعبي وهذه قيادات المليشيات حول استيعابها في جيش جنوب السودان.
وقال الناطق الرسمي لجيش جنوب السودان فيليب اقوير إن البعض يرفض نزع سلاحه او تسليم الاسلحة الثقيلة من دبابات وآليات كما يرفض الذهاب الى الشمال ضمن عداد القوات التي يعملون تحت امرتها.. وهم جنوبيون ويقولون ان لهم حقوق هنا ويعتقدون انهم لن يتمتعوا بحقوق مثلها في الشمال”.
وقال بارثولوميو باكوان ابول الناطق باسم حكومة ولاية أعالي النيل “بدأ القتال مساء الخميس ولم يتوقف حتى الساعة 11.30 صباح اليوم (الجمعة). نقل 28 الى المستشفى من بينهم ستة ماتوا اثنان من الجيش واربعة مدنيين من بينهم طفلان صغيران”.
وتواترت التقارير البارحة حول العدد الحقيقي لضحايا القتال حيث قالت وكالة الانباء الفرنسية ان عدد القتلى بلغ 13 قتيلاهن وفي اتصال له مع سودان تربيون لم يتمكن من نفي الرقم وقال ان الوضع قابل للتغيير إلا أن التقارير الطبية التي وصلته تفيد بموت ستة افراد حتى البارحة مساءا.
وأكد أقوير في تصريحات له لسودان تربيون ان الجيش الشعبي لا علاقة له بهذه الاشتباكات وانهم يتابعون الموقف عن كثب دون التدخل في القتال الدائر هناك.
ومن جانبها نفت القوات المسلحة السودانية ان يكون لها أي ضلع في القتال الذي دار في ملكال وقال الناطق الرسمي خالد الصوارمي ان أي اتهام “ليس صحيحاً ولا أساس له من الصحة، وليست لنا مصلحة في دعم تلك المليشيات”، وتابع: وهذا بعيد عن الذي اتفقنا عليه. وقال: ليس لديهم دليل على ذلك. وأشار إلى أن الرئيس عمر البشير أكد على أنهم اتفقوا مع الحركة الشعبية كي لا يدعم أي طرف أية قوات متمردة أو مليشيات.
وأظهرت نتائج الاستفتاء الذي اجري في شهر يناير الماضي ان الاغلبية العظمى من الجنوبيين صوتوا لصالح الانفصال عن الشمال. ويبرز الحادث التحديات الناجمة من التداخلات بين جزئي البلاد وهو يحاول الفصل بين الوحدات العسكرية الشمالية والجنوبية وأجهزة الدولة الأخرى قبل الانفصال المتوقع للجنوب في التاسع من يوليو.