المعارضة السودانية تتوعد بإسقاط الحكومة والشرطة تقمع مظاهرة
الخرطوم فى 20 يناير 2011 — تظاهر مساء أمس بالخرطوم عشرات المناصرين لقوى المعارضة مطالبين بإطلاق سراح زعيم حزب المؤتمر الشعبي جسن الترابي واشتبكوا مع قوات الشرطة التي فرقتهم بالهراوات والغاز المسيل للدموع .
خرج حوالي ثلاثمائة معارض للشارع بعد ندوة سياسية عقدها تحالف قوى المعارضة مساء الاربعاء بدار حزب المؤتمر الشعبي بحي الرياض في الخرطوم وغادر المحتجين موقع الندوة فى طريقهم الى منزل الترابى وهم يرددون هتافات داوية بسقوط الحكومة.
واعترضت قوات من شرطة مكافحة الشغب المظاهرة واطلقت كميات كبيرة من الغاز اضطر بعده المحتجين للتفرق بينما اختنق البعض بسبب الغاز لكن رفقائهم اجلوهم سريعا عن المكان . وتواجدت في شوارع الرياض أيضا قوات امن مسلحة لم تشارك في صد المتظاهرين..
وكانت اجهزة الامن السودانية قد اعتقلت مساء الثلاثاء حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي وذلك بع اتهامه بالعمل على تقويض النظام. وألقت الشرطة السودانية القبض ايضا على 10 من أعضاء حزب الترابي كانوا دعوا الي احتجاجات في الشوارع اذا لم تتراجع الخرطوم عن زيادات في الاسعار وتشكل حكومة ائتلاف وطني تضم المعارضة في شمال السودان.
وتوعد المعارضون المشاركون في الندوة الحكومة بالاقتلاع من السلطة ،وقالوا انهم عازمون على اسقاط السلطة “بالتى هى احسن والتى هى اسوأ” مؤكدين جاهزية المعارضة التامة لمواجهة كافة الخيارات.
ودعا القيادى بالشعبى ابراهيم السنوسى الى توحد المعارضة وقال “العدو الوحيد لنا الان هو الحكومة وسنسقطها بكل الوسائل المتاحة ” مطالبا الجيش بالانحياز الى خيارات الشعب ، ودعا الشرطة لتجنب ضرب المتظاهرين ، مشددا على ان جل القيادات الحالية بالدولة “ليسو من الاسر العريقة واهل السلطة والجاه ولا من ضمن قادة العمل السياسى بالحركة الاسلامية ” وزاد ” كما اتينا بهم للسلطة سنكفر عن ذنبا بالاطاحة بهم”.
وتابع السنوسي منتقدا رفض الحكومة تفاوض الشعبى مع حركة العدل وقال ” لماذا يفاوضوهم فى الدوحة ويحجرون علينا ان نفاوضهم ، نستغرب اتهامهم للعدل بانه ذراع الشعبى ، هم يفاوضون العدل ولا يفاوضونا الاصل ان كان حقيقة لنا صلة بالعدل”. وقال بقدرتهم انهاء ازمة دارفور فى 24 ساعة.
وكشف السنوسي لأول مرة عن محاسبة الحركة الاسلامية لنائب رئيس الجمهورية على عثمان محمد طه ومساعد رئيس الجمهورية نافع على نافع عقب ضلوعهما فى محاولة اغتيال الرئيس المصرى حسنى مبارك باثيوبيا فى العام 1994 واشار الى ان اتهامات نافع للترابى الان دافعا الكراهية لان الترابى عزله من جهاز الامن بعد محاولة اغتيال حسنى مبارك” وسخر السنوسى من تصريحات نافع عن تدبير الترابى لاغتيالات وقال ان الرجل كان بامكانه تنفيذ ذات المخطط عندما سنحت له اكثر من فرصة للانتقام من قادة كبار وبسند كبير من اجهزة امنية لكنه لم يفعل.
واتهم السنوسي نافع بالضلوع فى اغتيالات متعددة وسط خصوم للحكومة وزاد ” من قتل د. الواثق وعلى البشير وبولاد غير هذا الرجل الذى يتحدث عن اغتيالات ويقول كذبا ان الترابى عازم على ارتكابها ” واعلن السنوسى تحديه للسلطات الحكومية وتوعد بالكشف عن مزيد من الاسرار واكد انه لايخشى اجهزة النظام ويرغب فى اللحاق بالترابى فى المعتقل ومضى يقول بان الفساد باجهزة الدولة فاق التصور ، مشيرا الى ان سيارة رئيس الجمهورية قيمتها مليون دولار واردف “خلوها مستورة”
ووصف مساعد الترابى الحكومة الحالية بالضعف وقال “هؤلاء رموز اكل عليها الدهر متوعدا بان يكون الرد حال حصول مكروه للترابى اكبر من المتوقع وقال “العين بالعين وحينها سيعرفون ما نخبئه للرد” واعلن السنوسى الرغبة الاكيدة فى اسقاط النظام وحرض جماهير الندوة على الخروج للشارع.
وقال مخاطبا قواعد حزبه ان المؤتمر الشعبى احتاط لحملة الاعتقالات المتوقعة بقيادة بديلة وطالب التعاون معها.
فيما فاجأ سكرتير عام الشيوعى محمد ابراهيم نقد الحاضرين حين اعلن بان الجميع يحتاج فى هذه اللحظة للترابى ليسهم فى حلحلة القضايا السودانية وعقد مؤتمر دستورى ودعا لاختصار الوقت والابتعاد عن التعقيدات والنزول للشارع على الفور.
وطالب نقد بتقديم اعتذار لاهل دارفور والموافقة على مطالب الاقليم الواحد ، مشبها الحكومة بمماثلة الدولة العثمانية قبيل سقوطها –فى اشارة الى كثرة الاتفاقيات المبرمة بشان مناطق عديدة بالسودان.
وفى ذات السياق نفى القيادى بالحزب الاتحادى الديموقراطى الاصل على السيد ما اشيع عن حوار حزبه مع المؤتمر الوطنى واكد انها “اكاذيب” مؤكدا ان خيار الاتحادى مع الشعب باسقاط الحكومة وقال ” مع اعتقال الترابى يجب على البقية الاستعداد لبيوت الاشباح ” .