مستشار الرئيس السوداني : تدخلات اميريكية وراء تعزيز خيار انفصال الجنوب
عمان في 12 يناير 2011 — ارجع مسؤول سودانى رفيع التركيز على انفصال الجنوب فى الاستفتاء على تقرير المصير الذى انطلق قبل ايام و المرجح على نطاق واسع ان يقود الى ميلاد دولة جديدة فى الاقليم ، الى الضغوط الامريكية و الفرنسية على المنطقة و تدخلهم فى الشان السودانى .
وقال مستشار الرئيس السودانى ، ابراهيم احمد عمر ان الحكومة السودانية لا تزال تدعو للوحدة حتى بعد مرور ثلاثة ايام من عملية التصويت فى الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب و لكنها مع ذلك ملتزمة بخيار الجنوبيين الذى ستفرزه نتائج الاستفتاء .
واضاف عمر فى مؤتمر صحفى عقده بالعاصمة الاردنية عمان بعد تسليمه رسالة من الرئيس البشير الى العاهل الاردنى ، الملك عبد الله ان الحكومة فى الشمال كانت تتوقع ان تفضى اتفاقية السلام الموقعة بينها و الحركة الشعبية المتمردة السابقة فى جنوب السودان الى توافق اجتماعى بين السودانيين و لكن التدخلات الامريكية ادت الى ارتفاع الاصوات المطالبة بتقرير المصير والانفصال فى الجنوب .
واكد عمر ان حكومة الشمال ستكون اول المعترفين و الداعمين للدولة الجديدة فى الجنوب فى حالة الانفصال و ستفتتح اول سفارة فيها .
واوضح عمر ان انفصال سيجعل من الضرورى ان تجرى تعديلات دستورية فى الشمال من اجل الحفاظ على الاستقرار السياسى و الاتفاق على القضايا الاخرى مع الجنوب مثل المواطنة و ترسيم الحدود و ادارة الثروة البترولية التى يقع اكثر من 70 % منها داخل حدود الجنوب .
وشدد المسؤول السودانى على ان حكومته صارت لا تثق فى الولايات المتحدة بعد ان تعهدت لها الاخيرة اكثر من مرة برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب و بقية العقوبات . و زاد “نحن لا نثق فى ادارة اوباما” .
وحمل عمر اسرائيل مسؤولية ما وصفها ب”الحرب القذرة” فى اقليم دارفور بغرب السودان لتشويه صورة الحكومة السودانية و ارسال رسالة للعالم بان الخرطوم ستعرقل ايضا الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب متهما واشنطن بقيادة حملة شرسة لتزيين الانفصال .
ونفى عمر ان يكون احجام الحكومة المركزية عن التنمية سببا فى اندلاع التمرد فى الجنوب ، مرجعا السبب فى تعطيل مشاريع التنمية الى تمرد الحركة الشعبية و تهديدها للامن والاستقرار فى الاقليم .
وحذر من ان تمزيق السودان سيمتد الى كل القارة الافريقية ودول المنطقة مبينا أن مخطط تمزيق السودان موجود في إسرائيل منذ عقود طويلة ، ولم يستبعد المستشار الرئاسى ان تفتح اسرائيل سفارة لها فى دولة الجنوب بعد الانفصال .
واوضح عمر ان ملف تسوية الصراع فى اقليم دارفور بغرب السودان موزع على ثلاثة اطراف هى الوساطة المشتركة لدولة قطر و المبعوث المشترك للامم المتحدة و الاتحاد الافريقى ، جبريل باسولى ، الى جانب لجنة حكماء افريقيا برئاسة رئيس جنوب افريقيا السابق ، ثابو امبيكى اضافة الى استراتيجية الحكومة السودانية الخاصة بالسلام من الداخل مشيرا الى ان حركات التمرد فى الاقليم ليست فى قوة و امكانيات سابقتهم الحركة الشعبية المتمردة السابقة فى الجنوب .