إعلان المجاعة في الفاشر وكادقلي وسط تحذيرات من انتقالها إلى (20) منطقة
الخرطوم، 3 نوفمبر 2025 – أعلنت لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الاثنين، وقوع مجاعة في الفاشر بشمال دارفور وكادقلي بجنوب كردفان، وسط تحذيرات من تمددها إلى مناطق أخرى.
وفي 23 ديسمبر المنصرم، علّقت الحكومة مشاركتها في نظام التصنيف المرحلي المتكامل، وهو مرصد عالمي لقياس أزمات الجوع مدعوم من الأمم المتحدة، بذريعة إصدار تقارير غير موثوقة تُقوّض سيادة السودان وكرامته.
وقالت اللجنة، في تقرير، إن “المجاعة وقعت في الفاشر وكادقلي ويتوقع أن تستمر حتى يناير 2026، كما أن هناك 20 منطقة في كردفان ودارفور معرضة لخطر المجاعة”.
وأشارت إلى أن الأوضاع في مدينة الدلنج المحاصرة مماثلة لتلك الموجودة في كادوقلي، لكن نقص البيانات حال دون تصنيفها منطقة مجاعة.
وأوضحت أن المجاعة تتميز بانهيار تام لسبل العيش والموت جوعًا وارتفاع حاد في مستويات سوء التغذية.
وشدّد التقرير على أن حالة عدم اليقين بشأن تطورات الصراع خلال الفترة المقبلة تثير خطر المجاعة في المناطق المحيطة بالفاشر وكادوقلي والدلنج، بما في ذلك محليات طويلة ومليط والطويشة بشمال دارفور وجبال النوبة الغربية بجنوب كردفان.
وذكر أن خطر المجاعة يواجه 20 منطقة يُتوقع أن تستقبل نازحين في شمال وجنوب وشرق دارفور وغرب وجنوب كردفان.
وظلت الدعم السريع تمنع وصول الغذاء والأدوية إلى الفاشر منذ أبريل 2024، مما أدى إلى أزمة جوع واسعة أجبرت السكان على تناول علف الحيوانات، حيث تزامن الحصار الذي تفرضه مع هجمات انتهت بسيطرتها على المدينة في 26 أكتوبر المنصرم.
وتحاصر الدعم السريع والحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو مناطق عديدة في جنوب كردفان، منها كادوقلي والدلنج، يدفع ثمنها المدنيون جوعًا ونقصًا حادًا في العلاج.
وقال التقرير إن 21.2 مليون سوداني، بما يعادل 45% من السكان، يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، منهم 6.3 مليون شخص في مرحلة الطوارئ و375 ألف فرد في مرحلة الكارثة.
وذكر أن سوء التغذية لا يزال مصدر قلق بالغ، حيث تجاوزت حالة الطوارئ المحددة بـ15% في أكثر من 60% من المناطق التي غطتها المسوحات بين يناير ويوليو هذا العام، مع وجود أربع مناطق في دارفور سجلت معدل انتشار يقارب عتبة المجاعة البالغة 30% أو أعلى.
وتوقّع التقرير تحسن الوضع الغذائي بعد حصاد المحاصيل، دون أن يشمل ذلك شمال دارفور وجبال النوبة الغربية، مرجّحًا تفاقم الوضع بين فبراير ومايو 2026 مع نضوب مخزونات الغذاء وتصاعد النزاع.
وقالت لجنة التصنيف المرحلي إن المساعدات الإنسانية لا يمكنها منع المجاعة إلا مؤقتًا وفي مواقع محددة، داعية إلى معالجة الأسباب الأوسع نطاقًا، بما في ذلك إنهاء الحصار ووقف النزاع وتعزيز جهود الإغاثة المحلية.
وأضافت: “إن المجاعة وخطر المجاعة من الأولويات العاجلة، ولكنها ليست سوى الأعراض الأكثر خطورة لأزمة أوسع نطاقًا وعميقة تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء السودان”.
وهذه المرة الثالثة التي يراجع فيها التصنيف المرحلي حالة الأمن الغذائي في السودان، حيث أُجريت المراجعتان السابقتان للمجلس في يوليو وديسمبر 2024.
وأعلن التصنيف وقوع مجاعة في السودان لأول مرة في أغسطس 2024، في مخيم زمزم قرب الفاشر، والذي سيطرت عليه الدعم السريع في أبريل الماضي،بعد هجوم مروّع أدى إلى تشريد سكانه الذين يزيد عددهم عن نصف مليون نازح.
