الجيش يصد هجومًا مزدوجًا على مواقع استراتيجية في شمال دارفور
الفاشر، 12 أكتوبر 2025 – انتقلت المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر إلى محيط قيادة الفرقة السادسة مشاة، حيث أعلن الجيش، الأحد، تصديه لهجوم بالقرب من إحدى قواعده الرئيسية.
وخلال الأسبوع الماضي، أحرزت الدعم السريع تقدمًا سريعًا داخل عاصمة شمال دارفور بعد تمكنها من الوصول إلى مقرات تابعة للفرقة السادسة مشاة، وهي السلاح الطبي، وسلاح الإشارة، ومعسكر المدرعات، قبل أن ينجح الجيش وحلفاؤه في إجبار القوات المهاجمة على التراجع.
وقالت الفرقة السادسة مشاة – قاعدة الجيش الرئيسية بولاية شمال دارفور – في بيان إن “قوات الفرقة تمكنت من صد هجوم عنيف شنته المليشيات الإرهابية – في إشارة إلى الدعم السريع – على مدينة الفاشر من محورين”.
وأشارت إلى إحباط هجوم استهدف مستشفى السلاح الطبي في المحور الجنوبي، علاوة على آخر طال مستشفى اقرأ في الجزء الشمالي.
وأفادت بأن الدعم السريع استخدمت في الهجوم قوات مشاة وآخرين على متن مركبات قتالية ودبابات بعد أن كثفت القصف بالأسلحة الثقيلة، معلنة تدمير دبابة وعدد من السيارات القتالية وقتل ما لايقل عن مائة من عناصر القوات المهاجمة.
تدهور الوضع المعيشي
ويأتي تصاعد العمليات في الفاشر بالترافق مع تدهور كبير في الوضع المعيشي للسكان، بعد أن عجزت المطابخ المجانية لليوم الثاني على التوالي عن تقديم وجبات للنازحين في مراكز الإيواء والسكان داخل الأحياء.
ووجّه مشرف تكية وسقيا الفاشر، محي الدين شوقار، نداءً عاجلًا إلى الحكومة السودانية والجهات الإنسانية المحلية والدولية، دعا فيه إلى التحرك الفوري لإنقاذ المدنيين في مدينة الفاشر ومراكز إيواء النازحين، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية ووصولها إلى مرحلة وصفها بـ”الحرجة جدًا”.
وقال شوقار في تعميم صحفي: “وصل الوضع إلى مرحلة كارثية، حيث نفدت المواد الغذائية من الأسواق المحلية، وتوقفت المرافق الحيوية التي يعتمد عليها آلاف الأسر، وعلى رأسها تكية الفاشر، التي لم تتمكن يوم أمس واليوم من إعداد وتوزيع أي وجبة على النازحين، مما ينذر بحدوث مجاعة وشيكة وكارثة إنسانية لا يمكن تداركها”.
ودعا إلى تدخل عاجل عبر إسقاط المواد الغذائية جوًا بشكل فوري لمواطني الفاشر، إضافة إلى فتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة لإدخال الإمدادات الغذائية والطبية الضرورية.
وأكد أن “إنقاذ من تبقى من إنسان الفاشر هو مسؤولية تاريخية وإنسانية لا تحتمل التأجيل”، مطالبًا الجهات المختصة بالتحرك العاجل لتفادي كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة آلاف المدنيين.
وبدأت الدعم السريع مؤخرًا في قصف أماكن تجمعات المواطنين ومراكز إيواء النازحين عبر القذائف المدفعية الثقيلة والطيران المسيّر في خطوة تهدف إلى إفراغ المدينة من السكان.
وأمس السبت، استهدفت الدعم السريع مركز إيواء “دار الأرقم” بطائرة مسيّرة استراتيجية، دمّرت الملاجئ تحت الأرض وأربع غرف مكتظة بالنازحين، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 60 شخصًا، بينهم نساء وأطفال وكبار سن.
ورفض المتحدث باسم الدعم السريع في بيان الأحد الادانات الصادرة بحق قواتهم واتهامها بقتل المدنيين في الفاشر، وقال إن المدينة خالية من السكان وان المتواجدين فيها حاليا عناصر عسكرية او موالية للمجموعات التي تساند الجيش هي التي يتم استهدافها.
