الآلاف يحيون ذكرى فض الاعتصام والشرطة تطلق عبوات الغاز في خواتيم المواكب
الخرطوم 3 يونيو 2021 -فرقت قوات الشرطة، مواكب إحياء الذكرى الثانية لمجزرة فض الاعتصام، الخميس وأطلقت عبوات الغاز على المتظاهرين الذين كانوا يستعدون لمغادرة محيط مجلس الوزراء والقصر الرئاسي.
وجرت مجزرة فض الاعتصام في 3 يونيو 2019، أثناء تولي المجلس العسكري -المحلول حُكم البلاد، والذي كان بقيادة رئيس مجلس السيادة الحالي عبد الفتاح البرهان.
وتوجه آلاف إلى مقري مجلس الوزراء والنيابة العامة المتجاورين كما تظاهر المئات في أحياء متفرقة في العاصمة الخرطوم، إضافة لتنظيم آلاف آخرين مواكب في مدن عطبرة والأبيض ومدني والمناقل.
وقال شهود عيان، لـ”سودان تربيون”، الخميس؛ إن قوات الشرطة فرقت بالغاز المسيل للدموع مواكب إحياء ذكرى مجزرة فض الاعتصام الثانية.
وأشاروا إلى أن المتظاهرين رددوا شعارات ثورية من قبيل “130، المشنقة بس”، وهو شعار يعني ايقاع الإعدام بموجب المادة 130 من القانون الجنائي الخاصة بالقتل العمد.
وفي بداية المواكب، وزرعت قوات من الشرطة عبوات مياه مصنعة، على المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع برغم الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
وتعهد وزير الداخلية الفريق أول عز الدين الشيخ، الخميس بحماية المواكب وتأمين المنشآت الحيوية.
وقال الشهود إن المتظاهرين رفعوا شعارات تُطالب بالعدالة وأخرى تدعو لإسقاط حكومة الانتقال التي أسموها “شراكة الدم”، في إشارة إلى تقاسم السُّلطة بين العسكريين والمدنيين.
والأربعاء، قال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إنه يتطلع إلى أن تكون مواكب إحياء ذكرى فض الاعتصام ذات طابع سلمي، مع عدم السماح لـ “أي كائن باستغلالها لحرفها عن المطالب التي خرجت من أجلها وإثارة الفتنة”.
وكان الحزب الشيوعي دعا الشعب السوداني للمشاركة في مواكب إحياء الذكرى الثانية لمجزرة الاعتصام؛ من أجل إسقاط الحكومة الانتقالية
وقال السكرتير العام للحزب، محمد مختار الخطيب، الأربعاء، إن “قوى الهبوط الناعم” عملت على إهمال الخدمات العامة والتواطؤ في محاكمة المجرمين.
وأغلق الجيش السوداني جميع الطرق المؤدية إلى مقر القيادة العامة في الخرطوم شرق، وهو أمر اعتاد عليه كل احتجاجات معلنة، كما تم بناء حواجز خرسانية أحاطت بالقيادة العامة على نحو لافت.
ومن ضمن المواكب التي سيرها المتظاهرين، موكب إلى مشرحة مستشفى التمييز لدعم اعتصام تقيمه لجان المقاومة للضغط على السُّلطات العدلية والصحية للكشف عن حقائق الجثث المتكدسة فيه.
وسمت لجان مقاومة الجريف شرق هذا الموكب بـ “زلزال ود عكر”، الذي اغتيل مطلع ابريل الماضي تحت التعذيب، وفقًا للنيابة العامة.
وأقرت قوات الشرطة بأنها أوصلت جثة الناشط محمد إسماعيل “ود عكر”، إلى المشرحة في 4 أبريل الفائت، بعد يوم واحد من اختفاءه.
وفي 25 أبريل 2021، تعرف رفاق القتيل عليه أثناء مساعدتهم الكوادر الطبية والعدلية في تشريح وإعادة تشريح الجثث الموجودة في مشرحة التمييز.
وقال النائب العام المكلف مبارك محمود، الأربعاء، إنه كلف 20 وكيل نيابة لمرافقة قوات الشرطة لحماية مواكب إحياء ذكرى المجزرة.
وتحقق لجنة مستقلة في مجزرة فض الاعتصام الذي أودى بحياة 200 شخص، وفقًا للجنة طبية، تحدثت عن توثيقها لعمليات انتهاكات صاحبت عملية الفض مثل رمي جثث على النيل ووقوع اغتصابات على الجنسين.
والأسبوع الفائت، قالت هذه اللجنة إنها بحاجة إلى ثلاث أشهر لإنهاء تحقيقاتها التي تُحدد فيها المسؤوليات الجنائية لمن شارك أو قاد أو اتفق على مجزرة فض الاعتصام، وهي لجنة جرى تكوينها في أكتوبر 2019.