النيابة العامة تحمل الطب العدلي مسؤولية تحلل الجثث في المشارح
الخرطوم 18 أبريل 2021 –اتهم مسؤول في النيابة العامة هيئة الطب العدلي بالتسبب في سوء الأحوال التي وصلت إليها الجثث مجهولة الهوية في مشارح العاصمة الخرطوم، والتي بدأت في التحلل.
ومُنذ عدة أيام، يتظاهر العشرات من سكان امتداد الدرجة الثالثة، جنوبي الخرطوم، احتجاجًا على انبعاث روائح الجثامين المحفوظة في مشرحة المستشفى الأكاديمي، والتي بدأت في التحلل نتيجة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.
وبحسب مصادر تحدثت لـ “سودان تربيون” فإن بعض الجثث موجودة في هذه المشرحة منذ العام 2019، وأن عددها يربو على المائة جثة.
وقالت إن تحلل الجثث خلف سوائل كثيفة بروائح نتنة امتدت لأمتار خارج مكان المشرحة، وأن الأهالي يتأذون من هذا الوضع كثيرا دون أن تتدخل أي جهة رسمية لمعالجة الموقف.
وقال مقرر لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص، أحمد سليمان، لـ “سودان تربيون”، الأحد: “سوء إدارة الطب العدلي في ولاية الخرطوم وراء ما يحدث”.
وأشار إلى أن حفظ الجثامين في المشارح مسؤولية وزارة الصحة وهيئة الطب العدلي، لكنه أوضح إن لجنة التحقيق في اختفاء الاشخاص تساهم في ايجاد الحلول.
وقررت لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص في 8 سبتمبر الفائت، تشريح وإعادة تشريح جميع الجثامين الموجودة في مشارح الخرطوم، كما قررت في 18 أكتوبر 2020، تشكيل لجنتين من أطباء الطب الشرعي لهذا الغرض.
وضمت اللجنة كل من هاشم محمد صالح فقيري وعصام أحمد علي الحسن وطارق بابكر عبد الله عساكر ومحجوب بابكر محمد أحمد وخالد محمد خالد محمد.
فيما ضمت اللجنة الثانية كل من عقيل النور سوار الذهب والطيب أحمد الطيب وأشواق الطاهر إبراهيم ومحمد أحمد الشيخ وصابر مكي.
وقال سليمان إن اللجنة اشترطت “استيفاء شروط محددة من ضمنها أن تحمل تقارير التشريح امضاء ثلاث أطباء شرعيين ومطابقة معايير اللجنة الدولية للمفقودين”.
وأضاف: “ايضًا اشترطنا أخذ عينات أصلية ومرجعية والسمات الشكلية للأسنان وكل القرائن الدالة على التعرف”.
واتهم مقرر لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص هيئة الطب العدلي بـ “المماطلة في تنفيذ قرارات النيابة العامة بسبب الخلافات الناشئة داخلها هيئة الطب العدلي”.
وقال سليمان إن اللجنة قررت في وقت سابق منع دفن أي جثة “ما لم تستكمل أدلة التعرف عليها، لحفظ حق المجهولين وأسرهم في التعرف عليهم”.
وأشار إلى أن هذا القرار صدر بعد أن كشفت تحقيقات اللجنة عن “دفن جثامين بواسطة الطب العدلي دون تشريح”.
ويخشى سكان امتداد الدرجة من أن تكون الجثث الموجودة في مشرحة مستشفى الأكاديمي التي بدأت في التحلل، لضحايا عملية فض الاعتصام حول محيط قيادة الجيش، التي جرت في 3 يونيو 2019.