رئيس الوزراء اليمني يجري مباحثات في الخرطوم مع القيادة السودانية
الخرطوم 4 سبتمبر 2016 ـ شهد القصر الرئاسي بالخرطوم جلسة المباحثات المشتركة بين السودان واليمن، ترأس الجانب السوداني فيها نائب الأول للرئيس بكري حسن صالح، بينما ترأس الجانب اليمني رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر.
ووصل رئيس الوزراء اليمني، نهار الأحد، الخرطوم في زياره رسمية تمتد يومين، لتسليم رسالة خطية إلى الرئيس السوداني عمر البشير من نظيره اليمني تتعلق بالعلاقات والقضايا الإقليمية والدولية. واستقبل دغر بمطار الخرطوم مطار الخرطوم الدولي النائب الأول للرئيس بكري حسن صالح وعدد من الوزراء ووزراء الدولة وأعضاء السفارة اليمنية بالخرطوم.
وتطرق الطرفان في المباحثات إلى العلاقات الثنائية بين البلدين والاتفاق على عودة الحكومة الشرعية إلى اليمن.
وشارك السودان في العملية العسكرية التي أطلقت عليها السعودية اسم “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين باليمن، منذ مارس 2015 وجاءت العملية بعد ساعات مع زيارة الرئيس البشير للرياض يوم الأربعاء.
وقال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور في تصريحات صحفية إن النائب الأول للرئيس أكد أولوية عودة الحكومة الشرعية اليمنية، وأشار إلى أن الجلسة استمعت إلى تنوير كامل حول نتائج جولة محادثات الكويت بشأن حل الأزمة باليمن والأوضاع الجارية.
وأكدت الحكومة السودانية تنسيقها مع الدول العربية بقيادة السعودية والإمارات وكل قوى التحالف.
وأوضح غندور أنه تم توجيه وزيري الخارجية في البلدين بالاستمرار في التنسيق ومتابعة تطورات الموقف العربي بشأن القضية اليمنية. وأكد أن الوزراء من الجانبين سيجرون مباحثات بشأن بحث ملفات التعاون المشترك.
من جانبه قال نائب رئيس الوزراء اليمني ووزير الخارجية عبد الملك المخلافي إن الزيارة تأتي في إطار العلاقات التاريخية بين البلدين، مبينا أن رئيس الوزراء اليمني يحمل رسالة من الرئيس اليمني عبده ربه هادي منصور للرئيس عمر البشير تتعلق بالعلاقات ودفع آفاق التعاون.
وأضاف أن الشعبين تربطهما علاقات التاريخ واللغة والدين والثقافة والجوار وأعرب عن شكره وتقديره للسودان لاستضافته للجرحى والطلاب اليمنيين، فضلا عن الجهود التي تضطلع بها القوات المسلحة السودانية في تدريب الجيش اليمني ودعم إعادة الشرعية لليمن.
وأشاد بمواقف السودان في المحافل الإقليمية والدولية الداعمة لليمن، وزاد:” أن التاريخ سيسجل هذه المواقف السودانية بأحرف من نور” .
وقال وزير الخارجية اليمني إن فشل محادثات الكويت بشأن الأزمة في اليمن كان بسبب تعنت الطرف الآخر، مؤكدا استعداد حكومته للحوار والتفاوض من أجل إعادة السلام والاستقرار للإنسان اليمني، وأبان أن التحالف العربي كان بديلا إيجابيا لأية تدخلات أخرى قائلا إنه تحالف يعبر عن صحوة لمواجهة مشاريع تمزيق الأمة العربية عن طريق إشاعة الطائفية والمذهبية، وأشاد بالجنود السودانيين في تصديهم لهذه المخططات.
وقال المخلافي إن بلاده استجابت لكل مطالب المبعوث الأممي لليمن إلا أن الطرف الآخر رفض كل الحلول الممكنة وأضاف “نحن على استعداد لأي حل يبدأ بإنهاء الإنقلاب والانسحاب وتسليم السلاح”.
وفشلت المفاوضات بين الفرقاء اليمنيين والتي استمرت زهاء ثلاثة أشهر في أغسطس الماضي بالكويت من دون التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة بين الحكومة بقيادة عبد ربه منصور هادي والتحالف بين الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وذكرت الوكالة اليمنية الحكومية، الأحد، أن دغر سيسلم رسالة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الرئيس البشير تتعلق بآخر التطورات على الساحة اليمنية والدولية، ونتائج مشاورات الكويت التي لم تحقق أي تقدم بسبب تعنت وفدي الانقلابيين، ورفضهما لحلول السلام ولقرار مجلس الأمن الدولي “2216” والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني.
ويلتقي دغر بالجالية اليمنية في السودان، كما يتفقد أوضاع جرحى الحرب الذين يتلقون العلاج في المستشفيات السودانية.
وأشارت الوكالة إلى أن الزيارة تأتي بهدف توطيد العلاقات بين البلدين والتعبير عن حرص اليمن على تقديم الشكر للسودان قيادة وحكومة وشعباً على ما قدمته من مساهمات، ومشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
ويرافق رئيس الوزراء اليمني في هذه الزيارة وزير الخارجية عبد الملك المخلافي ووزير الخدمة المدنية والتأمينات عبدالعزيز جباري ووزراء الكهرباء والصحة والشباب ووزير الدولة هاني بن بريك وسفير السودان الجديد لدى اليمن محمد الدابي.