Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

اضاءات على مسيرة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ..(1-5)

اضاءات على مسيرة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ..
بقلم : أحمد كرموش

على خلفية العودة المرتقبة وبعيدا عن الخصومات السياسية والخلافات المذهبية نود في هذه الحلقات أن نسلط الضوء في لمحات وشذرات على مسيرة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني حفظه الله …

خطوط عريضة

يعتبر مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ولا شك في ذلك شخصية محورية على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي، لاسيما في المحيط العربي والاسلامي، وذلك لاكثر من نصف قرن من الزمان وعلى كافة المستويات الدينية والسياسية والاجتماعية الاخرى .

ولد مولانا في حلة حمد بالخرطوم بحري سنة 1936م ، وعمت بمولده الفرحة جميع المحبين والمريدين في طول البلاد وعرضها، وتنبا له الشريف يوسف الهندي رحمه الله وكثير من زعماء البلاد بمستقبل حافل.

في شبابه الباكر وعمره انذاك ثمانية عشرة عاما مثل والده في حفل افتتاح البرلمان سنة 1953م، والتقى في منزله كذلك بالعديد من الشخصيات العالمية من امثال برزنيف ونهرو ونكروما وجمال عبدالناصر والملك فيصل وغيرهم.

تتلمذ مولانا على ايدي دهاقنة السياسة السودانية من أمثال والده السيد علي الميرغني والرئيس اسماعيل الأزهري والسادة محمد نور الدين والشيخ على عبدالرحمن الضرير ويحي الفضلي ومبارك زروق وغيرهم، ايضا بالمقابل زامل شخصيات مهمة منهم السيد الصديق المهدي وابنه الصادق والشريف حسين الهندي والاستاذ محمد ابراهيم نقد والدكتور حسن عبد الله الترابي وغيرهم .

على المستوى الديني وبعد توليه خلافة والده في العام 1968م قام بتحديث اوعية العمل الاسلامي، فانشا هيئة الحتمية للدعوة والإرشاد الإسلامي التي أسست العشرات من المساجد والزوايا والتكايا والمعاهد الدينية داخل وخارج السودان، واسس مسجد ومعهد والده مولانا السيد علي الميرغني بالخرطوم بحري، وأنشأ ايضا الرابطة الاسلامية الوعاء الجامع للطرق الصوفية التي كان يترأسها مولانا شيخ محمد الجزولي رئيس القضاء الاسبق، وكان أمينها العام الشيخ عبدالجبار المبارك الحفياني الداعية الاسلامي المعروف، وانشا كذلك البنك الإسلامي السوداني بشركاته الخمس : العقارية والتجارية والزراعية والبيطرية وشركة التأمين، ذلك الصرح الشامخ الذي كان له دوره المقدر في مسيرة الاقتصاد الإسلامي والسوداني منذ العام 1982م وحتى اليوم ، بالإضافة إلى ما ذكرنا أنشأ ايضا هيئة الإغاثة الوطنية لتعمل في مجال العمل الانساني البحت، وقد كان لهذه الهيئة اسهاماتها الواضحة في درء وتخفيف الكثير من الكوارث التي مرت بها البلاد لاسيما امطار وسيول وفيضانات سنة 1988م.

هذا وفي مجال العمل الوطني قدم ايضا مولانا الكثير من الاعمال الجليلة، حيث اعلن قي خطابه المشهور بمقابر البكري عند تشييع الزعيم اسماعيل الازهري ( ان المسيرة ماضية وان الراية لن تسقط ) وجاب بعدها البلاد شمالا وجنوبا شرقا وغربا إبان حكم النميري مبشرا بمباديء لاسلام السمحة ومباديء الحزب الاتحادي الديمقراطي حزب الحركة الوطنية، متفقدا للقواعد وموحدا للصف ومعبرا عن تطلعات جماهير الشعب السوداني إلى أن قامت انتفاضة أبريل المباركة في سنة 1985م، بعدها انتخب بالاجماع في اجتماع حضره الكثير من القيادات رئيسا للحزب وانتخب الشريف زين العابدين أمينا عاما له.

ومنذ ذلك التاريخ بدأت مسيرة العطاء الثر، فكانت حكومة الائتلاف الاولى، وكانت جولات دعمه المقدرة لقوات الشعب المسلحة بالطائرات والراجمات والأسلحة الخفيفة، وبناء على ذلك تم دحر التمرد في الجنوب وتحرير الكرمك وقيسان وغيرها من المدن والمناطق المحتلة، ومن موقف القوة جاءت اتفاقية السلام السودانية ( الميرغني قرن ) في نوفمبر 1988م التي توصلت إلى اتفاق سلام حقيقي وحل جذري لمشكلة الجنوب لولا غيرة بعض السياسيين وتربص أعداء الوطن الاخرين .

بعد قيام انقلاب يونيو 1989م وفي سجن كوبر أعلن مولانا وقادة البلاد المعتقلين عن قيام التجمع الوطني الديمقراطي الذي انتخب رئيسا له، وقد كان لهذا التجمع الذي التف حوله أغلبية الشعب السوداني صولات وجولات في خنق النظام وتعريته وعزله دوليا إلى جاءت اتفاقة القاهرة في 20 يونيو 2005م ونصت على التحول الدبمقراطي، عاد بعدها مولانا في معية جثمان أخيه الرئيس السيد أحمد الميرغني طيب الله ثراه الذي توفي في 2 نوفمبر 2008م واستقبل استقبالا حاشدا عبر فيه الشعب السوداني عن حبه وتقديره لجهوده .
نواصل …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *