(المعاليا) تصف مؤتمر صلح بين أحد أفخاذها والرزيقات بـ (المؤامرة) الحكومية
الخرطوم 22 أغسطس 2016 ـ قالت قبيلة المعاليا القاطنة بولاية شرق دارفور، إن الحكومة ترتب لقيام مؤتمر صلح جزئي بين أحد أفخاذها وقبيلة الرزيقات، ورفضت المؤتمر الذي اعتبرته (مؤامرة) حكومية لتجزئة القبيلة.
وأكدت مصادر مسؤولة بولاية غرب كردفان، لـ (سودان تربيون) أن والي الولاية أبو القاسم بركة، أكمل الترتيبات لعقد مؤتمر صلح بين “الرزيقات” و”العقاربة” ـ فخذ بقبيلة المعاليا ـ الثلاثاء بمدينة المجلد بولاية غرب كردفان.
وقال ممثل قبيلة المعاليا العمدة حامد محمدي بشار في مداخلة هاتفية خلال مؤتمر للهيئة الشبابية لأبناء المعاليا بالخرطوم، الإثنين، إن القبيلة ترفض أي مؤتمر للصلح لا ينطلق من مبدأ وحدتها ككيان إجتماعي، مؤكداً التمسك بوحدة الكيان تحت قيادة إدارتهم الأهلية التي إختاروها بآليات ديمقراطية منعت إحتكارها أو توريثها.
وأوضح أن الإدارة الأهلية للمعاليا ليس لها علم بالمؤتمر ولاعلاقة لها به. وأضاف “نرفض محاولات تقسيم القبيلة، قسراً أو تآمراً، إلى كيانات فرعية تهدف إلى إضعافها وتصفية قضيتها”.
وشدد على عدم اعترافهم بأية مخرجات قد يتوصل لها مؤتمر المجلد، وطالب الحكومة والجهات التي تشرف عليه بإلغائه فوراً لجهة أنه لن يحقق سلام حقيقي على الأرض وسيعيد المنطقة إلى مربع الحرب مرة أخرى، مؤكدا سعي المعاليا الجاد للوصول إلى سلام عادل يتيح للجميع حياة آمنة ومنتجة.
وفشل مؤتمر صلح بين القبيلتين عقد بالفولة حاضرة غرب كردفان في يونيو 2014 بسبب رفض الرزيقات وجود “العقاربة” ضمن وفد المعاليا، حيث قدم وفد الرزيقات في المؤتمر طعنا للوسطاء بضرورة ابعاد “العقاربة” من قاعة المؤتمر لجهة أن لديهم علاقة جوار ونسب مع المعاليا وليسو جزءا منهم، ما تسبب في إنهيار المؤتمر قبل بدايته.
وقالت الهيئة الشبابية لأبناء (عديلة وأبوكارنكا وكليكلي أبوسلامة) في مؤتمر صحفي بالخرطوم، الاثنين، إنها “ترفض التحركات الرسمية والحزبية لعقد مؤتمر جزئي للصلح بين قبيلة الرزيقات، وقلة منتقاة من أحد أفخاذ قبيلة المعاليا”.
واعتبرت ما يحدث مسعا كيديا إتحدت فيه إرادة نافذين رسميين وقبليين، هدفه المركزي تجزئة كيان المعاليا من أجل إضعافهم تدريجياً، ومن ثم تصفية قضيتهم العادلة، وتزييف إرادة أصحاب المصلحة الحقيقيين.
وإتهم أزرق حسن حميدة، رئيس الهيئة الشبابية في حديثه بالمؤتمر الصحفي، وزارة الحكم اللامركزي، وحكومتي ولايتي شرق دارفور وغرب كردفان، بالتآمر ضد المعاليا من خلال السعي إلى استقطاب أفراد من القبيلة منتمين إلى الحزب الحاكم بإغراءات السلطة.
وأكد استعداد قبيلة المعاليا للجلوس على مائدة التفاوض حال إعتراف الرزيقات بـ “حاكورة” المعاليا وعاصمتها التاريخية “كليكلي أبو سلامة”، وحال وفاء الحكومة بإلتزامتها القانونية بتقديم الجناة في الجرائم المرتكبة سابقاً إلى المحاكمة العادلة.
وتتنازع القبيلتان حول ملكية وتبعية أراضٍ “حاكورة” حيث يدعي الرزيقات بإحقيتهم التاريخية على الأرض التي يقطنها ويستخدمها المعاليا وفق نظام “الحواكير” القبلية المتبع في غرب السودان، بينما يؤكد المعاليا أحقيتهم في الأرض.
وحكم مؤتمر صلح بين القبيلتين بمنطقة مروي بشمال السودان في مارس 2015، بتبعية الأرض موضع النزاع لقبيلة الرزيقات، بيد أن المعاليا رفضت التوقيع على مسودة الاتفاق، في حين وقعت الرزيقات والحكومة على الوثيقة.
وأشار حميدة في حديثه إلى أن المعاليا تعرضوا خلال السنوات الماضية لإعتداءات ممنهجة بلغت جملتها 17 إعتداءً، نجم عنها قتل أكثر من 600 شخصاً وجرح المئات وتهجير عشرات الألاف من قراهم ومزارعهم التي تم تدميرها وحرقها.
ووقعت خلال السنوات الماضية معارك دامية بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا بولاية شرق دارفور، خلفت مئات القتلى والجرحي من الجانبين.
ويعد النزاع بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا من أطول النزاعات القبلية بإقليم دارفور حيث أندلعت أول شرارة له في العام 1966 بسبب الصراع حول أراضٍ “حاكورة” يدعي الرزيقات ملكيتها، بينما يتمسك المعاليا بأحقيتهم في الأرض.