إعلان الخرطوم حول الإرهاب يوصي بمراجعة المناهج والحد من البطالة
الخرطوم 19 أغسطس 2016 ـ تعهد الرئيس السوداني بالعمل مع الزعماء العرب لتبني كل ما من شأنه إخماد “نيران الإرهاب”، وأصدرت ورشة عقدت بالعاصمة السودانية “إعلان الخرطوم للتصدي للإرهاب” الذي أوصى بمراجعة المناهج التعليمية وتأهيل الأئمة والدعاة والحد من البطالة.
وقال الرئيس عمر البشير إن المعالجات المتكاملة التي تبناها السودان للتصدي لظاهرة التطرُّف والإرهاب على الصعيد الداخلي تقوم على الجدل الفقهي والفكري قبل إعمال نصوص القانون أو القوة الأمنية أو المحاكم العدلية.
وأكد لدى مخاطبته ختام ورشة العمل حول دور الإعلام في مكافحة الارهاب بالخرطوم، الجمعة، أن السودان على الصعيدين الأقليمي والدولي لا يتوانى في الأسهام بكل ما يملك لمحاربة ظاهرة الإرهاب.
وأوضح الرئيس أن القوات المسلحة تقاتل داخل السودان وخارجه لدعم الشرعية ودحر الإرهاب، مشيرا إلى أن بلاده ظلت تعاني من دول حاصرتها إقتصادياً لإتهامها بالإرهاب، والسودان برئ من ذلك ـ حسب تعبيره ـ.
وأفاد بأن مخرجات ورشة الإرهاب ستجد منهم العناية الفائقة، وزاد “سأعمل بإذن الله مع اخواني ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية على تبني كل ما من شأنه إخماد نيران الإرهاب بشتى صنوفه ومختلف منطلقاته..”.
وأشار البشير الى أن مواقف السودان في هذه القضية معلنة بالقول والفعل عبر الوسائل الدبلوماسية والسياسية لمكافحة الارهاب مؤكدا سعي السودان للتعريف بماهية الارهاب بعيداً عن الإنتقائية التي تعتمدها ما أسماها بـ “دول الإستكبار العالمي”.
ونبه الى النتائج الكارثية للحرب على العراق “التي أُسست على كذبةٍ بَلْقَاء ودمرت مقدرات دولة العراق وبددت آمال شعبه وفرَّقت أبناء وطنه وكرَّست لطائفية ومذاهبية رعناء”.
وتابع “إن محاربة الإرهاب تبدأ بتجفيف منابعه وتجنب إزدواج المعايير له حتى تتكامل كل الجهود لمحاربته ومكافحته دون أن نَنْسِبه لعقيدةٍ بعينها أو أمة بعينها فالإرهاب هو الإرهاب من أي جهة جاء فردٍ كان أو منظمة أو حزب أو دولة”.
من جانبه أكد مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي، لدى مخاطبته ختام الورشة، أن وثيقة إعلان الخرطوم ستكون أحد المراجع المهمة في مجال العمل العربي المشترك لمكافحة الإرهاب أسوة بالقرارات السابقة التي أصبحت تحمل اسم الخرطوم.
وقال وزير الإعلام أحمد بلال، إن السودان بذل مجهودات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب وتحصين الشباب ضد الفكر المتطرف مشيرا إلى النهج الحواري الذي أنتهجه في سبيل معالجة ظاهرة التطرف والإرهاب.
وأوضح أن توصيات الورشة ستكون بمثابة المرتكز الأساسي للاستراتيجية الإعلامية التي سيتبناها وزراء الإعلام العرب في اجتماعهم القادم، مبينا أن السودان وفي سبيل تصديه للظاهرة أنشأ مجلس أعلى للتحصين الفكري يرأسه رئيس الجمهورية.
يشار إلى أنه قد شارك في الورشة ممثلو الدول الأعضاء في الجامعة العربية والاتحادات والمنظمات وأعضاء السلك الدبلوماسي ومنظمات المجتمع المدني وعدد من أستاذة الجامعات وطلاب الدراسات العليا والمهتمين بدور الإعلام العربي في التصدي للإرهاب.
وطالب إعلان الخرطوم للتصدي للإرهاب بأهمية مراجعة محتوى وتأثير المناهج الدراسية بالدول العربية بما يضمن خلوها من كل ما يدعو لترسيخ الأفكار المتطرفة لدى الطلاب في المراحل الدراسية كافة.
وأوصى الإعلان بضرورة العمل على نشر القيم الإسلامية واستثمار المخزون الثقافي للأمة وإدراج مواد في مناهج التعليم تركز على التسامح والعدالة والسلام وتجريم الظلم ونبذ العنف وحرمة الدماء.
ووجه بدعوة وسائل الإعلام العربية لإبراز سماحة الدين الإسلامي وإعلائه لقيم الفضيلة ونبذ الإرهاب والتطرف والعنف، وطلب من الدول الأعضاء العمل إنشاء مراكز لتأهيل الأئمة والدعاة لتصحيح الخطاب الديني بما يلائم روح العصر.
ودعا الدول الأعضاء للاسترشاد بتجربة السودان في جهود مكافحة الإرهاب وانتهاج أسلوب المعالجات الفكرية والحوار بالحسنى، فضلا عن الدعوة للاهتمام بالشباب وحل مشكلة البطالة بتعزيز فرص العمل وتخفيف حدة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة.