(نداء السودان) تؤيد مواقف الحركات في المفاوضات وتتهم الحكومة بإفشالها
الخرطوم 16 أغسطس 2016 ـ أظهرت قوى “نداء السودان” تأييدا لافتا لمواقف الحركات المسلحة في مساري مفاوضات أديس أبابا حول المنطقتين ودارفور، وحملت الحكومة مسؤولية فشل المحادثات لإنتهاجها تكتيكات لكسب الوقت والابتعاد عن الاتفاق.
وانهارت جولة المفاوضات بشأن المنطقتين ودارفور، الأحد الماضي بعد أقل من أسبوع من انطلاقها، بسبب تباعد المواقف حول مسارات توصيل الإغاثة الإنسانية للمتضررين في مواقع القتال، ما دفع الوساطة الأفريقية لتعليق جولة التفاوض الى أجل غير مسمى.
وقال بيان لتحالف قوى “نداء السودان”، الثلاثاء، إن مباحثات وقف العدائيات بين الحكومة والحركة الشعبية (مسار المنطقتين) من جهة، وبينها وحركتي تحرير السودان والعدل والمساواة (مسار دارفور) من جهة أخرى، بدأت بعد التوقيع على خارطة الطريق، لكن الوفد الحكومي أظهر طوال أيام المفاوضات حرصاً واضحاً على إفشال الجولة بإنتهاج تكتيكات متنوعة لإضاعة الزمن وللحيلولة دون التوصل إلى اتفاق.
وأكد البيان أن وفد الحكومة لمفاوضات المنطقتين هدف إلى تمزيق الاتفاق الإطاري الذي تم التوصل إليه بعد 11 جولة تفاوضية سابقة، كما أراد القفز فوق مطلوبات وقف العدائيات إلى تدابير الاتفاق النهائي لوقف إطلاق النار.
وأعتبر البيان الذي تلقته “سودان تربيون” أن مواقف الحكومة كانت بمثابة “اتفاق استسلام توقعه الحركة الشعبية بدون مخاطبة لجذور الأزمة التي أنتجت الحرب”.
وأيدت قوى “نداء السودان” مواقف الحركة الشعبية التفاوضية وعدتها موضوعية، ما اضطر الحكومة للتراجع تكتيكاً بالقبول بالاتفاق الإطاري كأساس للتفاوض وهي تضمر إنهاء الجولة بـ “الضربة القاضية” بإصرارها على عدم القبول بكافة المقترحات المقدمة لضمان إنسياب الإغاثة للمتضررين، عبر مسارات لا سلطة للحكومة عليها.
وتابع البيان “على الرغم من قبول الحركة بمسارات داخلية للمساعدات الإنسانية في حدود 80% واقتراحها لمسار خارجي وحيد من أصوصا الأثيوبية، إلا أن الوفد الحكومي رفض متمادياً في استخدام المدنيين الجوعى والمرضى دروعاً بشرية، ومقاتلة شعبه عبر سلاح الحرمان من الطعام”.
وحول مسار دارفور قال البيان إن الحكومة هدفت إلى استسلام الحركات المقاتلة لتمسكها بمطلوبات خيالية تتمثل في تحديد مواقع القوات بالاحداثيات وبالسيطرة على مسارات الإغاثة، وزاد “كما أظهرت تعنتاً مريباً في مسألة الأسرى برفض الإفراج عنهم بلا مبرر موضوعي”.
وأكد عزم “نداء السودان” على إنجاح المسار التفاوضي متى ما توافرت إستحقاقاته، موضحا أن الوساطة الأفريقية أبلغتهم بتأجيل المباحثات إلى وقت لم يحدد بعد، وحرض التحالف المعارض السودانيين لإتخاذ كافة وسائل الضغط والمقاومة المدنية لحمل الحكومة على تحقيق مطلوبات السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل.
وجددت قوى “نداء السودان” دفاعها عن التوقيع على خارطة الطريق الأفريقية لجهة أنه أفلح في تحويل التوقيع من حدث إلى عملية سياسية مثمرة، وحذرت من محاولات الحكومة الإيحاء بأن “الموقعين قادمين للالتحاق بكراسيها المهلهلة”.
وقال البيان “نؤكد أننا إما أن نحقق العملية التفاوضية التحولية المطلوبة مثلما حدث من قبل في دول كثيرة في أميركا اللاتينية وجنوب أفريقيا وأوروبا، وإما أن تكون التعبئة المصاحبة للعملية وقوداً للانتفاضة الشعبية”. وزاد “لن نشارك في حوار الوثبة ولن يجلس أحدنا على كراسي حكومة التمزيق والضياع الوطني”.
وأبدى ثقة قوى (نداء السودان) في أن “أوان التغيير قد أزف وشعبنا موعود بمستقبل أفضل عبر عملية تغيير سياسي شامل” عبر انتفاضة جماهيرية أو حل سياسي شامل يفكك دولة الحزب لصالح دولة الوطن.
ورحب البيان بطلب منظمات النازحين واللاجئين بالمعسكرات انضمامهم لقوى “نداء السودان”، وأكد تكوين لجنة لبحث الصورة المثلى لتمثيلهم في مؤسسات الكيان، وتقدم بالشكر لتحالف قوى المستقبل للتغيير على لقاءاتها بأديس أبابا، وتشكيل لجنة لبحث شكل العلاقة الأمثل بين الطرفين.