Thursday , 28 March - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الشعبية مستعدة لوقف عدائيات لعام ومسارات للمساعدات الانسانية من داخل وخارج السودان

أديس أبابا 9 أغسطس 2016– تستأنف المفاوضات المباشرة حول المنطقتين، بين الحكومة السودانية، والحركة الشعبية – شمال – الأربعاء، وبينما أعلن رئيس وفد الحركة استعدادهم لإعلان وقف عدائيات لمدة عام، قال متحدث باسم وفد الحكومة إنهم اتفقوا مع آلية الوساطة على خارطة لوقف العدائيات.

اجتماع الوساطة الأفريقية مع وفد الحركة الشعبية ـ شمال بأديس أبابا ـ الثلاثاء 9 أغسطس 2016
اجتماع الوساطة الأفريقية مع وفد الحركة الشعبية ـ شمال بأديس أبابا ـ الثلاثاء 9 أغسطس 2016
وقال رئيس وفد الحركة الشعبية لتفاوض ياسر عرمان في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إن الحركة أتت الى التفاوض بعقل مفتوح لكنها تتمنى أن لا تجد نفس الأطروحات القديمة من الوفد الحكومي لأنها لن تؤدي الى سلام.

وأضاف ” نحن على استعداد ان نصل لوقف عدائيات في أسرع وقت ممكن ..ولمدة عام “، كما أعلن الاستعداد لقبول مسارات اغاثة داخلية بجانب أخرى خارجية لايصال المساعدات الانسانية الى متضرري الحرب في المنطقتين.

وشدد على ان الحركة لن تصل الى اتفاق لوقف العدائيات في المنطقتين دون دارفور في ذات الوقت ، ولفت الى أن وقف الحرب هو المخرج من الضائقة الاقتصادية التي أدت الى انحدار الجنيه السوداني.

من جهته قال المتحدث باسم وفد الحكومة حسين حمدي، في تصريح صحفي عقب اجتماع وفد الحكومة مع الوساطة “اتفقنا على استئناف التفاوض الأربعاء استناداً على الوثيقة التي تم نقاشها في الجولة الحادية عشر، بجانب الموضوعات الواردة في خارطة الطريق”.

وأضاف ان الوفد اتفق مع الآلية على تحديد جدول زمني لمراحل التفاوض، وخارطة زمانية لوقف العدائيات ووقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية”.

وهنت الحركة الشعبية لتحرير السودان، شمال، نزع سلاح الجيش الشعبي، بحل قوات الدعم السريع، التابعة لجهاز الأمن السوداني وأعلنت قبيل استئناف الجولة التي ستناقش الترتيبات الأمنية، تمسكها بجيشها أثناء تنفيذ الاتفاقية التي ينتظر ان تبرم بينها والحكومة الأيام المقبلة.

واعتبر ياسر عرمان التوقيع على خارطة الطريق أمرا مهما ، وقال ” المؤتمر الوطني نجح فعلا في وضعنا بمواجهة مع المجتمع الدولي، والإقليمي وحاول إرباكنا لكننا نجحنا في إفشال ذلك، ورؤيتنا الآن واضحة .. التوقيع على الخارطة صحح العلاقة بين قوى نداء السودان والمجتمع الدولي والإقليمي والوساطة”.

وتمسك عرمان بموقف الحركة بعدم المشاركة في الحوار الوطني الذي دعا له الرئيس السوداني عمر البشير.

وقال”لن ننضم ولن نلتحق بحوار القاعة وإنما الشراكة في الحوار المتكافئ وهذه رسالتنا لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان”.

واستطرد” نرحب بالمجهودات المبذولة في الحوار الوطني لكنها غير كافية ولابد من تطويرها الى مرحلة ثانية غير التي بدات بالتوقيع على خارطة الطريق”.

وتابع” لسنا ملتزمين وغير معنيين بالتوقيت المحدد في 10 اكتوبر للحوار الوطني”.

وفي غضون ذلك، عقدت قوى نداء السودان اجتماعا تنويريا شاركت فيه قوى المعارضة كافة والحركات المسلحة وخاطبه زعيم حزب الامة القومي المعارض الصادق المهدي ، وياسر عرمان ، ومني اركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان، وغازي صلاح الدين العتباني رئيس تحالف (قوى المستقبل)، وأكد المجتمعون على أهمية توحيد كلمة قوى المعارضة..

ويتوقع ان تجري الوساطة الأفريقية الأربعاء لقاءا مع قطاع الشمال وقوى نداء السودان لبدء جولة المفاوضات المباشرة.

وقال عرمان انهم اتفقوا مع الوساطة بان وفد الحركة سيكون من (نداء السودان) وعلى المؤتمر الوطني ان يشكل وفده بمن يريد.

المنطقتين والحكم الذاتي

وأكد الأمين العام للحركة الشعبية، شمال، في مؤتمر صحفي بأديس ابابا، تمسكهم بالحل الشامل للأزمة السودانية عبر تفكيك دولة الحزب وإعادة ترتيب الأوضاع في المركز.

ونفى بشدة سعي الحركة الشعبية الى فصل المنطقتين او المطالبة بحق تقرير المصير لهما. مضيفاً “حكمنا المنطقتين ولم نجد مشكلة غير إعادة ترتيب الأوضاع في الخرطوم وإعادة هيكلة الدولة السودانية.. ولو أردنا اتفاقا جزئيا لوصلنا اليه من زمن بعيد”.

وأردف “لا توجد مشكلة في المنطقتين ولا توجد مشكلة في دارفور، توجد مشكلة في الخرطوم”.

وقال عرمان إن الحركة غير متمسكة بمطلب الحكم الذاتي من حيث المسمى، ويمكنها ان تتناقش وتتحاور مع الآخرين في الأمر للتوصل الى حل.

وتابع “لا نطالب بحق تقرير المصير او فصل المنطقتين وإنما نطالب بان يحكم أهل المنطقتين بأنفسهم.. لا يوجد لدينا مشروع اثنني، ولا نريد ان نبني مستقبل للنوبة بعيداً عن المسيرية والحوازمة والفلاتة في جنوب كردفان.. المستقبل لجميع القبائل في المنطقتين وهذه رؤيتنا”.

وأفاد عرمان أن وفد الحركة جاء للسلام ومستعد للتفاهم مع الوفد الحكومي، وأضاف “نريد ان نذهب في عملية تؤدي الى سلام نهائي في السودان.. ولا نريد سلام منفرد وسنشكل وفدنا من كل (نداء السودان) ونواصل التنسيق مع قوى المستقبل ونتحاور مع الشيوعي وعبد الواحد نور”.

ونوه الى أن وقف الحرب مقدم على الحريات، مؤكداً استعدادهم للمشاركة في الحوار متى توقفت الحرب وتوفرت الحريات.
وأوضح عرمان أن المؤتمر الوطني ـ الحزب الحاكم ـ لم يتخذ قرار استراتيجي لإنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة السودانية.

مضيفاً “اذا اتخذ قرار بذلك كل العملة يمكن ان تنتهي في وقت وجيز ونحن مع السلام الذي يفضي الى التغيير والانتقال من دولة الحزب الى التعددية، وعلى استعداد لإنهاء الحرب فوراً اذا توفرت الإرادة السياسية”.

(الشعبية) تتمسك بجيشها

وحول الترتيبات الأمنية النهائية شدد عرمان على تمسك الحركة بجيشها أثناء فترة تنفيذ الاتفاقية. مردفاً “حول الجيش والترتيبات النهائية، أقول إن المؤتمر الوطني هو اكبر حزب مسلح في السودان.. هو الأن يحتكر السلاح ولديه أكثر من عشرة مليشيات، كما استولى على القوات المسلحة وجهاز الأمن وحتى البوليس لديه أمير، ومع ذلك يريد ان يصادر سلاحنا ويحتفظ بسلاحه”.

ومضى عرمان يقول “لن نقبل بذلك، لا توجد ديمقراطية او مواطنة تقر احتفاظ الوطني بسلاحه لذلك نقول شيئين.. نحن مع جيش واحد يكون مهني ولكل السودانيين.. حينما نضع سلاحنا يجب ان يضع المؤتمر الوطني سلاحه”.

وأكد عرمان أن جيش الحركة سيكون موجوداً أثناء تنفيذ الاتفاقية تحت قيادة موحدة مع الجيش السوداني.

وأضاف “بعد ذلك يتم تفكيك كل المليشيات ويتم بناء قوات مسلحة سودانية جديدة واحدة مهنية لكل السودان”.

وتابع “كان الجيش السوداني في السابق به 34% من ابناء دارفور، 21% من ابناء جنوب السودان، 13% من جبال النوبة، الآن اختلت هذه الموازنة وأصبح الجيش تحت قبضة وسيطرة الجنجويد والدعم السريع”.

اعتراض على عودة المهدي

وحول عودة الصادق المهدي الى السودان، قال عرمان إنه ليس مع عودة المهدي، مطالباً إرجاء العودة الى حين تحقيق الحريات.

وأضاف “الإمام إذا عاد الى الخرطوم سيتحكم المؤتمر الوطني في حركته.. إذا دعيناه الى اجتماع في الخارج لا يستطيع أن يحضر، كما يفقد البعد الدولي ووجوده في الخارج.. نفضل ان يعود الإمام مع الحريات ويحدث تغيير حينها يعود وهو يحمل حاجة حقيقية للشعب السوداني”.

ويشار الى ان نجل المهدي عبد الرحمن الصادق الذي يشغل منصب مساعد الرئيس السوداني، كان دعا هذا الأسبوع والده للرجوع الى البلاد، وتبني الحوار من الداخل، بينما يقول المهدي نفسه أن أمر عودته رهين بقرار من مؤسسات حزبه ، وأنه انهى مهامه التي استدعت بقائه في الخارج وينتظر فقط صدور ذلك القرار.

Leave a Reply

Your email address will not be published.