(نداء السودان): الوساطة تراجعت عن رفض مطالب المعارضة حول (خارطة الطريق)
الخرطوم 24 يوليو 2016 ـ رهن تحالف (قوى نداء السودان) التوقيع على (خارطة الطريق) الخاصة بالسلام في السودان، بنتائج الإجتماع المرتقب مع رئيس آلية الوساطة ثابو أمبيكي، والمنتظر التئامه خلال أيام بالعاصمة الاثيوبية، وبث تأكيدات بتبديل الوساطة مواقفها بشأن مطالب المعارضة ومقترحاتها بارفاق ملحق ومذكرة تفاهم على الخارطة.
وشدد التحالف المعارض على أن دخوله في عملية الحوار مع النظام لمناقشة قضايا الأزمة السودانية رهين بحدوث اتفاق حول القضايا المطروحة في الإجتماع التحضيري الخارجي.
وقال رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، لـ (سودان تربيون) الأحد إن المستجدات الإيجابية التي وردت في نص البيان الختامي لاجتماعات قوى ( نداء السودان) بباريس، قصد منها تغيير موقف الآلية الافريقية من المطالب التي طرحتها قوى نداء السودان حتى تقبل خارطة الطريق.
وأضاف “هي المطالب المضمنة في مقترح مذكرة التفاهم التي قدمتها قوى نداء السودان الشهر الماضي ورفضتها الآلية قبل ان تعود وتغير موقفها من خلال خطاب مرسل لنداء السودان من امبيكي واتصال مباشر من كبير مساعديه”.
ورفضت الحركة الشعبية ـ شمال، وحركتي “تحرير السودان” و”العدل والمساواة” وحزب الأمة القومي التوقيع على خارطة طريق وقعت عليها الحكومة حول الحوار ووقف الحرب، دفعت بها الآلية الأفريقية، في مارس الماضي.
وكان البيان الختامي لاجتماع المجلس القيادي لـ”نداء السودان” الذي إلتأم بباريس منذ الإثنين وحتى الخميس الماضي، أكد حدوث مستجدات ايجابية بشأن خارطة الطريق.
وأكد الدقير أنه بناءاً على تلك التطورات ابدت الآلية الافريقية رغبتها في الإجتماع بنداء السودان الذي رد بالموافقة من خلال رسالة أخرى ارسلت لامبيكي، في ختام اجتماعات باريس، “تضمنت كل المطالب التي وردت في مقترح مذكرة التفاهم مع تفصيل بعضها”.
وتطالب المعارضة وفقاً لما لمذكرة التفاهم المقترحة على الوساطة في وقت سابق، بأن تبدأ عملية الحل السياسي بإجتماع تحضيري يعقد باديس ابابا لمناقشة وقف الحرب وفتح مسارات الإغاثة وبقية شروط تهيئة المناخ، وعلى رأسها إلغاء القوانين المقيدة للحريات واخلاء السجون السياسية. بالإضافة للمسائل الاجرائية للحوار واجندته، والتزام جميع الأطراف بان يتم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بواسطة حكومة انتقالية تمثل الجميع.
واضاف الدقير “عليه فإن التوقيع على خارطة الطريق يعتمد على نتيجة اجتماع نداء السودان مع امبيكي حول مطالب المعارضة آنفة الذكر وهي مطالب نرى انها موضوعية”.
الى ذلك انتقد القيادي في حزب البعث العربي، محمد ضياء الدين، بيان قوى (نداء السودان)، قائلاً إنه لم يوضح ماهية المستجدات الايجابية في خارطة الطريق التي اشار إليها.
وتابع “علماً بأن هذه الجزئية تمثل جوهر ومضمون وغرض الإجتماع بباريس، إذ كيف يتم أخفاء ذلك في البيان”.
وذكر ضياء الدين على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) أن البيان أشار لنقطة جوهرية تمثل خلاصة الإجتماع حينما قال “إن المستجدات ستبحث في أديس بما يمهد الطريق للتوقيع علي خارطة الطريق التي يتم بموجبها عقد اﻻجتماع التحضيري”.
وعلق على ذلك بقوله “أن الهدف الرئيس من الإجتماعات هو الوصول الى الإجتماع التحضيري الذي سيجمع قوي نداء السودان بوفد النظام وإستكمال إجراءات توحيد مسار حوار الخارج الذي يقوده أمبيكي بالوكالة مع مسار حوار الداخل الذي يقوده البشير بالأصالة ﻻستكمال حلقات التسوية السياسية”.
وكان القيادي البعثي قال ايضا إن البيان لم يشر لموضوع الشروط اللازمة للتوقيع والجلوس مع وفد النظام. مضيفاً “وهذا يعني بأن قوي نداء السودان ستجلس بدون أي إجراءات ولو شكلية مع النظام في اللقاء التحضيري وهذ ما يتناقض حتي مع ما أوردتة مذكرة التفاهم التي صاغتها بعض أطراف نداء السودان”.
وسارع المتحدث بأسم ملف السلام بالحركة الشعبية قطاع الشمال، مبارك أردول، للرد على القيادي البعثي محمد ضياء الدين، وقال إن حزب البعث لا يعرف العمل الجماعي ولايؤمن بالتغيير الديمقراطي، مشيراً الى أنه حزب يتوافق في برنامجه مع النظام وبرنامج الحركة الاسلامية وخلافاته شكلية وليست منهجية، ويجلس الآن في المعارضة لمعارضتها وتخذيلها وتأخيرها.
وقال أردول إن البعث يحمل عصاه ويحرس بوابة القومية العربية بينما تحرس الحركة الاسلامية بوابة الدين، وهما البوابتان الرئيسيتان التي تنطلق منهما الايدلوجية للبعث والحركة الإسلامية معا. هذا اذا ما تركنا جانبا توافقهم الظاهر حول آليات السيطرة على السلطة والاحتفاظ بها”.
واوضح أن موقف حزب البعث من “نداء السودان” “شيء متوقع لأن النداء يتأسس على قاعدة التنوع السياسي والديني وكذلك الاثني ويعترف به ويحميه في إطار وطن ديمقراطي يقوم على العدالة والفرص والمواطنة المتساويتان”.
وأضاف “عدائه لمكونات النداء والمعارضة هو من أجل تأخير عملية التغيير الجماعي التي تتشكل حاليا حسب آليات وقناعات قوى النداء (وليس البعث) وسيتم هذا التغيير بل أول خطواته هي وحدة القوى المعارضة”.
واتهم اردول البعث بتأخير التغيير ريثما يرتب حاله ويقوم بالتغيير المنفرد لأنه لايخبر العمل الجماعي ولا يؤمن بالتغيير الديمقراطي.
وتابع “يريد تغييرا منفردا عبر انقلاب دموي مسلح، واذا نجح في مسعاه فحينها سنشهد حرب خليج أخرى على السودانيين الآخرين المختلفين عنهم ونسخة أخرى من مجازر البعث وغازات كيمياوية سيطلقونها عليهم”.