بائعات الشاي في الخرطوم يتقين (الكشات) بكوبين للسلطات
الخرطوم 30 مايو 2016 ـ ظفرت بائعات الشاي في منطقة الخرطوم بحري خلال لقاء نادر مع معتمد المحلية، بتراخيص مجانية لعملهن وبحماية من حملات الشرطة “الكشات”، فضلا عن إنشاء مظلات ثابتة نظير قيمة كوبين من الشاي يوميا لسداد اقساط تكاليفها.
ونصبت المحلية خيمة ضخمة أمام مسجد بحري العتيق يوم الأحد وامتلأت تماماً بالعشرات من بائعات الشاي، وجلس على المنصة المعتمد صاحب الدعوة اللواء حسن محمد حسن إدريس وبعض مسؤولي المحلية.
وعندما طلب منهم الحديث، تقدمت سيدة في العقد الخامس للحديث نيابة عن رفيقاتها تدعى “فتحية”، بدأت بالحديث عن معاناتهن مع (الكشات) وما يتعرضن له من عنف وتحطيم لمعدات عملهن، وطالبت بتنظيم العمل لهن بمواقع ثابتة، وتمديد عملهن خلال شهر رمضان حتى الواحدة والنصف صباحا.
وتعتمد العاصمة السودانية الخرطوم بشكل أساسي على (بائعات الشاي) في الاسواق والأماكن العامة لإنعدام المقاهي.
ورد المعتمد على مطالب بائعات الشاي، بتنفيذها فوراً وقال “هذا برلمان ستات الشاي وما ستقولوه سأنفذه”، فعلت هتافات السيدات الموجودات بالخيمة استحساناً لحديثه، واعلن توفير تراخيص مجانية لبائعات الشاي مع تحصيل قيمة كوبين من الشاي، تساوي (4) جنيهات كرسوم يومياً لتحسين بيئة العمل لهن بتوفير طاولات ومقاعد وشمسيات، على أن يتم تحصيل المبلغ من البائعات أنفسهم بتحديد كل مجموعة واحدة تتحصل المبلغ.
وكرمت وزارة الخارجية الأميركية قبل فترة بائعة الشاي السودانية عوضية كوكو ضمن أشجع 10 نساء في العالم، وتسلمت جائزتها بواشنطن.
عوضية أسست الإتحاد التعاوني المتعدد الأغراض من أجل حماية البائعات من حملات المحلية بجانب مساعدتها لعدد 268 مواطناً ومواطنة من بينهم 59 مواطناً ساعدت في تمليكهم (ركشات) بعد أن قامت بتقديم ضمانات لهم مما أدى الى دخولها السجن 4 سنوات بسبب ذلك.
وأمر معتمد الخرطوم بحري، عقب الاجتماع الموسع بوقف كل أشكال الحملات ضد بائعات الشاي في محليته اللائي يبلغ عددهن حوالي 5 ألاف امرأة، وتعهد بإنشاء مظلات ثابتة لهن نظير كوبين من الشاي يوميا لسداد أقساط تكاليف كل مظلة.
ووعد المعتمد خلال لقائه المئات من بائعات الشاي بمقر المحلية، بإيقاف حملات المحلية ضد بائعات الشاي بمنطقة الخرطوم بحري.
وأفاد بأن المحلية بصدد إنشاء مظلات ثابتة على مسافات متباعدة لبائعات الشاي وتوفير 12 مقعدا لكل بائعة، على أن تقسط تكلفة كل مظلة ومقاعدها مقابل قيمة كوبين من الشاي يوميا.
وقال مخاطبا بائعات الشاي “لا نريد تحصيل الرسوم وفرض الغرامات ولا نريد تنفيذ حملات وكشات بل نريد مساعدتكن على كسب العيش وحفظ النظام في ذات الوقت”.
وطالب المعتمد بائعات الشاي بعدم العمل قرب أرصفة الطرق الرئيسية لضمان انسياب حركة السير، وزاد “سأساعد بائعات الشاي على كسب المال وسأوجه بعدم تنفيذ حملات بحق النساء اللائي يلتزمن بالعمل في المظلات.. لكن هذا لن ينطبق على من يعملن على أرصفة الحافلات ويعرقلن مرور الحافلات والركاب”.
ووجه سلطات النظام العام في محليته بإعادة الأواني ومعينات العمل التي صودرت من بائعات الشاي الفترة الماضية فورا، وأكد أنه سينشئ مكتبا في المحلية لمتابعة قضايا بائعات الشاي.
وأصبحت بائعات الشاي يشكلن ظاهرة في المدن السودانية منذ تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 1989، أسست جمعية تعاونية لبائعات الطعام والشاي، وفي 2013، نظمت جمعية تعاونية نسائية متعددة الأغراض لولاية الخرطوم.
وناهضت النساء اللائي يمتهن بيع الشاي والأطعمة، الظلم الذي تعرضن له من السلطات السودانية.