البشير يؤكد من مسقط رأس عبد الواحد استعداد الجيش للقضاء على آخر معاقل التمرد
زالنجي 3 أبريل 2016 – وصل الرئيس السوداني عمر البشير، الأحد، الى عاصمة ولاية وسط دارفور، زالنجي، التي تعتبر مسقط رأس زعيم حركة تحرير السودان، احدى اكثر الحركات المتشددة التي تقاتلها الخرطوم، وأعلن الرئيس من هناك جاهزية القوات النظامية لدك آخر معاقل التمرد في دارفور، مؤكدا أنها لم تعد سوى جيوب صغيرة وشدد أن حكومته لم تلجأ لخيار الحرب إلا بعد رفض المتمردون على رأسهم عبد الواحد التوقيع على اتفاقيات السلام المتعددة.
وهاجم البشير رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد نور، وقال مخاطباً حشداً جماهيرياً بزالنجي “إن عبد الواحد ظل لسنوات يرفض السلام ويعيش بفنادق خمسة نجوم في العاصمة الفرنسية باريس ويترك مواطني دارفور يكتون بنيران الحرب”.
ورأى أن السلام بات أمراً واقعاً في دارفور وبعد اكتماله وانتهاء التمرد ستبدأ الحكومة مرحلة جديدة هي برنامج جمع السلاح وإعادة توطين النازحين، وقال إن برنامج حكومته يضع السلام في أولوياته وهو أصبح حقيقة واقعة، وحيا القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى.
وأضاف مخاطباً الجماهير “شكرنا يمتد إليكم أنتم لأنكم وقفتم وساندتم هذه القوات إلى أن تحقق السلام”، وتابع قائلاً “نريد أن نكمل السلام ويتحرك المواطنون في الطرق آمنين في بيوتهم ومراعيهم ومزارعهم ومدنهم وقراهم”.
وتعهد البشير بتعويض المتأثرين بالحرب بتوفير سبل العيش لهم في المدن وتوفير مقومات الحياة لهم إن كانوا يريدون العودة إلى قراهم الأصلية التي نزحوا منها بسبب الحرب.
وقال إن وسط دارفور ولاية وليدة ولا تزال تحتاج لبنيات أساسية كثيرة، متعهداً بتوفير خدمة الكهرباء في مدينة زالنجي طوال الـ24 ساعة، ومن ثم نقل الخدمة لعواصم المحليات وتوفير المياه والخدمات الأساسية بكل ربوع الولاية.
وأشار البشير إلى توقيع عقد إنشاء الطريق الرابط بين زالنجي وكاس ونيالا في جنوب دارفور، واعداً باكتمال العمل فيه خلال أقل من ستة أشهر، وأشار إلى توقيع عقد لإنشاء سد “ضريسة” لتخزين المياه.
وتعهد بأن تستمر حكومته في بناء السدود والحفائر وحفر الآبار لإنهاء العطش في ولاية وسط دارفور، وأعلن البشير أن حكومته ستقوم بإنشاء مطار دولي في مدينة زالنجي قريباً.
وحيا القائمين على أمر جامعة زالنجي، قائلاً إنها خرّجت العديد من الكوادر، وتعهد بالوقوف إلى جانب إدارتها حتى تكتمل كل مؤسسات كلية الطب في الجامعة.
وقال البشير، إن دارفور كانت آمنة ومطمئنة وكان الناس يسيرون ليلاً في طرق المدن والقرى والفرقان ولا يخافون من شيء إلا من ذئب أو من الله سبحانه وتعالى.
وأضاف قائلاً “نريد أن نعيد دارفور سيرتها الأولى ونقول الشيطان إن دخل بين الناس وكلنا مع بعض نلعنه حتى يعود التعايش السلمي والصلات بين الناس”.
ورأى البشير أن الاستفتاء الإداري المرتقب في دارفور خلال الأيام المقبلة محك حقيقي سيحدد إن كان السكان في الإقليم يريدون الإقليم الواحد أو نظام الولايات المتبع حالياً.
وهتفت الجماهير في زالنجي مقاطعة البشير في خطابه مؤيدة لخيار الولايات في دارفور.
وقال “نحن سنترك الأمر في هذا الجانب لأهل الشأن وهم سكان دارفور، إن اختاروا الإقليم سيوفرون علينا صرفاً ماليا كثيرا، وإن اختاروا الولايات نحن معهم في خيارهم”.