المهدي يدعو امبيكي للضغط على الخرطوم لقبول تحفظات المعارضة في خارطة الطريق
الخرطوم 24 مارس 2016 – دعا رئيس حزب الأمة القومي المعارض بالسودان، الصادق المهدي، رئيس الوساطة الأفريقية ثابو أمبيكي، للضغط على الحكومة السودانية لقبول تحفظات المعارضة على خارطة الطريق، وقال إن الفجوة بين الطرفين ليست بعيدة لولا استعجال الوساطة ولوح بالتعبئة السياسية والدبلوماسية.
ورفضت الحركة الشعبية ـ شمال، وحركتي “تحرير السودان” و”العدل والمساواة” وحزب الأمة القومي التوقيع على خارطة طريق حول الحوار الوطني ووقف الحرب، دفعت بها الآلية الأفريقية الرفيعة، بينما وقع وفد حكومة السودان منفردا على الوثيقة مع رئيس الآلية ثابو أمبيكي.
وقال المهدي في مؤتمر صحفي عبر تطبيق (واتس آب) الخميس، إن الخلاف بين المعارضة والحكومة حول خارطة الطريق “محدود وقابل للتفاهم لولا استعجال أمبيكي، والآن يمكنه الضغط على الجانب الحكومي لقبول التحفظات التي هي في حقيقة أمرها توضيحات”.
ووصف هذه الخطوات بالجديدة والمقبولة، وتابع “لكن الوساطة الأفريقية استعجلت التوقيع لوضعنا أمام الأمر الواقع لعلها أن تجعل اتفاقنا بعد ذلك لاحقا كما حدث بالنسبة لقيادتي الجنوب.
وأضاف أن المعارضة تحفظت على ثلاثة بنود من خارطة الطريق التي وقعتها الحكومة، تشمل البند (3) و(3 ـ 1) والبند (3 ـ2) وحول النص (3) قال ان المطلوب ان يتضح أن الحوار الداخلي بداية ولا يوصف بانه هو الحوار الوطني ثم يصير هو حوار وطني أو قومي بعد ضم الآخرين.
وبشأن البند (3-1) قال إن المطلوب هو ضم قوى سياسية أخرى للحوار في الخارج، وليس حزب الأمة وحده، وحول (3-2) مطلوب النص على إضافة حكومة السودان إلى آلية “7+7″ لضمان الالتزام بالتنفيذ.
ورأى المهدي، أن خارطة الطريق التي اقترحها أمبيكي تحوي أربعة مكاسب للوطن أجملها في اعتراف النظام بالتفاوض مع الجبهة الثورية، واعتراف النظام بالجلوس مع الجبهة الثورية وحزب الأمة، والموافقة على تطبيق وقف إطلاق النار وحرية الإغاثات قبل اتفاق سياسي نهائي، والموافقة على ضرورة الاتفاق على هذا الوفاق السياسي، واعتراف بلقاء تحضيري في الخارج ثم يجري حوار في الداخل.
ولفت المهدي الى أن قوى المعارضة الآن أمام مرحلة ستؤدي لإجتماع قوى نداء السودان في المستقبل القريب للإتفاق النهائي على ميثاق وطني للمستقبل وخريطة طريق”.
وقال “نسعى لضم قوى المستقبل وآخرين كل هؤلاء ينضمون في وضع ينادي أصحابه بنظام جديد، في جبهة واحدة بهيكل واحد وميثاق وطني مطلوب وخريطة طريق متفق عليها يمكن أن تؤدي عبر حوار باستحقاقاته لنظام جديد أو بتعبئة شاعبية لانتفاضة في السودان وهناك دلائل كثيرة على مقوماتها، وعلى استعداد قوى كثيرة الآن ان تشترك فيها، خصوصاً وأن سياسات النظام الآن تعبئ الشعب ضده”.
وتابع المهدي “نحن بصدد توضيح ما حدث للرأي العام السوداني، حتى لا يظن أن المعارضين، أو المعارضة أو قوى المستقبل الوطني السوداني، المناشدة بتحقيق مطالب الشعب السوداني، متعنتة أو أنها غير مبالية بضرورة تنفيذ فوري لوقف إطلاق النار وإتاحة الإغاثات الإنسانية للناس جميعاً، فنحن حريصون للغاية على وقف إطلاق النار، ووقف الحرب، وتنفيذ الإجراءات التي تقيم الثقة بين الأطراف المتفاوضة أو المتحاورة، حتى نصل لهذا الأمر”.
وأضاف قائلاً “كان بامكان امبيكي الانتظار يومين أو ثلاثة لكي يجري التداول حول مطلبنا وتحفظنا في البنود 3 و3-1 و3-2، وهو أمر كان ممكناً لأن الفجوة ليست بعيدة، ولكن الاستعجال أدى إلى هذه النتيجة”.
وقال “نحن نتطلع إلى توحيد صفنا والتعبئة السياسية والدبلوماسية ونعتقد أن قضيتنا قضية كاسبة، وأن الشعب السوداني سوف يستفيد من تحقيقها لكي تؤدي هذه الأمور كلها الى سلام عادل وشامل وتحول ديمقراطي كامل”.
حزب الأمة يوضح
إلى ذلك، كذّب حزب الأمة القومي المركز السوداني للخدمات الصحفية لنقله تصريح على لسان الأمين العام سارة نقد الله، مفادة أن المعارضة طلبت من أمبيكي منحها فرصة.
وقال الحزب في بيان الخميس، إن ما اورده المركز “كذب بواح” وأن الأمين العام لم تصرح للمركز أو لأية جهة إعلامية اخرى وأنها أمسكت عن التصريح إلى حين إنعقاد إجتماع التنسيق الخميس وتابع و”عليه كل ما نسب إليها عار من الصحة تماماً”.
وأبدى البيان اسفه لوسائل الإعلام المحلية التي تعاملت مع التصريح “المزور” من قبل المركز، وأعرب عن أمله في ما اسماها المزيد من المهنية الإعلامية والمصداقية وعدم الانجرار للأساليب المعهودة من قبل “أمن النظام بالتشويش على مواقف حزب الأمة القومي”.
ووفقاً للبيان فإن الحزب متمسك بما جاء في بيانه الأول حول الموقف من خارطة الطريق التي وقعت عليها الحكومة والآلية الإفريقية والبيان التفصيلي الثاني اللذين صدرا عن القوى التي شاركت في الاجتماع معلناً التزامه بالموقف المشترك لقوى نداء السودان.
وطبقا للبيان فإن موقف حزب الأمة القومي المعلن واضح هو العمل من أجل سلام عادل شامل وتحول ديمقراطي كامل عبر حوار متكافئ وشامل وتعبئة شعبية للإنتفاضة السلمية وتوحيد القوى السياسية المتطلعة لتحقيق هذه الأهداف.