ندوة بالخرطوم تتحول لمواجهة بين أنصار (الشعبي) و(الوطني)
الخرطوم 13 مارس 2016 ـ تحوّلت ندوة بالخرطوم، الأحد، إلى مشادات كلامية وملاسنات واتهامات متبادلة بين أنصار حزبي المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان، وغريمه المؤتمر الشعبي، بسبب مداخله أثارها قيادي بالشعبي كادت أن تتحول إلى اشتباك بالأيدي بين الطرفين.
وانشق المؤتمر الشعبي المعارض بقيادة الراحل حسن الترابي عن المؤتمر الوطني الحاكم في العام 1999.
وإتهم القيادي بالمؤتمر الشعبي، الناجي عبد الله، في مداخلة بندوة حول “مستقبل السودان والحوار الوطني”، حزب المؤتمر الوطني بعقد اجتماع مصغر للمكتب القيادي قبيل تشييع الراحل المفكر الإسلامي حسن الترابي قرر فيه الحزب مغادرة الرئيس عمر البشير إلى جاكارتا وعدم حضور مراسم التشييع.
وأثارت مداخلة الناجي ـ الذي يقود تياراً داخل حزبه يرفض التقارب مع المؤتمر الوطني ـ والذي ظهر أمام منصة الندوة بنحو مفاجئ ردود أفعال من منسوبي الحزب الحاكم وتعالت الهتافات و”التكبير والتهليل” من أنصار الحزب الحاكم الرافضة لحديث القيادي بالمؤتمر الشعبي.
وسرعان ما رد المسؤول السياسي بالمؤتمر الوطني حامد ممتاز، بغضب على اتهامات الناجي لحزبه ووصف الرجل بـ “الكاذب” وجزم بأن حزبه لم يعقد أي اجتماع بشأن رحيل الترابي وتشييعه، قائلاً “مستعد أن أتوضأ وأقسم بالله عشر مرات بأن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث”.
وبعد ساعات من تلك التطورات، قلل الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام من غضبة منسوبي حزبه في وجه قيادات الحزب الحاكم.
وقال في برنامج بثته فضائية (الشروق) ليل الأحد، ن ما حدث من مشادات كلامية من بعض أنصار الشعبي مع منسوبي المؤتمر الوطني في تلك الندوة تُعدُّ مواقف معزولة، ولا تمثل مواقف الحزب، ولا تعبره عنه.
وشدد عمر على رفض حزبه ما قال إنها محاولات لجرّ الشعبي إلى مربع ما قبل الحوار الوطني. وقلل من – ما أسماها – الأصوات النشاز التي لا تتعدى العشرة أشخاص داخل حزبه.
وعدَّ أي حديث عن تقصير أو استهداف في وفاة الشيخ من قبل الحكومة يكذبه الواقع. وقال إن والي الخرطوم عبدالرحيم محمد حسين أعدَّ طائرة خاصة بمطار الخرطوم لعلاج الترابي بالخارج.
وبشأن الحوار، استعرض مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي علي الحاج، الحوارات التي جرت في السودان قبل “الإنقاذ”، وقال إن الحوار الذي يجري اليوم هو الأكبر من نوعه وتابع “أتفق مع الرئيس أن ما يحدث من حوار لم يحدث من قبل من تجميع للشخصيات القومية وحتى القوى المقاطعة مقاطعتها مشاركة”.
ودعا الى ضرورة اتاحة الحريات باعتبارها قضية محورية ورئيسية، وطالب باعادة حزبي الأمة القومي و”الإصلاح الآن” الى الحوار باعتبارهما من المؤسسين له، قائلا “إن الحوار سيكون ناقص بدونهما، ومن باب أولى أن يبدأ بهم”.
وقال مساعد الأمين العام للشعبي، إن الشمول في الحوار لا يعني أن يتفق الناس على كافة القضايا بنسبة 100%، مبديا تقديره للقوى التي شاركت في الحوار وكانت جزءاً منه.
ورأى الحاج، أن الحوار ليس “مباريات مونديال بها خاسر ومنتصر وإنما وسيلة لإنهاء الإحتراب الذي يعاني منه السودان”، منتقداً التقليل من شأن الحركات المسلحة والأحزاب المشاركة في الحوار.
ودعا إلى نظرة إيجابية للممانعين بإعتبار أن لديهم شروطهم وتابع “أنا مع الحريات وأن قضية الحريات تعد مشكلة معقدة وهناك من يبرر للحرية للإنقضاض على الحرية نفسها، وآخرين يرونها فرصة للترويج لرؤاهم”.
وكان أحد شباب المؤتمر الشعبي خاطب حامد ممتاز قائلا: “لم ندخل الحوار لترتدي بذلتك وتجلس في المنصة.. إذا لم تلتزموا بالحريات بيننا وبينكم الشارع”.
وقال علي الحاج “يجب الوضوح والشفافية عند النقاش حول قضية الحريات ونحن نطالب بقوانين منظمة لأن الحرية تحرس نفسها بنفسها”، ورأى أن هناك قضايا شائكة متمثلة في انعدام الثقة بين الأطراف السودانية وفجوة كبيرة في الثقة.
وأفاد الحاج “أن اللجوء إلى الخارج لا يفيد السودان ولا السودانيين في شئ”، وقال إن هناك أجندات لدول الخارج، وهناك ثمن لما تقدمه.
وعد حوار الداخل مهما كلف فهو أفضل من أي حلول تأتي من الخارج، وأن مستقبل السودان رهين باجندة السودانيين وليس بأجندة الخارج وآن الآوان لنفتح المجال لسماع الرأي الآخر لسماع الجميع”.
وأعتبر “أن وحدة الإسلاميين ليست أولوية بالنسبة لنا الآن وإنما نسعى لوحدة السودان والسودانيين لأن وحدة السودان وتحقيق السلام هو ما نحتاج إليه”.