قادة السودان ومصر وأثيوبيا يتفقون على التصدي للإرهاب وتعزيز السلام
القاهرة 20 فبراير 2016- اتفق قادة كل من السودان، ومصر، وإثيوبيا، خلال اجتماع مشترك، على تنسيق الجهود من اجل التصدي لتحدى الإرهاب والتطرف، وتعزيز جهود إقرار السلام، كما تواثق الزعماء على إنشاء صندوق تمويل مشترك لتنفيذ مشروعات تنموية في الدول الثلاث.
والتأم بعد ظهر السبت، فى شرم الشيخ على هامش منتدى الاستثمار فى أفريقيا، الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية العليا بين مصر والسودان وإثيوبيا، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمشاركة الرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلا ماريام ديسالين.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف أنه تم خلال الاجتماع استعراض سبل دفع وتطوير العلاقات الأخوية والوطيدة بين مصر والسودان وإثيوبيا.
واتفق القادة الثلاثة على وحدة المصير وخصوصية الروابط التاريخية والثقافية بين شعوب الدول الثلاث، فضلا عما يجمعهم من مصالح مشتركة لا تقتصر فقط على موضوعات المياه وإنما تمتد لتشمل مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد القادة الثلاثة على أهمية ترسيخ أسس إستراتيجية للتعاون، تقوم على الثقة والاحترام المتبادل وتلبية طموحات الشعوب فى مواجهة التحديات المشتركة.
واستعرضوا آليات ومقترحات التعاون المختلفة وما يمكن اتخاذه من خطوات عاجلة لتفعيل هذا التعاون وتحقيق نتائج سريعة يلمسها مواطنو الدول الثلاث.
وبحث الاجتماع آخر المستجدات الإقليمية داخل القارة الأفريقية، وتم التأكيد على أهمية استمرار التشاور وتنسيق الجهود من اجل التصدى لتحدى الإرهاب والتطرف، وتعزيز جهود إقرار السلام بالعديد من الدول الأفريقية والعمل على إرساء دعائم الاستقرار فيها، بما يوفر البيئة المناسبة لدفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة.
ووفقا لبيان مشترك فقد أعاد قادة الدول الثلاث التأكيد على التزامهم بتعزيز مجالات التعاون الثلاثية، والبناء على المصلحة المشتركة من خلال تبنى حلول تحقق المكاسب المشتركة من أجل مصلحة شعوبهم فى كافة المجالات.
وناقش القادة الثلاث سبل ترسيخ التعاون بين مصر والسودان وإثيوبيا فى مختلف المجالات انطلاقاً من روح التعاون والأخوة التي تجمع شعوب البلدان الثلاثة، ورغبتهم المشتركة في تعزيز مساعيهم لتحقيق التنمية والرخاء.
وكلّف الاجتماع، طبقا للبيان وزراء الخارجية بمصر والسودان وإثيوبيا بدراسة سبل إنشاء إطار مؤسسي للتعاون بين الدول الثلاث يضمن الارتقاء بمستوى التعاون الثلاثي بينهم فى كافة المجالات، وأن يتم تقديم مقترح مُحدد فى هذا الشأن إلى قادة الدول الثلاث في الاجتماع القادم للجنة العليا.
واتفق القادة على إنشاء صندوق تمويل مشترك لتنفيذ مشروعات تنموية فى الدول الثلاث، بجانب تشكيل ثلاث لجان سياسية، اقتصادية، اجتماعية وثقافية، بحيث تتولى لجنة الشئون السياسية عملية التنسيق بين أعمال اللجان الثلاث، والتي ستستشرف أفاق التعاون لدى الدول الثلاث فى كافة المجالات، بما فى ذلك مجالات: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعاون الاستخباراتي والأمني وتبادل المعلومات خاصة في إطار مكافحة الإرهاب – التعاون في مجال التدريب للكوادر العسكرية والأمنية – التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري – الصناعات المشتركة – تعزيز الربط البري، على أن تقوم وزارات الخارجية في الدول الثلاث بتيسير الاتصالات الثلاثية في هذا الشأن.
كما اتفق قادة الدول الثلاث على عقد مشاورات على مستوى القمة سنويا، والنظر خلال اجتماعهم القادم بعد ستة أشهر فيما سيتم رفعه من مقترحات.
البشير : ضعف البنيات اكبر المشاكل أمام الدول الأفريقية
إلى ذلك، قال الرئيس السوداني عمر البشير إن أكبر المشاكل التي تواجه الدول الأفريقية هي ضعف البنيات الأساسية التي تربط بينها، مشيرا إلى أن مشاكل الاقتصاد الأفريقي هي إنتاج المواد الأولية وتصديرها لدول متقدمة لتصنيعها لتعود بأسعار مضاعفة.
وذكر البشير أمام منتدى الاستثمار الأفريقي المنعقد بشرم الشيخ السبت، أن المشاكل الأمنية داخل وبين الدول الأفريقية أثرت كثيراً في الاقتصاد الأفريقي عموماً والسوداني خاصة.
وأوضح خلال رده عن أسئلة المنتدى التي وجهت إلى رؤساء الدول والحكومات المشاركين في المنتدى، أن من مشاكل الاقتصاد الأفريقي هي إنتاج المواد الأولية وتصديرها لدول متقدمة لتصنيعها لتعود بأسعار مضاعفة.
وحث الرئيس البشير القادة الأفارقة على أهمية تقوية البنية الأساسية التي تربط الدول الأفريقية، فيما بينها لتسهيل الحركة التجارية.
ولفت إلى أن حل النزاعات بين الدول الأفريقية يساعد في تقوية الاقتصاد الأفريقي، مشدداً على أن التصنيع داخل القارة الأفريقية من شأنه أن يعطي قيمة مضافة لهذه المواد بدلاً من أن تصدر لتصنع في الخارج.
ودعا البشير القادة الأفارقة إلى تشجيع التجارة البينية، قائلاً إن أفريقيا تعد أكبر سوق لو أحسنت استخدام ميزة تشجيع التبادل التجاري بين دول القارة، مما يعود على الاقتصاد الأفريقي بفوائد عظيمة.
واضاف الرئيس السوداني إن التبادل الاقتصادي بين دول القارة من شأنه أن يفتح فرص عمل لأبناء أفريقيا، ويساهم في خفض أعداد البطالة في دول القارة.
ونوه إلى أن آثار التقلبات الاقتصادية العالمية على معدلات النمو الأفريقي وإلى الركود الكبير في بعض المواد الأولية كالبترول.
وأعلن البشير أن بلاده تُعدُّ من الدول الغنية بمواردها الطبيعية والبشرية، كما تُعدُّ من أغنى الدول الأفريقية من حيث المعادن، وأنها تتمتع بمساحات زراعية شاسعة ومياه وفيرة، تؤهلها لتكون سلة غذاء العالم.
وأكد البشير ، سعي السودان لتوفير الغذاء، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها الحكومة ليكون السودان سلة غذاء العالم، وقد رشحته منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) من بين ثلاث دول لحل مشكلة الغذاء في العالم.
ونبَّه البشير إلى الميزة الاستراتيجية للسودان بربطه شمال القارة بجنوبها وشرقها بغربها، فضلاً على أنه منفذ للعديد من الدول الأفريقية المحيطة به.
وتطرَّق البشير إلى الخطوات التي قامت بها الحكومة السودانية في التصنيع الزراعي. وقال إن50% من القطن المنتج يتم تصنيعه وتحويله إلى ملبوسات واقمشة وتصديره لدول الجوار خاصة الملبوسات العسكرية.