صحفيو (التيار) يعتزمون الدخول في إضراب عن الطعام بعد أسبوعين
الخرطوم 16 فبراير 2016 – قرر صحافيو صحيفة “التيار” السودانية، بدء إضراب عن الطعام إبتداءاً من أول مارس المقبل، احتجاجاً على تعليق السلطات الأمنية صدورها، بدون الدفع بأي مبررات، فيما سرد مالكها ورئيس تحريرها، العراقيل التي ظلت توضع أمام مسيرة صحيفته، بدءا بتعليقها لعامين، ومصادرة أعدادها، مرورا بالاعتداء على مقرها في رابعة النهار عبر “خطة عسكرية محكمة”.
واعتدى رجال مسلحون في يوليو من العام قبل الماضي، على رئيس تحرير صحيفة “التيار” عثمان ميرغني، وأوسعوه ضربا حتى أغمي عليه، واستولوا على حاسوبه الشخصي. وبرغم بدء السلطات الرسمية تحقيقا في الحادث إلا أنها لم تصل حتى اللحظة إلى الجناة.
ونفذ العشرات من الصحفيين السودانيين، الثلاثاء، وقفة تضامنية داخل مقر الصحيفة بوسط العاصمة الخرطوم، احتجاجاً على استمرار سلطات الأمن إيقاف الصحيفة، شارك فيها عدد من رؤساء التحرير وقيادات سياسية ورموز مجتمع مدني.
وردد المحتجون شعارات تندد بإيقاف الصحيفة وحملوا لافتات كتب عليها “لا لإيقاف الصحف، لا لتشريد الصحفيين، لا إعلام بلا حرية، ولا لمصادرة حق التعبير”، وشوهدت دوريات للشرطة وناقلات الجند متمركزة في محيط مقر الصحيفة.
وعلقت سلطات الأمن في 15 ديسمبر المنصرم صدور “التيار”، إلى أجل غير مسمى، وقبلها خلال يونيو 2012 منعت ذات الصحيفة بقرار من السلطات الأمنية ، قبل أن تعاود الصدور بعدها بعامين بقرار من المحكمة الدستورية.
وأبدى مالك الصحيفة ورئيس تحريرها عثمان ميرغني، أسفه لتماطل الحكومة في الرد على المحكمة الدستورية التي طلبت توضيح أسباب الاغلاق، وقال إن السلطات ردت على المحكمة بعد مرور 65 يوما من قرار التعليق، مطالبة بإعطائها مهلة للرد، وعدّ ذلك ليس سوى مزيدا من التسويف ومحاولة لكسب الوقت، مؤكدا أن السلطات الرسمية لا تملك أي مبرر لإيقاف صحيفته.
ورأى أن القضية ليست في تعليق “التيار” وإنما أزمة تطال كل السودان، وان ايقاف الصحيفة ما هو الا عرض لمرض ظهرت آثاره من خلال إيقاف الصحيفة، وأضاف أن حل مشكلة السودان في ايدي الصحفيين لاستعادة الكرامة.
من جهته، رفض رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين الصادق الرزيقي القمع الذي تتعرض له الصحف السودانية لا سيما (التيار) وقال “عندما تقمع الصحافة ويوضع عليها ميسم السلطة يراد منها صحافة خانعة”.
وأعلن الرزيقي تضامن الاتحاد مع الصحيفة قائلا “بهذا التضامن نعني اننا اقوى من سيف السلطان”، قبل ان يطالب بتوحيد الصف وتابع “يجب أن نقاتل معا او نموت معا ومهما كان التسلط يجب ان نكون كما نحن”.
وقال “ان صحيفة (التيار) ستعاود الصدور خلال الأيام القليلة القادمة معتبرا الوقفة التضامنية صافرة البداية لعودة الصحيفة التي لم نجد مبررا واحدا لايقافها”، وتابع “عندما تتحرر التيار سترفع كل القيود”، مطالبا الصحفيين بتطوير أساليب المناهضة”.
وحظيت الوقفة التضامنية مع الصحيفة الموقوفة بمساندة عدد من رؤساء التحرير وقادة الأحزاب السياسية تقدمهم رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، ونائبة رئيس حزب الأمة مريم الصادق المهدي، والمسؤول السياسي بحركة “الاصلاح الآن” اسامة توفيق، ورئيسة الحزب الليبرالي ميادة سوار الدهب، والأمين العام للحزب الوحدوي الناصري ساطع احمد الحاج، الذي قدم مرافعة لافتة هاجم خلالها الرئيس السوداني من دون ان يسميه، واكتفى بتسميته بـ “الكبير”، وقطع بأنه ابتدع الحوار الوطني بحثا عن تمديد سلمي للسلطة.
وقال “الصحف كاشفات تنير لك الطريق، لكن عندما تخرج مسدسك لإطفائها، لن ترى أمامك”.