قلق أممي من معارك جبل مرة وارتفاع عدد الفارين بسبب تجدد القتال
الخرطوم 27 يناير 2016 ـ أبدت الأمم المتحدة قلقها الشديد إزاء المعارك الدائرة بجبل مرة بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور، وأعلنت “يوناميد” ارتفاع نسبة الفارين إلى 52% خلال الـ 24 ساعة الأخيرة إثر تجدد القتال الإثنين الماضي.
وتدور معارك منذ الأسبوع الماضي حول جبل مرة بين القوات الحكومية وقوات حركة/ جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.
وأعربت منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في السودان، مارتا رويداس، الأربعاء، عن قلقها الشديد إزاء تأثير القتال الدائر في دارفور على آلاف المدنيين الذين أجبروا على الفرار من منازلهم جراء أعمال العنف التي اندلعت قبل أسبوعين ماضيين هناك.
وطبقا لمارتا فإن التقارير الأولية تشير إلى فرار نحو 19,000 مدني إلى ولاية شمال دارفور، وما يصل إلى 15,000 آخرين إلى ولاية وسط دارفور، عقب اندلاع القتال في منطقة جبل مرة الجبلية التي تتمدد في ثلاثٍ من ولايات الإقليم.
واكدت توفير بعض المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المكملات الغذائية للأطفال، والادوية، والمياه النقية لبعض النازحين – وغالبيتهم من النساء والأطفال – في ولاية شمال دارفور، و”يعكف المجتمع الانساني حالياً على عملية تقديم الاغاثة الطارئة لإولئك الذين نزحوا إلى وسط دارفور”.
وقالت ممثلة الأمم المتحدة “تظل عملية حماية المدنيين الشغل الشاغل لنا أثناء النزاعات ورغم أنه من المشجع أن يجري تقديم بعض المساعدات الإنسانية، إلا أنه من الواضح أن هناك حاجة إلى المزيد”، ودعت إلى “إتاحة وصول آمن ودون عوائق، من أجل تقديم المساعدات للمحتاجين في الوقت المناسب”.
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي لم يجر فيه التأكد بعد من العدد الدقيق للمدنيين الذين فروا من جبل مرة ، هناك أيضا تقارير لم يجرالتحقق منها عن مدنيين آخرين توغلوا أثناء بحثهم عن الملاذ في أعماق منطقة جبل مرة.
في سياق متصل أفاد تعميم لبعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة المشتركة بدارفور “يوناميد” بارتفاع عدد النازحين الذين لجأوا الى المنطقة المحيطة بموقع البعثة الميداني بـ “سرتوني” في شمال دارفور الى 14.770 شخص، بينهم 1.493 رجل و4.097 إمرأة و9.180 طفلاً.
وقالت يوناميد “تُمثل هذه الاعداد زيادة نسبتها أكثر 52 بالمئة في ظرف 24 ساعة فقط بسب القصف الجوي المُكثف بعد ظٌهر 25 يناير 2016 حسبما يٌعتقد”.
وأكدت وصول فريق يضمُ برنامج الاغذية العالمي ومنظمات وطنية غير حكومية الى قاعدة البعثة بسرتوني، الثلاثاء، بهدف إجراء تحقُق ومسح سريعين لتقييم الإحتياجات الإنسانية.
وقالت البعثة إنها تلقت معلومات يوم الثلاثاء، تفيدُ بحرق 19 قرية بالقرب من روكرو، شمال جبل مرة، وسط دارفور أثناء المعارك، “كما يُعتقد أن معظم سكان هذه القرى فروا الى سرتوني وكبكابية وطويلة، بينما إحتمى آخرون بالمناطق الجبلية المحيطة، كما يعتقد بأن العديد من الأطفال لا يزالون في عِداد المفقودين”.
وأكدت أنها تعمل مع السلطات المحلية ذات الصلة على القيام بمهمات تقييم مشتركة بين الوكالات الى نيرتتي بوسط دارفور والمناطق المحيطة بما فيها طٌور، حيث يُعتقد بإزدياد تدفُقِ النازحين إليها.
وتابعت “تظل يوناميد تراقب بإستمرار نُزوح المدنيين جراء القتال المستمر بين القوات الحكومية والحركات المسلحة في جبل مرة”.