السودان يطرد السفير الإيراني تضامنا مع السعودية ويستدعي دبلوماسييه من طهران
الخرطوم 4 يناير 2016– أعلنت وزارة الخارجية السودانية، الاثنين، قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران،تضامنا مع المملكة العربية السعودية، في مواجهة ما أسمته المخططات الإيرانية.
وقالت الخارجية السودانية في بيان، تلاه المتحدث باسمها علي الصادق، أن الخرطوم قررت قطع العلاقات مع ايران على الفور، وهو مايعني وفقا للأعراف الدبلوماسية، مغادرة سفيرها شبيب جويجري السودان خلال 72 ساعة، كما تقتضي الخطوة استدعاء السفير السوداني وكل البعثة من طهران.
وعلمت “سودان تربيون” أن الخرطوم أمهلت البعثة الإيرانية اسبوعين، قبل الشروع في المغادرة.
ومساء الاثنين، استدعت الخارجية ممثلة في نائب الوكيل،دفع الله الحاج علي، نائبة القائم بأعمال السفارة الايرانية بالخرطوم، ونقل اليها قرار حكومته بقطع العلاقات الدبلوماسية مع بلادها، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة السعودية بطهران.
وأبلغ الحاج علي الدبلوماسية الايرانية ، ان السودان يمهل أعضاء البعثة الايرانية،فترة أقصاها أسبوعين لمغادرة البلاد.
وأبدت الخارجية السودانية، تضامنها مع المملكة السعودية،على خلفية الاعتداء على سفارة الرياض بطهران، وقنصليتها في مينة مشهد.
وكانت الخرطوم، شجبت ليل الأحد، حادثة الاعتداء على السفارة السعودية في طهران من قبل محتجين على إعدام رجل دين شيعي بارز.
ونفذت الرياض حكم الإعدام بحق 47 شخصاً من بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر، المتهم باعتناق الفكر التكفيري وتنفيذ أعمال قتل وتفجير.
وتصاعدت وتيرة الخلاف بين السعودية التي تقطنها أغلبية سنية وإيران التي يدين معظم سكانها بالمذهب الشيعي في أعقاب تنفيذ حكم الإعدام بحق النمر.
وأعربت الخارجية السودانية في بيانها الذي صدر، الأحد، عن أسفها لاقتحام محتجين لمباني سفارة المملكة في طهران، السبت، دون أن تشير لحكم الإعدام المثير للجدل، ووصفت الاقتحام بأنه “ممارسة عدائية متطرفة” مطالبة طهران بتوفير الحماية للبعثات الدبلوماسية، وتقديم المتورطين في حادثة الاقتحام إلى محاكمات.
وأكدت “إدانتها التامة لكافة أشكال العنف والتطرف مهما كانت أسبابه”.
وفي غضون ذلك تلقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اتصالاً هاتفياً ، الاثنين، من وزير الدولة برئاسة الجمهورية السودانية مدير عام مكاتب الرئيس برئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء الفريق طه عثمان الحسين.
وبيّن الفريق طه خلال الاتصال، طبقا لوكالة الأنباء السعودية، أن الجمهورية السودانية قررت طرد السفير الإيراني من السودان وكامل البعثة، واستدعاء السفير السوداني من إيران، مؤكدا إدانة السودان للتدخلات الإيرانية في المنطقة، عبر نهج طائفي، إلى جانب إهمال السلطات الإيرانية منع الاعتداءات على السفارة والقنصلية السعودية في إيران.
وعبر عن وقوف الجمهورية السودانية وتضامنها مع المملكة العربية السعودية في مواجهتها للإرهاب وتنفيذ الإجراءات الرادعة له.
وأدارت الخرطوم مؤخراً ظهرها إلى إيران بعد تحالف استمر لعقود، وعملت على محاربة نشر المذهب الشيعي، حيث اغلقت المراكز الثقافية الإيرانية والحسينيات الموجودة في أراضيها.
ويممت العاصمة السودانية وجهها نواحي السعودية، حيث تلعب الخرطوم دوراً محورياً في التحالف الدولي الذي تقوده الرياض لإعادة الشرعية في اليمن.
وأرسل السودان قوات برية لمساندة القوات الموالية للرئيس عبده ربه منصور هادي ضد الحوثيين الشيعة.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير، امتدح في اخر خطاباته، الخميس، المملكة ودول التحالف بسبب ما اسماه مواقفها المساندة لبلاده.
(الإتحادي الأصل) يؤيد قطع العلاقات مع إيران
وفي السياق وصف المرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية في السودان، والقيادى البارز بالحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة الميرغنى، حاتم السر، ان قرار الحكومة السودانية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران تضامنا مع المملكة العربية السعودية في مواجهة المخططات الايرانية بأنه “قرار سليم وتوجه موفق يجد الدعم والتاييد من الشعب السودانى والترحيب من القوى السياسية السودانية”.
وأوضح في تعميم صحفي،الاثنين، أن الشكوى اتصلت لعقود طويلة من ارتباط السودان مع ايران بالاجندة الايدلوجية الضيقة لجماعة الاسلام السياسي والتى كانت سببا لدفع السودان ثمنا باهظا من العقوبات الدولية والحصار الاقتصادى والوضع في قوائم الارهاب والعزلة الدولية.
وقال السر ان القرار الجرىء الذي اتخذته الحكومة السودانية، من شانه ان يؤيد موقف السودان الى جانب اشقائه وجيرانه في محيطه العربي ويخرج بلادنا من الحلف الايدولوجي مع الذي اضر بها كثيرا.كما انه خطوة مهمة لتصحيح مفاهيم المجتمع الدولي وتصنيفه للسودان في محور دول الشر والارهاب.
واعتبر السر دعم وتعزيز العلاقات مع السعودية والامارات ومصر من المصالح الاستراتيجية للسودان مشيدا بوضعها في مقدمة اولويات السياسة الخارجية السودانية وبالذات في هذه المرحلة الدقيقة التى تمر بها امتنا العربية.