الرئيس السوداني يلتقي مسؤولا أريتريا بالخرطوم ويؤكد متانة العلاقات الثنائية
الخرطوم 1 أكتوبر 2015 – أكد الرئيس السوداني، عمر البشير على متانة العلاقات السودانية الأريترية وإمتدح مستويات التعاون في كافة المجالات، وذلك في اعقاب شيوع انباء عن مرور البلدين بأزمة مكتومة انتجها دور محوري للسودان في ارجاع مئات المعارضين للنظام الأثيوبي من اريتريا.
والتقى البشير في الخروطوم، الخميس، بوزير المالية الاريتري،برهاني هبتي ماريام، الذي أوضح أن اللقاء ناقش تعزيز التعاون بين الخرطوم واسمرا، وزيادة حجم التبادل التجاري، فضلا عن ربط البلدين بالطرق البرية لتطويرالحركة التجارية بين القطرين.
من جانبه، قال وزير المالية إن اللقاء تناول أيضا أهمية توطيد دعائم التعاون بين وزارتي المالية بالبلدين وجهود إنشاء منطقة تجارة حرة لدعم التبادل التجاري وزيادة تبادل السلع بين البلدين.
ويعتبر الإجتماع بين البشير والمسؤول الاريتري الأول من نوعه في اعقاب أنباء تواترت عن فتور العلاقات السودانية الاريترية، خلال الأسابيع الأخيرة ، اثر اشتباك بين قوات اريترية مع حامية للجيش السوداني على الحدود بين البلدين.
وأعلنت قوة المهام المشتركة لجهاز الأمن والمخابرات الإثيوبي في 13 سبتمبر الماضي؛ في بيان لها، وصول أكثر من 800 جندي من قوات “الجبهة الديمقراطية لشعب تغراي” الإثيوبية المعارضة – مقرها إريتريا-، بقيادة الجنرال “مولا اسقدوم”، إلى أثيوبيا، وكشفت عن تصدي قوات سودانية لتحركات أريترية على الحدود، مكنت من تأمين وصول الفصيل المعارض الى عمق الأراضي السودانية.
وأشاد البيان بما وصفه “دور الحكومة السودانية في حل الأزمة”، واصفا ذلك الدور بـ “التاريخي الذي لن ينساه شعب وحكومة أثيوبيا”.
وأوضح البيان أن “القوات السودانية تصدت بقوة لمحاولات السلطات الإريترية في ملاحقة قوات المعارضة الإثيوبية داخل الأراضي السودانية”.
وأضاف أن السلطات السودانية “نقلت قوات المعارضة الإثيوبية بقيادة الجنرال اسقدوم إلى إثيوبيا وقدمت لها كل المساعدات الإنسانية واللوجستية”.
وتابع البيان “تحركت قوات المعارضة من الأراضي الإريترية عبر الشريط الحدودي مع السودان، ووصلت إلى منطقة “قلوج” الإريترية المحادية للحدود مع السودان، ومنها إلى نقطة حدودية بالقرب من مدينة “حمدايت” السودانية، حيث دارت اشتباكات بينها وبين وحدات من الجيش الإريتري، و نجحت في تلك الأثناء وحدات من القوات السودانية في التصدي للقوات الإريترية، وأمّنت سلامة وصول قوات المعارضة الإثيوبية إلى عمق الأراضي السودانية”.
والتزم الجانبين السوداني والاريتري، الصمت حيال تلك المعلومات ولم يصدر منهما اي تعليق على تلك الأنباء.
تفاهمات إقتصادية بين الخرطوم واسمرا
والتأمت في الخرطوم مباحثات مشتركة رأسها كل من وزير المالية السوداني بدرالدين محمود، ونظيره الأريتري برهاني ماريام، تناولت تعزيز وتطويرالتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين.
وقال محمود إن المباحثات تناولت أوجه التعاون الاقتصادي في مجالات المالية العامة والتعاون في مجالات الجمارك والضرائب والمجال المصرفي بين البنوك المركزية والتجارية، والعملة والسياسات النقدية والرقابة والاشراف على التأمين وكيفية تسوية معاملات الدفع بين الطرفين في كل العمليات والتسهيلات بين الطرفين.
كما تناولت المباحثات مجالات التعاون التجاري وتبادل السلع وتنظيم التجارة عبر الحدود بين البلدين.
وأشار وزير المالية الي امكانية انشاء منطقة حرة لتسهيل عمليات الحركة التجارية بين البلدين بجانب تبادل الخبرات وتشجيع وتحفيز حركة رؤوس الاموال بين البلدين، لا سيما الاستثمار في ارتريا.
وأضاف “هذه الموضوعات ستترجم الي مذكرات تفاهم أو اتفاقيات في المستقبل تؤطر للتعاون الاقتصادي بين البلدين ، بجانب أنها تؤسس لتعزيز الربط بين الدولتين في مجال الطرق والكهرباء ومجالات النقل الجوي والنقل عبر السكك الحديدية.”
وقال أن ذات الاجتماعات تعتبر بداية لدفع التعاون الاقتصادي والاستثماري بين السودان وارتريا، معلنا إن الاجتماع القادم سينعقد بأسمرا لبلورة الموضوعات، واجازة مذكرات التفاهم او الاتفاقيات.
ومن جانبه ابان وزيرالمالية الارتري ان الزيارة تأتي في اطار تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين في كافة المجالات الاقتصادية في المالية العامة والسياسات النقدية والعملة والكهرباء والطرق وتبادل الخبرات في المجالات الاقتصادية ومجالات الاستثمار وتطوير التعاون في المجالات الجمركية والضريبية .