رجل دين يعيب على السودان استيراد القمح ويحرم تقسيط الأضحية
الخرطوم 18 سبتمبر 2015 ـ عاب إمام وخطيب مسجد الخرطوم الكبير على الحكومة استيراد القمح رغم أن السودان بلد زراعي، واصفا فض مظاريف عطاءات الاستيراد بـ “يوم الحزن الكبير”، وأنكر الشيخ كمال رزق فتوى لهيئة علماء السودان تبيح شراء الأضحية بالأقساط.
وانتقد رزق لدى مخاطبته المصلين في صلاة الجمعة، بشدة سياسة استيراد القمح، وقال “إن يوم فرز العطاءات لإستيراد القمح يفترض أن يكون يوم حزن كبير ويوم نعي للأمة وعويل وبكاء”.
وأعلنت الحكومة، الخميس، أن عطاءات استيراد القمح والدقيق في السودان رست على شركات “سين وسيقا وسيجاف”.
ووصف خطيب جامع الخرطوم الكبير استيراد القمح بأنه “جريمة” إرتكبتها الدولة في حق مواطنيها، وتسأل: “كيف نستورد القمح بعد كل هذه السنين الطويلة، ويكون له منافسات وعطاءات، والإنقاذ في أيامها الأولى رفعت شعار (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع).. الآن نأكل ونلبس مما ينتخ الآخرون”.
ويتجاوز استهلاك السودان من القمح مليوني طن سنويا، في حين تنتج البلاد ما لا يتجاوز 12 إلى 17% من الاستهلاك السنوي، حيث تعاني الحكومة من توفير اعتمادات العملة الصعبة لاستيراد القمح والتي تصل إلى أكثر من ملياري دولار سنويا.
وطالب رزق الدولة بإيلاء الزراعة أقصى اهتمام وإعادة مشروع الجزيرة مهما كلف الأمر، قائلا “عندما ظهر البترول كان يجب توجيه عائداته للزراعة لأن النفط ينضب والأرض تنمو”، وزاد “منذ خروج البترول أصبح مشروع الجزيرة أرضاً قاحلة جرداء.. لا يعرف قيمة مشروع الجزيرة إلا الإنجليز والفرنسيين ودول الاتحاد الأوروبي”، ونصح بتوجيه كل قطرة بترول وكل جرام ذهب للنهوض بالزراعة.
ويواجه مشروع الجزيرة في أواسط السودان، صعوبات تجعل استمراره على المحك نتيجة سنوات من الإهمال الحكومي وسوء الإدارة، خاصة بعد إجازة قانون مشروع الجزيرة 2005، المثير للجدل.
إلى ذلك قال رزق إن تقسيط الأضحية لا يجوز شرعا، لأنها ليست فرضا حتى تفرض على كل المسلمين.
وكانت هيئة علماء السودان قد أفتت هذا الأسبوع، بإمكانية الأضحية لمن يستدين ويوفي بدينه سواء كان موظفاً أو عاملاً، في محاولة للتغلب على ارتفاع أسعار الخراف.
وقال الخطيب إن الأضحية نسك وليست عادة، والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ضحى عن الفقراء، وإنتقد المؤسسات والشركات التي تقدم أضحية لمنسوبيها بالأقساط، وقال: “هناك صحف ومؤسسات تأتي بالخِراف وتقدمها لمنسوبيها بالأقساط.. هذا لا يجوز”.
وأشار إلى أن هنالك رجال يرضخون لزوجاتهم وهن يطالبن بالأضحية كمظهر اجتماعي ليس إلا، مطالبا بتقليل إدخار اللحوم لأن هناك لاجئون مسلمون بالبلاد من سوريا وجنوب السودان وأثيوبيا، أحق بأن يقدم لهم المدخر من اللحوم”.