Tuesday , 23 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

البشير يحذر (الوطني) من مصير (الاتحاد الاشتراكي) ويتعهد بإنهاء التمرد في 2016

الخرطوم 21 أغسطس 2015 ـ وجه الرئيس السوداني عمر البشير إنتقادات غير مسبوقة لمؤسسات حزبه، ووسمها بالضعف، وبأنها مغيبة عن القضايا الرئيسية في الساحة، وأبدى خشيته من زوال حزب المؤتمر الوطني حال ذهاب الحكومة الحالية، كما ذهب الاتحاد الاشتراكي على عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري، وتعهد بأن العام المقبل سيشهد نهاية التمرد في البلاد.

البشير يخاطب إجتماع شورى الحزب الحاكم الجمعة 21 أغسطس 2015
البشير يخاطب إجتماع شورى الحزب الحاكم الجمعة 21 أغسطس 2015
وتحدث البشير الذي خاطب الجلسة الختامية لإجتماع مجلس شورى المؤتمر الوطني، ليل الجمعة، بلهجة إتسمت بالصراحة والوضوح غير المعهود علنا، حيال الأوضاع التنظيمية، وأشار الى أن المؤتمر الوطني بحاجة الى الإهتمام أكثر بقواعده في الولايات، خاصة بعد النتائج التي ظهرت في الانتخابات الأخيرة، معترفا بضعف المنظومة الحزبية خارج العاصمة الخرطوم.

وقال “أخشى أن يصبح مصير المؤتمر الوطني كالاتحاد الاشتراكي ويزول بزوال الحكومة”.

يشار الى أن الإتحاد الإشتراكي هو الحزب الذي حكم السودان في عهد الرئيس السابق جعفر نميري قبل أن تطيح به ثورة شعبية في أبريل 1986.

وأعلن الرئيس السوداني الإتجاه لإرسال فرق تفتيش سرية، للولايات لتتمكن من معالجة القصور فى العمل القاعدي الذي كشفت عنه الانتخابات الأخيرة، وأضاف “الحزب ضعيف جدا في القواعد”.

وقال إن الحزب الحاكم يدير البلاد في ظروف بالغة التعقيد وفي ظروف لا يمكن أن تديرها الحكومة منفردة، الأمر الذي قال إنه يتطلب قاعدة جماهيرية معبأة تطبق المعالجات المطلوبة.

وذكر البشير أن فترة البناء السابقة ومرحلة الانتخابات، كشفت عن ضعف شديد في البناء القاعدي للحزب، مشيراً إلى أن ملاحظات الكثيرين من الولاة والمعتمدين الذين تم تعيينهم مؤخراً تؤكد صحة ما ذهب إليه.

وشهدت الإنتخابات التي أجريت على مستوى الرئاسة والبرلمان في أبريل الماضي، إحجاما لافتا من المواطنين على التصويت، برغم تفاخر الحزب الحاكم بإمتلاكه أغلبية شعبية كاسحة.

وكشف البشير عن ترتيبات لإرسال فرق تقصي ولجان تفتيش، ربما تكون سرية الى الولايات “لتأتينا بالمعلومة كاملة، هل الناس شغالين وهل نشطوا قواعدهم وأكملوا ترتيبها” وشدد على أهمية أن يجرى تفعيل الأنشطة على مستوى القرى والأحياء.

وقال مخاطبا أعضاء الشورى “اذا كنا نعتمد علي السلطة فالسلطة حدها محدود جدا، والناس قد تصبر بكرة وبعد بكرة لكن بعده سينفجروا”.

وأظهر البشير قلقا وحالة من عدم الرضا حيال الوضع القاعدي لحزبه، وقال “اذا الحزب لم يكن له وجود على مستوى القاعدة نخشى في النهاية ننتهي بحزب حكومة، وليس حزب حاكم شبيه بالاتحاد الاشتراكي، عندما تذهب الحكومة يذهب الحزب”.

واسترسل “نريد حزب مؤسسي راكز جذوره في الأرض ثابتة ما زي المرسومة في شعارنا، يفترض أن نراجع شعار الشجرة”.

وحمّل قيادات المؤتمر الوطني بولايات دارفور مسؤولية الحروب القبلية، وقال إن الحزب كان غائباً في هذه الأحداث، وعزا ذلك لعدم وجود المؤتمر الوطني وسط القواعد.

وأعلن الرئيس أن السلطات الأمنية تعتزم تنفيذ عمليات لحصر وجمع السلاح في دارفور، بعد موسم الخريف مشيراً الى ان السلاح والسيارات ذات الدفع الرباعي ستكون حصرية على القوات النظامية.

نهاية التمرد

وقطع البشير بأن العام 2016 سيشهد نهاية التمرد والمشاكل الأمنية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وإقليم دارفور.

وأضاف “لن تكون هناك نيفاشا ولا اتفاقية جديدة، ومن يأتي سلما أهلا وسهلا، ومن لا يأتي سنصله في مكانه”.

وجدد الرئيس التأكيد على أن مبادرة الحوار الوطني التي طرحها على قوى المعارضة لم تنبع من حالة ضعف وان القصد من الحوار هو جمع اكبر عدد من ابناء السودان لحل قضايا الوطن.

وأشار الى أن “الحوار الذي يجري ليس تفاوضا ولا مهاترات ولا مطالبات ولا محاصصات لتقسيم ثروة أو سلطة”.

وقطع بأن اتفاقية الدوحة لسلام دارفور تمثل آخر وثيقة للتفاوض في قضية دارفور ولن يكون هناك أي تفاوض جديد حول قسمة السلطة والثروة.

وأكد البشير ان الاوضاع الامنية في دارفور تمضي الى تحسن، وأن التمرد في دارفور إنتهى باستثناء بقايا للحركات تتواجد داخل أراضي جنوب السودان.

وقال “نحن في انتظارهم إذا جاءوا مرة أخرى، سندبر لهم قوز دنقو جديدة”.

Leave a Reply

Your email address will not be published.