مدبر عملية تهريب قتلة غرانفيل يدخل في إضراب عن الطعام بسجن كوبر
الخرطوم 14 أغسطس 2015 ـ دخل قصي الجيلي، العقل المدبر لعملية تهريب قتلة الدبلوماسي الأميركي جون غرانفيل، من سجن كوبر الاتحادي بالخرطوم، في إضراب عن الطعام احتجاجا على ما اعتبره سوءا في المعاملة يهدد وضعه الصحي والنفسي.
وخطط قصي الجيلي ونفذ بمعاونة مبارك مصطفى عملية تهريب نادرة تمكن المدانون الأربعة بقتل غرانفيل وسائقه السوداني، على إثرها من الفرار من سجن “كوبر” العتيق في عملية نادرة، أفضت لاحقا الى توقيف مدير السجن و11 من معاونيه.
وطبقا لنداء أطلقه قصي الجيلي من داخل محبسه عبر مصدر تحدث الى”سودان تربيون”، فإنه دخل منذ يوم الأحد الماضي في إضراب عن الطعام بعد أن تقدم بمطالب لتحسين الرعاية الصحية وفك القيود الحديدية عنه.
وقال الجيلي الذي حكم عليه بالسجن خمس سنوات لتورطه في تهريب قتلة الدبلوماسي الأميركي إنه يعاني من تمييز سلبي مقارنة بعبد الرؤوف أبو زيد المحكوم بالإعدام، حيث لا تسمح إدارة السجن لأهله وأبنائه بالزيارة أسوة ببقية المعتقلين الآخرين بسجن كوبر.
ومضى قصي الجيلي في مقارنة قائلا إن عبد الرؤوف سمحت له السلطات بالمشاركة في تشييع والده أبو زيد محمد حمزة رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية ـ جناح الإصلاح، في مايو الماضي، بينما لم تسمح له بحضور مراسم العزاء في شقيقه.
وأضاف أن سلطات السجن تسمح لذوي عبد الرؤوف بالزيارات الأسبوعية، بينما تتم عرقلة زياراته، إلى جانب تعمد تشويه سمعته عبر اطلاق اتهامات بتأييده للقاعدة.
وقال الجيلي إنه أنهى نصف المدة بشهادة حسن سير وسلوك، كما حفظ القرآن الكريم، وهو ما يكفل له الإفراج وفقا للوائح السجون، إلى جانب أنه لم يستفد من العفو الرئاسي، الذي اطلق بموجبه سراح شريكه في عمليه تهريب قتلة غرانفيل.
وأدانت الولايات المتحدة في فبراير 2013 قرارا رئاسيا بالعفو عن مبارك مصطفى المدان بتسهيل هروب أربعة سجناء كانوا ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام لإدانتهم بإغتيال الدبلوماسي الأميركي.
وكان جون غرانفيل موظف المعونة الأميركيةقتل مع سائقه السوداني عبد الرحمن عباس بالرصاص في ليلة رأس السنة مطلع العام 2008 بالخرطوم.
وأفاد قصي الجيلي، الذي يعد أحد أعمدة التيار السلفي الجهادي في السودان، أن حالته الصحية تدهورت بعد أن دخل الإضراب عن الطعام يومه السادس، لم يتناول خلالها أي طعام بعد تحويله لزنازين “5 دقايق”، سيئة السمعة.
وحملت أسرة قصي السلطات مسؤولية تدهور حالته الصحية، وحذرت من حدوث مضاعفات جراء الإضراب عن الطعام والمعاملة السيئة.
وحكم القضاء السوداني في العام 2009 على كل من عبد الرؤوف أبو زيد ومهند عثمان يوسف ومحمد مكاوي إبراهيم وعبد الباسط حاج الحسن بالإعدام لتورطهم في عملية إغتيال غرانفيل.
لكن المدانين الأربعة تسللوا في يونيو 2010 من السجن العتيد عبر مجارٍ قديمة للصرف الصحي ومنها للطريق العام حيث كانت هناك سيارة ذات دفع رباعي في انتظارهم بالخرطوم بحري، حملتهم الى خارج مضارب العاصمة.
وعند مشارف أمدرمان دخلوا في اشتباك عنيف مع شرطة أمن المعابر، خلف قتيلا وجريحا في صفوف الشرطة، لتكثف أجهزة الأمن والشرطة تعقبها للفارين، وتظفر بالمدان الرابع عبد الرؤوف أبوزيد محمد حمزة في حين واصل رفاقه الثلاثة رحلة الفرار، في الصومال غير مكترثين بأوامر القبض الدولية التي عممها الانتربول.
وفي مايو 2011 حملت الأنباء مقتل المدان الثالث، مهند عثمان يوسف في العاصمة الصومالية مقديشو.