إنطلاق مفاوضات السلام بين الفرقاء في جنوب السودان وسط تباين حاد
أديس أبابا 6 أغسطس 2015 – بدأت بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، الخميس، مفاوضات جنوب السودان بين الحكومة والمعارضة، برعاية الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) والشركاء، وسط خلافات بين طرفي الصراع، حول بنود مسودة السلام المقدمة.
وفي الجلسة الافتتاحية لانطلاقة المفاوضات بمقر اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة شن رئيس وفد المعارضة في المفاوضات “تعبان دينق” هجوما على حكومة جنوب السودان، وقال إن المعارضة تتفاوض مع حكومة فقدت شرعيتها منذ 13 يوليو الماضي.
واتهم “تعبان” حكومة جنوب السودان بالمسؤولية عن معاناة الشعب وتشريد المواطنين الجنوبيين، مضيفا أن منع الحكومة من مشاركة وفد الأحزاب السياسية في المفاوضات، يمثل دليلا واضحا على عدم رغبة حكومة جنوب السودان في عملية السلام.
من جهته أعلن رئيس وفد الحكومة في المفاوضات “نيال دينق نيال”، رفض حكومة جنوب السودان لبعض البنود التي وردت في وثيقة السلام المقترحة من قبل وساطة (إيقاد).
وأوضح “نيال” أن البنود الواردة في الوثيقة المقترحة والمتمثلة في النسبة التي خصصتها، للمناطق التي تأثرت بالحرب الأخيرة في جنوب السودان، تمنح المعارضة 53% من نسبة المشاركة في السلطة، و33% للحكومة، إلى جانب إعطاء الولايات الثلاث (الوحدة، وجونقلي، وأعالي النيل) للمعارضة، أمور مرفوضة من قبل حكومته.
وأضاف أن حكومة بلاده ترفض أن تكون العاصمة جوبا، خالية من قوات الطرفين (الحكومة والمعارضة)، وأن تتولى حمايتها قوات أجنبية، معتبرا ذلك انتقاصا من سيادة حكومة جنوب السودان، التي يقع على عاتقها حماية كامل أراضي البلاد.
وقال إن تشكيل الحكومة الانتقالية في غضون ستة أشهر أمر مستحيل، رافضا التلويح بتحديد فترة زمنية، بدلا عن التركيز على التوصل إلى السلام، مضيفا أنه يجب أن يتم تجاوز هذه الامور، داعيا وساطة (إيقاد).، لأن تقوم بمراجعة جادة للمقترح الذي قدمته للتسوية والسلام جنوب السودان.
من جهته قال رئيس وساطة الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) سيوم مسفن، إن أزمة جنوب السودان داخلية وليست خارجية، وعلى الأطراف في جنوب السودان حل الخلافات بينهما.
يذكر أن (إيقاد) سلمت طرفي الصراع مسودة تسوية نزاع جنوب السودان في 25 يوليو المنصرم، وقالت إن الرئيس سلفاكير ميارديت، ونائبه السابق رياك مشار، زعيم المعارضة، سيلحقان بوفدي التفاوض، لتوقيع الاتفاق النهائي في 17 أغسطس الجاري.
ومنذ منتصف ديسمبر 2013، تشهد دولة جنوب السودان، (التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء عام 2011)، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لريك مشار، بعد اتهام الرئيس للأخير بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه مشار.