سودانيون يحتجون على القطوعات باللجوء إلى مقار الكهرباء المكيفة
الخرطوم 12 يوليو 2015 ـ ابتدع السودانيون طريقة ناعمة للاحتجاج على قطوعات الكهرباء باللجوء إلى المقار المكيفة لإدارة الكهرباء في الأحياء والتي تتمتع بخطوط ساخنة، وذلك هربا من ارتفاع درجات الحرارة خلال شهر رمضان في ظل تذبذب التيار.
وأفاقت أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم، صباح الأحد، على انقطاع التيار، حيث تجري وزارة الموارد المائية والري والكهرباء برمجة قاسية للتغلب على نقص التوليد الكهربائي.
وشهدت أحياء متفرقة شملت “أبوسعد” و”أم بدة” في أمدرمان، و”الصحافة” و”الكلاكلة” في الخرطوم خلال، ليلتي الخميس والجمعة الماضيتين، احتجاجات على انقطاع التيار الكهربائي أثناء ساعات نهار غائظ يؤدي فيه السودانيون فريضة الصيام، واضطرت الشرطة للتدخل مستخدمة الغاز المسيل للدموع.
لكن أهالي حي “ود نوباوي” في مدينة أمدرمان ابتدعوا طريقة جديدة للاحتجاج تجنبهم عملية الكر والفر مع الشرطة خلال شهر رمضان، حيث لاذ العديد من سكان الحي العريق، بعد انقطاع التيار خلال نهار السبت، بمكتب إدارة الكهرباء واحتلوا مقاعده.
وتداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع صورا لرب أسرة اصطحب أطفاله وفراشه إلى مكتب الكهرباء في “ود نوباوي”، حيث افترش الأرض هو وابنائه وشرع في تلاوة القرآن الكريم.
كما لجأ العديد من المواطنين في أحياء الخرطوم إلى مكاتب إدارة الكهرباء هربا من النهار الغائظ والتمتع بمكيفات الهواء.
وبث شابان فيديو خلال قيادتهما السيارة صوب مكتب الكهرباء في حي الطائف في الخرطوم، وقال أحدهما إن رفيقه ويدعى “عبد الله” قرر حمل فراشه والتوجه إلى مكتب الكهرباء في الحي حتى يتمكن من اخذ راحته، لأن التيار انقطع في يوم راحته الأسبوعية.
وأظهر الفيديو وصول “عبد الله” إلى مكتب الطائف حيث اتخذ مكانا قريبا من مكيف الهواء واستغرق في النوم كأن شيئا لم يكن.
وأفادت تقارير صحفية بالخرطوم، الأحد، أن الرئيس عمر البشير اجتمع بمطار الخرطوم قبيل توجه إلى السعودية، السبت، مع وزيري النفط والكهرباء، حيث تعاني الخرطوم أيضا من بوادر شح في الوقود عزته السلطات إلى التلاعب وسوء التوزيع.
وقال وزير الموارد المائية والري والكهرباء، معتز موسى أمام البرلمان، الأربعاء الماضي، إنه يمكن تجنب برمجة القطوعات عبر ما أسماه “الترشيد الطوعي” للاستهلاك عند الذروة، وأكد أن تعرفة الكهرباء السارية تمثل حوالي ثلث التكلفة التشغيلية فقط ما يتطلب النظر في زيادة تعرفة الكهرباء، وهو الأمر الذي رفضه النواب بشدة.
توجيهات بإحتواء نقص إمداد المياه بالخرطوم
إلى ذلك وجه مجلس إدارة هيئة مياه ولاية الخرطوم في اجتماعة الدوري برئاسة احمد قاسم محمود وزير البنى التحتية والمواصلات بمضاعفة الجهد لاحتواء نقص امداد المياه في عدد من المناطق بالولاية.
واتسعت دائرة الاحتجاجات الشعبية المنددة بأزمة مياه الشرب في احياء بالخرطوم، السبت، وخرج العشرات من سكان ضاحيتي السلمة والأزهري جنوبي العاصمة في مظاهرات غاضبة على استمرار انعدام المياه.
وقال المدير العام لهيئة المياه خالد علي خالد عقب تنويره للمجلس، إن الخطة العاجلة التي اقرتها الهيئة مستمرة في حفر عدد من الآبار في محليات جبل أولياء وشرق النيل وأمدرمان والخرطوم بحري بجانب ادخال مضخات جديدة لعدد من المحطات النيلية.
وأبان أن خطة الصيف المقبل يتم الاعداد لها حاليا بتنفيذ محطة “عد بابكر” وربط المحطات النيلية بمولدات كبيرة واعادة تأهيل محطتي “بيت المال” و”بري”.
وكشف للمركز السوداني للخدمات الصحفية، عن اتفاق مع شركة “جياد” الصناعية لإنشاء محطات مدمجة بالولاية تبدأ بمنطقة الشجرة.
في ذات السياق أكد مدير هيئة المياه أن الخطوات جارية لإحتواء نقص الإمداد في منطقتي السلمة والأزهري جنوبي الخرطوم.
وتعهدت حكومة ولاية الخرطوم، الاثنين الماضي، بمعالجة أزمة مياه الشرب المستفحلة بـ 20 حياً في الولاية، عبر خطة اسعافية بقيمة 10 مليون جنيه.