Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

(الشعبية) تبدي استعدادها لاستقبال لجنة تقصي أفريقية حول مقتل مدنيين في تلودي

الخرطوم 7 يوليو 2015 ـ أبدت الحركة الشعبية ـ شمال، استعدادها لاستقبال لجنة تقصي من الاتحاد الأفريقي للتحقيق في مقتل مدنيين ببلدة قرب تلودي في جنوب كردفان، وقالت إنها تحشد الرأي العام الداخلي والإقليمي والدولي لعملية سلام جديدة تتجاوز المفاوضات السابقة مع الحكومة السودانية.
images-11.jpgوفشلت نحو 9 جولات من التفاوض في أديس أبابا بين حكومة الخرطوم ومتمردي الحركة الشعبية، كما أخفقت اتفاقية الدوحة في جلب كافة الحركات المسلحة في دارفور لعملية السلام.

وتقاتل الحكومة السودانية، متمردي الحركة الشعبية ـ شمال، في منطقتي جنوب كردفان “جبال النوبة”، والنيل الأزرق منذ يونيو 2011، ومجموعة حركات مسلحة في إقليم دارفور منذ 11 عاما.

وقال الأمين العام للحركة الشعبية ـ شمال، ياسر عرمان، إن الحركة لن تعود من حيث ما توقفت في المفاوضات السابقة، ولن نشارك في عملية سلام لشراء الوقت والتغطية على جرائم النظام.

وأكد عرمان في تصريحات صحفية، الثلاثاء، أن “الحركة تعمل على حشد الرأي العام الداخلي والإقليمي والدولي، لعملية جديدة توقف شراء الوقت وتخاطب أهمية قضيتين، هما: وقف الحرب ومعالجة الأزمة الانسانية والقضية الثانية توفير الحريات”.

وتابع “كل ذلك يجب ان يأتي في اطار تفويض واضح للاتحاد الافريقي ومربوط بمدى زمني محدد”، وزاد “لا يوجد ما يدعونا أو يجبرنا على القبول بطرق الأمس التي جربناها وفشلت، ولن نتخلى عن الحل الشامل ولن نقبل بحل جزئي.. التزامنا بالسلام استراتيجي، وهو سلام يفضي الى التغيير”.

الحوار الوطني

ونفى الأمين العام للحركة الشعبية وضعهم شروط للتسوية السياسية، واعتبرها متطلبات للعملية السياسية واجراءات لتهيئة المناخ، مثل وقف الحرب والحريات، قائلا “بدون الحريات لا حوار.. الحوار الذي نعنيه ليس هو حوار مصطفى عثمان اسماعيل، بل هو حوار متكافئ يفضي الى التغيير، وإعادة بناء الدولة السودانية ويحقق الاجماع والوفاق الوطني”.

وأشار إلى أن الحوار بشروط المؤتمر الوطني، قاد إلى سجل طويل من محاولات الاذلال والاهانة الموجهة للقوى السياسية المعارضة، مستدلا باعتقال زعيم حزب الامة القومي الصادق المهدي وجلد قادة سياسيين، من ضمنهم المسؤول السياسي لحزب المؤتمر السوداني مستور أحمد، وتسأل: “هل هذا هو مناخ الحوار الذي يتحدثون عنه ؟.. إن حوار مصطفى عثمان لن يقبل به إلا صديقي عبود جابر”.

ودشن الرئيس عمر البشير دعوة للحوار الوطني في يناير 2014، لكن دعوته واجهت تعثرا بعد نفض حزب الأمة القومي يده عنها ورفض الحركات المسلحة وقوى اليسار التجاوب معها من الأساس، إلى جانب انسحاب حركة “الإصلاح الآن” ومنبر السلام العادل لاحقا.

وأكد عرمان أن الرئيس عمر البشير لم يتخذ أي قرار استراتيجي بوقف الحرب والشروع في عملية سياسية جادة بمخاطبة جذور الأزمة السياسية، واتهمه بالبحث عن عملية سياسية تحت سيطرته وحزبه.

وأوضح أن الموضوع ليس أن يتم الحوار داخل أو خارج السودان، لأن النظام وقع على اتفاقيات عديدة خارج السودان في أبوجا، أسمرا، القاهرة، نيفاشا، جيبوتي، انجمينا، فرانكفورت والدوحة، وقال “المعضلة ليست في مكان الحوار، وانما القبول بحوار متكافئ”.

أحداث تلودي

وحول إدانة السفارة الامريكية لمقتل منقبين عن الذهب في تلودي قبيل زيارة مرتقبة للمبعوث الامريكي دونالد بوث الى الخرطوم، أبان الأمين العام للحركة الشعبية أن المعلومات الواردة حول مناجم تلودي من مصادر غير مطلعة وليس لديها معلومات مباشرة عن الأوضاع.

وقال “هذه منطقة حرب من الدرجة الأولى، وليس لتنقيب الذهب، والموجودون هناك ليسوا مدنيون، بل مليشيات تابعة للقوات الحكومية.. لم تأتيني معلومات تفصيلية وستنشر الحركة الشعبية ما يدور في تلك المنطقة”.

وذكر عرمان أن الحركة ليس لديها ما تخفيه وتطلب من الآلية الافريقية برئاسة ثابو أمبيكي تشكيل لجنة للتحقيق في كافة انتهاكات حقوق الانسان والوضع الانساني في المنطقتين بما في ذلك الحديث عن تلودي.

وأبدى استعداد الحركة لاستقبال لجنة التحقيق وتمكينها من أداء مهامها، مطالبا الحكومة في المقابل بالموافقة على التحقق من كل أوضاع حقوق الإنسان والوضع الإنساني، وكشف الانتهاكات التي تمت على المدنيين، براً وجواً.

وكانت السفارة الأمريكية بالخرطوم قد أبدت بالغ قلقها، الأحد الماضي، من تقارير أفادت بمقتل عشرات المدنيين في هجوم نفذته الحركة الشعبية ـ شمال، في 25 يونيو الماضي، على بلدة قرب تلودي بولاية جنوب كردفان.

البشير والإسلاميين

وقلل عرمان من وجود انفتاح في علاقات الخرطوم الخارجية، لأنها لم تحقق أي نجاح حقيقي في المسائل الجوهرية، وهي الإرهاب، المحكمة الجنائية الدولية، العقوبات ووقف الحرب.

ونوه إلى أن بوابة التطبيع مع المجتمع الدولي تمر عبر الشعب السوداني اولاً “ولا يكفي أن يوزع وزير الخارجية إبراهيم غندور الابتسامات أو الأكاذيب الناعمة التي لا تمشي بلا سيقان، فالنظام الدولي لا تنفع معه الجودية والابتسامات”.

وشدد أن مشاركة الحكومة في حرب اليمن لن تدر عليها الأموال إلا إذا تخلص البشير من الإسلاميين، وأردف “هذه القضية طرحت على البشير وعليه وحده أن يجيب عليها.. من الواضح أن البشير يتعامل مع متناقضات تحتاج الى (حاوي) ومجموعة من السحرة، فهو لا يستطيع أن يرضي الترابي ودول الجوار الكبرى في آنٍ واحد.. دول الجوار الكبرى تبحث عن الخلاص من الحركة الاسلامية، والترابي يبحث عن بناء حركة اسلامية جديدة تحكم السودان حتى نهاية القرن الحالي، وعلى البشير أن يختار”.

واتهم الأمين العام للحركة الشعبية زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي بالبحث عن بناء حركة اسلامية جديدة تحكم السودان حتى نهاية القرن الحالي.

وقال إن دول الجوار الكبرى طرحت على البشير التخلص من الإسلاميين مضيفا أن الترابي يعلم أن هذا النظام غير قابل للاصلاح، وتابع “بناء حركة إسلامية تستند على الجيش والسلطة مشروع فاشل وشبع موتاً ولا حاجة لتجريب المجرب”.

لكن عرمان عاد وقال “نحن لا نمانع من الدخول في حوار جاد مع المؤتمر الشعبي وكافة الإسلاميين للاتفاق على أجندة التغيير وإزالة الشمولية لمن رغب في ذلك”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *