الترابي ينتقد الحكومة الجديدة ويؤكد تراجع البشير عن عدم الترشح للرئاسة
الخرطوم 6 يوليو 2015 – وجه الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان، حسن الترابي، انتقادات صريحة لتكوين الحكومة في شكلها الأخير، وقال في أول تعليق على التطورات السياسية بالبلاد عقب فترة صمت طويلة، إن التشكيل الحكومي نهض على أسس قبلية، وجدد الترابى مخاوفه من تفجر نزاع دامي في السودان بسبب انتشار السلاح لكنه أستبعد دخول البلاد في انقلاب عسكري أو اغتيالات لقادة سياسيين.
وقال الترابي الذي كان يخاطب، ليل الأحد، حشدا من السياسيين بمنزل القيادي في الاتحادي الديمقراطي الأصل بخاري الجعلي، إن تكوين الحكومة الحالية بني على اسس قبلية، كاشفا عن أن تتبعه للوجوه التي تم إختيارها في مناصب وزراء الدولة، أكد تسيد القبلية في الاختيار للمناصب، وأضاف” منحوا هؤلاء وزير.. لازم يمنحوا اولئك وزيرا للدولة”.
وأبدى الترابي استغرابه لعدول الرئيس عمر البشير عن فكرة عدم الترشح للرئاسة مجددا، وكشف عن ان البشير أبلغ اجتماعين منفصلين لآلية “7+7” بأنه لن يترشح للرئاسة، واستدرك “لا أدري لماذا استبدل رأيه؟”.
وقطع الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي بأن الحكومة تخضع حاليا لضغط الرأى العام فيما يخص انتشار الفساد، وأوضح أن السودانيين باتوا يملكون قدرات جيدة في انظمة الاتصال والتعرف على كل ممتلكات الوزراء الجديدة.
وقال “أي وزير يبنى عمارة بعد خمس يوم كل السودان يسمع.. وحتى اذا تزوج إمرأة ثانية وامتلك عمارتين، وعربات جديدة.. يكون تحت رقابة شديدة جداً”.
وقال الترابى ان الخيارات السياسية لخروج البلاد من مأزقها محدودة جدا اما الحوار او الحرب.
ويعتبر المؤتمر الشعبي الحزب المعارض الوحيد الذي تمسك بالحوار الوطني رغم العثرات الكثيرة التي اعترضته منذ اطلاقه في يناير من العام 2014 على يد الرئيس عمر البشير.
واستبعد الترابي مواجهة البلاد مشكلات أمنية بحدوث اغتيالات سياسية او انقلاب عسكري وقال ان طبيعة الشعب السوداني بعيدة عن العنف، وتابع “أخذ العساكر درسا والآن الانقلابات العسكرية اصبحت غير مقبولة من المجتمع الدولي وفي العالم”.
غير أنه جدد مخاوفه السابقة من مواجهة البلاد حربا شاملة حال حدوث اي ثورة تغيير بالقوة، وعزا قلقه لإنتشار السلاح في مناطق واسعة.
وقال “أخاف على البلد جدا، الثورة حال قيامها لن تكون كثورتي اكتوبر وابريل.. السودان الآن كله تسلح، ولو قام فيه احتراب ستشعله نيرانا.. وسيكون اسوأ من الصومال والعراق لأننا قبائل وأشكال وأنواع”.
وفي سياق آخر أعلن الترابي عن تحركات لتكوين جسم جديد، يرتكز على الدين ويتجاوز تصنيف الحكومة والمعارضة، كاشفا عن فتور الحماس تجاه مسمى حزبه الحالي “المؤتمر الشعبي”.
وتابع “نحن الآن غير متحمسين لمسمى المؤتمر الشعبى، رغم فروعنا المنتشرة فى كل السودان”.
وأشار الى انه تحدث مع جهات عديدة للاتفاق على منظومة قائمة على الدين ووفقا لأصوله، لكنه نبه الى ان الجسم المقترح لن يكون تنظيما سياسيا ولا حزبا.
وتابع “نحن نريد حركة شاملة تكون فكر، ومجتمع، والحضارات تصنعها شعوب وليس حكومات”.
وبشرت قيادات في حزب المؤتمر الشعبي خلال جولات بولايات عديدة بمنظومة الحزب الجديدة التي شاعت في الإعلام تحت مسمى “النظام الخالف”.
ويركز الطرح الجديد على ضرورة تجاوز فشل الاحزاب الاسلامية في الحكم والاستفادة منها وينادي بضرورة قيام شكل جديد تنظيمي جامع لكل التيارات الاسلامية بمختلف مشاربها بما في ذلك الحزب الحاكم بهدف بناء مجتمع اسلامي في السودان رغم المرارات السابقة وأن تراعي اهدافه الحريات والتنوع في السودان.