السودان يستعيد 3 من الطلاب قبل الإلتحاق بداعش ويخضعهم للتحقيق
الخرطوم 2 يوليو 2015 ـ استعادت سلطات الأمن السودانية، في الساعات الأولى من فجر الأربعاء 3 من طلاب جامعة العلوم الطبية، قبل مغادرتهم تركيا إلى سوريا للإلتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وأخضعوا على الفور لتحقيقات مطولة بمباني جهاز الأمن والمخابرات، بينما يجري تحقيق آخر مع ضابط جوازات سمح لأبنة مسؤول الخارجية بالتوجه إلى تركيا بدون تقييد بياناتها.
وشغلت قضية طلاب جامعة العلوم الطبية المملوكة لوزير حكومي، الرأي العام السوداني خلال الأيام المنصرمة، بعد الكشف عن توجه مجموعة جديدة من طلاب كلية الطب – غالبهم من حملة الجوازات الأجنبية – الجمعة الماضية، الى تركيا للحاق بتنظيم الدولة المتطرف.
ونقلت صحيفة “السوداني” الصادرة في الخرطوم، الخميس، عن مصادر مطلعة أن السلطات أعادت ثلاثة طلاب فجر الأربعاء، بينهم طالبة، وأخضعوا لتحقيقات فورية بمبانى جهاز الامن، قبل أن يتم الإفراج عن الفتاة ظهرا بينما ما زالت التحريات مستمرة مع الطالبين.
في غضون ذلك قال وزير الخارجية إبراهيم غندور في تصريحات صحفية بالبرلمان، الأربعاء، إن وزارته تتابع قضية طلاب جامعة العلوم الطبية المغادرين الى تركيا للانضمام الي تنظيم “داعش” عبر سفارتيها في أنقرة ودمشق.
وأشار غندور إلى أن الوزارة تجري اتصالات مع بعض الجهات حتى يعود الطلاب الى أسرهم سالمين.
وأضاف في تصريحه الذي يعد أول تعليق لمسؤول حكومي سوداني حول الحادثة “برغم حمل الطلاب لجوازات أجنبية إلا انهم مواطنين سودانيين”.
وأكد أن الوزارة تبحث حاليا في كيفية مغادرة حاملة جواز دبلوماسي سودانية البلاد من دون إذن من الخارجية موضحا أنه علم من وسائل الإعلام بهويتها ولم يخبره أحد.
ومن بين الطلاب الذي غادروا للحاق بالتنظيم المتطرف، ابنة المتحدث بإسم وزارة الخارجية السودانية صافنات علي الصادق، والتي قيل إنها غادرت بدون المرور بالإجراءات الروتينية المتبعة لدى مغادرة أي سوداني عبر مطار الخرطوم.
وطبقا لمصادر الصحيفة فإن الطلاب الثلاثة الذين استعيدوا، كانوا غادروا البلاد الجمعة الماضية، وان السلطات السودانية خاطبت نظيرتها التركية فور الكشف عن الأمر، حيث اتخذت أنقرة الإجراءات القانونية اللازمة.
وفور وصول الطائرة قامت السلطات التركية بتفتيشها وعثرت على الطلاب السودانيين واحتجزتهم في المطار واحالتهم للتحقيق وأبلغت السلطات السودانية بوصولهم وبعدها احتجزتهم الى ان سلمتهم للسلطات السودانية التي نقلتهم الى مطار الخرطوم.
وقالت ذات المصادر إن كاميرات المراقبة بمطار الخرطوم رصدت شخصا ما برفقة ابنة المسؤول بالخارجية أوصلها الى سلم الطائرة.
وأشارت الى أن ذات الشخص ادعى بانه يتبع لمراسم وزارة الخارجية وطلب من الضابط الذي كان متواجداً مباشرة الإجراءات بالسماح للطالبة بالمغادرة وبالفعل وبعد أن سمح لها الضابط بالمغادرة رافقها ذلك الشخص إلى أن أوصلها الطائرة وبعدها غادر المطار.
يذكر أن لجان التحقيق رصدت الشخص ويجري البحث عنها لمعرفة هويته.
وكانت لجنة تحقيق شكَّلها مدير الإدارة العامة للجوازات، اللواء أحمد عطا المنان، بدأت الثلاثاء التحقيق مع منسوبي الجوازات بمطار الخرطوم، حول مغادرة ابنة المتحدث باسم وزارة الخارجية، الى تركيا من دون تقييد بياناتها.
وطبقا لمصادر صحفية فإن الشرطة تحصلت أثناء تحرياتها على أوراق استغلتها ابنة المسؤول في مغادرة البلاد، كانت عبارة عن إذن سفر مكتوب عليه (يسمح لها بالسفر)، وممهور بتوقيع ضابط برتبة العقيد.
وكشفت المصادر عن توقيف ضابط الشرطة التي سمح للطالبة بالمغادرة وأحيل للتحقيق، وبالتحري معه تبين أن الفتاة حضرت إليه أثناء عمله وأبلغته بأن والدها خارج السودان، وأن عليها أن تلحق به، لكن الزمن لا يسمح لها بأخذ إذن من وزارة الخارجية كإجراء طبيعي، فتعاطف معها الضابط وأذن لها بالسفر.
وطبقاً لإفادات الطلاب العائدين فان التجنيد لـ (داعش) يتم عبر الانترنت والبرامج الالكترونية ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تويتر والدردشة عبر نظام قوقل، حيث يتم استقبال العديد من الرسائل عبر صندوق الرسائل الخاصة أو القيام بإرسال هذه الرسائل إلى أشخاص آخرين.
يذكر أن حاملي وثائق السفر الأجنبية يتم معاملتهم بشكل خاص، ويطلب من الطلاب الذين يتم تجنيدهم ضم آخرين ويتم ترغيبهم في السفر باعتبار أن تجنيد وضم طلاب آخرين هو نوع من الجهاد.
ويستهدف التنظيم الطلاب صغار السن من ابناء العائلات الثرية وممن يمكن أن يحصلوا على مبالغ مالية بالعملات الحرة وحملة الجوازات الأوربية وخاصة طلاب كلية الطب.
وتشير المتابعات الى أن أعضاء داعش ظلوا يستقطبون الطلاب ويقومون بتجنيدهم بالتركيز على الفتيات باعتبارهن الأسرع والأسهل بالإنخراط في التنظيم حيث تتلخص فكرتهم في ترغيب اولئك الطلاب وتجنيدهم بدعوى أن ثمة اطفالاً بحاجة ماسة إليهم وأن هناك جرحى يحتاجون للعلاج وأن فعل الخير يعتبر جهاداً يثابون عليه ودخول الجنة يتوقف على الجهاد بالمال وتقديم الخدمات والرعاية الطبية باعتبارها طرقاً مختصرة وسهلة للوصول في الآخرة.