السودان يستدعي نائب ممثل “يوناميد” ودعم (روسي ـ صيني) لخروج البعثة المختلطة من دارفور
الخرطوم 11 يونيو 2015 ـ استدعت وزارة الخارجية السودانية، الخميس، نائب الممثل المشترك الخاص للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وأبلغته إنزعاجها من بيان بان كي مون أمام مجلس الأمن الدولي، بينما حظيت الخرطوم بتأييد روسيا والصين حيال خروج بعثة “يوناميد” من دارفور، ووعدت موسكو بالتنسيق مع السودان حيال الأمر.
وانتقد نائب المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة حسن حامد حسن، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، المتعلق بحوادث العنف بدارفور، واتهم مون ومساعده لعمليات حفظ السلام، بقلب الحقائق وتضليل أعضاء مجلس الأمن.
وطبقا للمتحدث باسم الخارجية السودانية علي الصادق فإن وكيل الوزارة عبد الغني النعيم، استدعى، الخميس، نائب الممثل المشترك الخاص للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي عبدول كمارا، على خلفية بيان الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن، ونقل إليه “انزعاج الحكومة البالغ وخيبة أملها من المعلومات الكاذبة والمغلوطة التي وردت في البيان”.
وأكد، النعيم أن مثل هذه البيانات التي لا تقوم على أساس لا تساعد في استمرار التعاون بين السودان وبعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بدارفور “يوناميد”.
وأوضح، وكيل الخارجية لكمارا أن اللجنة الثلاثية بين الحكومة والأتحاد الأفريقي والأمم المتحدة توصلت إلى اتفاق حول مراحل الانسحاب التدريجي ليوناميد من دارفور بناءاً على توصية وملاحظات ومتابعات اللجنة نفسها.
وتابع “لكن ما ورد في بياني الأمين العام ومساعده لعمليات حفظ السلام آدمون موليت، يقوّض ما اتفق عليه أطراف اللجنة الثلاثية تقويضاً تاماً”.
وكان كي مون، قد أفاد في تقريره أن الفريق التابع للاتحاد الأفريقي والمنظمة الدولية، إقترح على حكومة السودان إنسحابا تدريجيا لقوات حفظ السلام “يوناميد” يبدأ من ولاية غرب دارفور، على أن يكتمل بتوصل الحكومة والحركات المسلحة إلى تسوية.
وأبدى النعيم أسفه الشديد كون أن الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أبيودون اولوريمي باشوا كان موجوداً وشاهداً على بيان الأكاذيب والإدعاءات التي أدلى بها للأمم المتحدة ـ حسب قوله ـ.
وطلب نقل موقف الحكومة السودانية إلى بعثة الأمم المتحدة، مع التأكيد على أن موقف السودان الذي لا يتزحزح عن ضرورة خروج يوناميد من البلاد عبر التفاهم والاتفاق بين الأطراف الثلاثة.
من جانبه أكّد عبدول كمارا لوكيل الخارجية أن بقاء أي بعثة للأمم المتحدة في أي مكان إلى الأبد ولفترات طويلة يعني أن هذه البعثة فاشلة، وأضاف أن هناك بعض المناطق قدمت نموذجاً جيداً للاستقرار بخلوها من الأحداث التي تعّكر صفو الأمن والاستقرار.
وبدأ فريق مشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والحكومة السودانية اجتماعات متصلة بالخرطوم منذ مارس الماضي للتوصل إلى استراتيجية خروج بعثة “يوناميد” من إقليم دارفور.
في ذات السياق استقبل وزير الخارجية إبراهيم غندور، صباح الخميس، سفير جمهورية روسيا الاتحادية بالخرطوم وسفير جمهورية الصين الشعبية لدى السودان كلاً على حِده.
وقال المتحدث باسم الخارجية إن السفير الروسي سلم غندور رسالة من وزير خارجيته سيرجي لافروف، وأعرب لافروف عن الأمل في مواصلة تعزيز مسيرة العلاقات الجيدة بين السودان وروسيا في المجالات كافة، كما قدّم السفير شكره للحكومة والأجهزة الأمنية على جهودها التي أفضت إلى إطلاق سراح الطيارين الروسيين المحتجزين أخيرا.
وأكد المتحدث أن وزير الخارجية نقل للسفير الروسي خلفية عن الوضع في دارفور واستقرار الأوضاع في غالبية أنحاء ولايات الإقليم، وأن اللجنة الثلاثية المكونة من الحكومة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي توصلت إلى تفاهمات إيجابية حول تنفيذ استراتيجية خروج يوناميد من دارفور.
وأشار إلى أن الوزير تناول ملامح من بيان الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن، “الذي حوى الكثير من التجني وعدم الأمانة في نقل المعلومات لمجلس الأمن وللرأي العام العالمي”، وطلب غندور من السفير الروسي أن ينقل لحكومته وعبرها إلى مندوبها الدائم في نيويورك موقف السودان الرافض لما حواه بيان كي مون، موضحا أن تفاهمات اللجنة الثلاثية تقول بعكس ما ورد في البيان.
وقال غندور للصحفيين، الخميس، على هامش زيارة الرئيس الأريتري أسياس أفورقي، إن قيام الانتخابات بكل محليات ولايات دارفور بأمن وسلام، يعزز رغبة السودان في رحيل “يوناميد”، مشيراً إلى أن اللجنة الثلاثية والتي تضم السودان والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، قطعت شوطاً كبيراً في إعداد استراتيجية خروج القوات من السودان.
وأشار غندور إلى موقف السودان الثابت، الذي قال إنه يجد تفهم أعضاء الأسرة الدولية بأنه يرغب في رحيل هذه القوات باعتبار استتباب الأمن في دارفور، وأضاف “سندنا في ذلك قيام الانتخابات ولأول مرة في كامل أراضيها وبأمن وسلام”.
وأكد أن التمديد لبعثة اليوناميد ليس من حق الأمم المتحدة وحدها، بل هو حق مشترك بينها والاتحاد الأفريقي وقبل ذلك كله قبول حكومة السودان، باعتباره عضواً في الأمم المتحدة ودولة لها سيادة.
ووصف غندور بيان كي مون، بأنه بيان متجن وبه كثير من التجاوزات والمعلومات الخاطئة، وبه خلط لمعلومات جزء منها حقيقي، ولكنها استخدمت في سياق غير سياقها في محاولة لتبرير الإبقاء على قوات يوناميد.
وقطع السفير الروسي، بحسب المتحدث باسم الخارجية، بأن موقف روسيا من تقرير الأمين العام يتطابق بدرجة كبيرة مع موقف السودان، ونوّه إلى انتقائية الأمم المتحدة والأمين العام في مكونات عناصر البيان، حيث أنه لم يشر إلى ما حدث للطيارين الروسيين، وأشار إلى أن روسيا تؤيد تعجيل خروج يوناميد، ووعد بنقل إفادات الوزير إلى موسكو ومندوبهم في نيويورك والتنسيق مع بعثة السودان الدائمة بهذا الصدد.
وحول لقاء غندور مع السفير الصيني، أفاد وزير الخارجية أنه التقى بالأمين العام للأمم المتحدة إبان زيارته نيويورك، واتفق معه على حتمية خروج يوناميد بالتنسيق بين أطراف اللجنة الثلاثية، “لكن بيان الأمين العام جاء ليقطع الطريق أمام هذا الخروج”.
وتابع “البيان احتشد بكثير من الأكاذيب والتضليل، مثل إيراد الصراع بين المعاليا والرزيقات، وهو صراع تاريخي قديم ومتوارث ليس له أي تأثير على السلام والأمن الدوليين، وأيضاً مثل الإشارة إلى المعركة مع حركة العدل والمساواة، بدون أن يشير إلى دخول قوات الحركة من دولة مجاورة قدمت لها الدعم بكل أنواعه في خرق واضح للقانون الدولي”.
يشار إلى أن الخرطوم كانت قد اتهمت جوبا بإيواء ودعم قوة من حركة العدل والمساواة، عبرت من جنوب السودان إلى دارفور، حيث تلقت هزيمة ساحقة على يد قوات الدعم السريع بمنطقة النخارة قرب تلس بجنوب دارفور في 26 أبريل المنصرم.
وقال غندور “كما لم يشر البيان إلى التطور الإيجابي المتمثل في العفو العام الذي أصدره رئيس الجمهورية عن حملة السلاح والترحيب بعودتهم لمسيرة السلام والتفاوض للحل السلمي”.
من جانبه أكّد السفير الصيني أن بلاده تُؤمن بأن أي قوّة سلام لا بد أن يكون لها موعد محدد للانسحاب، و”بالتالي فإن الصين تدعم طلب السودان بخروج قوات يوناميد كما أن على البعثة مد مجلس الأمن بتقارير صادقة وأمينة ومهنية، ويجب أن تحترم سيادة السودان واستقلاله”.
وكان مجلس الأمن الدولي ناقش، تقرير الأمين العام للأمم المتحدة متحدثا عن رصد، سلسلة من أعمال العنف والهجمات العسكرية، التي شنتها قوات حكومية سودانية، في إقليم دارفور، خلال الشهور الثلاثة الماضية.