السفير الفرنسي بالخرطوم يدير مناقشات مع مرشد السمانية حول التطرف والإساءة للأديان
الخرطوم 24 مايو 2015 ـ أجرى السفير الفرنسي بالخرطوم برونو أوبير مناقشة تفاكرية مع المرشد العام للطريقة السمانية الشيخ محمد الفاتح قريب الله، حول علاقة التطرف بالإسأة للأديان، بعد تلقي السفارة الفرنسية بيانا للطريقة الصوفية حول أحداث صحيفة “شارل إيبدو”.
وتعرض مقر الصحيفة الفرنسية الساخرة في السابع من يناير الماضي لهجوم مسلح راح ضحيته 12 شخصا بينهم 4 من رسامي الكاريكتير، بعد تورطها في نشر رسوم مسيئة للنبي محمد “ص”.
ودعا السفير الفرنسي إلى فتح حوار عالمي لحل مشاكل التطرف، وقال لدى مشاركته الطريقة السمانية ذكرها الأسبوعي، يوم الجمعة، ولقائه بالمرشد العام الشيخ محمد الفاتح قريب الله، إنه مقتنع تماماً بأن الإسلام دين سلام ومحبة وتسامح وإن المتطرفين لا يمثلون الإسلام.
ومنعت مؤسسة “طيبة برس” الصحفية بالخرطوم، السفير الفرنسي، من التحدث في مؤتمر صحفي نظمته لخبير فرنسي، في يناير الماضي، احتجاجا على اعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد “ص” في صحيفة “شارلي إيبدو”، ما اضطر السفير للإنسحاب مصطحبا معه الخبير.
وقال السفير إن زيارته للمسيد تأتي في إطار التواصل الاجتماعي مع مكونات المجتمع السوداني، وتطرق اللقاء إلى أهمية العلاقات الثنائية بين الطريقة السمانية والسفارة الفرنسية والتي تصب في إطار الدبلوماسية الشعبية التي تعمل جنبا إلى جنب مع الدبلوماسية الرسمية، ووعد بتواصل الزيارات والجلوس للتحاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه أمَّن الشيخ قريب الله، على أهمية الحوار والتفاكر في مسائل التطرف وبحث الأسباب المؤدية له، وأشار إلى وجود التطرف في كل المجتمعات والديانات نتيجة الفهم الخاطئ لتعاليم الدين.
وقال “إن منهج التصوف إذا طبق فإنه يحصن الفرد والمجتمع من التطرف”، وطالب السفير الفرنسي بضرورة إعمال مبدأ العدالة في القوانين الأوروبية خاصة في مسائل تحريم الإساءة إلى الأديان، وزاد “أن الحرية في أوروبا نسبية وليست مطلقة كما هو مزعوم.
وأصدرت الطريقة السمانية بياناً بتوقيع المرشد العام حول أحداث صحيفة “شارل إيبدو” الفرنسية حللت فيه أسباب الحادثة ووضحت رؤيتها للحل، وسلمت السفارة الفرنسية نسخة من البيان عبر وفد ممثل للطريقة.
ومنعت الشرطة السودانية، في يناير الماضي، مئات المتظاهرين ضد اعادة صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية نشر رسومات مسيئة للنبي من الوصول الى مقر السفارة الفرنسية ومبنى المركز الثقافي الفرنسي في الخرطوم.
يذكر أن صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية وزعت أكثر من ثلاثة ملايين نسخة من الرسوم المسيئة للنبي محمد “ص” عقب تعرض مقرها للهجوم المسلح.