أحزاب وناشطون يحذرون من حملات تعبئة داخل الجامعات السودانية بعد مقتل طالب
الخرطوم 2 مايو 2015 ـ حذرت قوى سياسية وناشطون من التمادي في العنف الطلابي داخل الجامعات السودانية، بعد حملات تعبئة داخل أروقتها بسبب مقتل طالب ينتمي للحزب الحاكم، الأربعاء الماضي، وأطلقت مبادرة “السائحون” نداءا لوقف العنف بين طلاب الجامعات.
ولقي الطالب محمد عوض الأمين العام السابق لاتحاد طلاب جامعة شرق النيل مصرعه، إثر أحداث عنف بين طلاب موالون لحزب المؤتمر الوطني، وآخرون يناصرون الحركات المسلحة بدارفور في الجامعة الواقعه بمدينة بحري، شمالي العاصمة الخرطوم.
وقال بيان للمتحدث باسم مبادرة الإصلاح والتنمية “السائحون”، علي عثمان، إن الجامعات السودانية ظلت، رغم أﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ على ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺓ، ﻣﺜﺎﻻً ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﺑﻴﻦ أبناء ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، “ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻫﺬﻩ الأﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﻭﺻﻠﺖ إلى ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ”.
ودعا بيان السائحون الذي تلقته “سودان تربيون”، السبت، لاطلاق نداء يعتمد الحوار ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﺳﺒﻴﻼً ﻭﻣﻨﻬﺠﺎً ﻟﺤﻠﺤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﺨﻼﻑ ﻭﻭﻗﻒ ﺍﻟﻌﻨﻒ.
وناشدت ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺋﺤﻮﻥ ﻛﻞ ﺍلأﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﻮى ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ إلى ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻧﺒﺬ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﻭﻗﻒ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﺣﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ على أﺭﻭﺍﺡ أﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺟﻴﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.
وطالبت بوضع ﻣﻴﺜﺎﻕ أﺧﻼﻗﻲ ﻳﺤﻜﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ، وﻳﻌﻠﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻭﻳﻔﺮﻍ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻄﻼﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺩ ﻭﻳﺪﻋﻮ إلى ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﻭﻳﻨﺒﺬ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ، ودعت ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻮﻥ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ الأﻫﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ.
وتعهدت ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺋﺤﻮﻥ بإتخاذ ﺨﻄﻮﺍﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﺰﻳﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻋﺒﺮ ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﻣﻊ ﻣﺪﺭﺍﺀ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺭﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﻮى ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ.
من جانبها أدانت الأمانة العامة للطلاب الأنصار حزب الامة القومي في بيان، السبت، أعمال العنف في الجامعات بشدة، وانتقدت ما أسمته “تواطوء” إدارات الجامعات مع العنف الممنهج، مشيرة إلى فصل 30 طالبا من جامعة “بخت الرضا” تعسفيا.
وحمل البيان طلاب المؤتمر الوطني الحاكم مسؤولية “الأفعال الوحشية التي آلت إليها الحركة الطلابية بالجامعات السودانية”.
واعتبرت أمانة طلاب حزب الأمة اغتيال طالب جامعة شرق النيل، ردا على اعتداءات استهدفت طلاب إقليم دارفور وغيرهم من الطلاب بالجامعات، وحذرت من تعاظم هذه الأفعال خلال الأيام المقبلة، ما سيثير ردود محتملة بعد استهداف طلاب دارفور، قائلة “وقتها ستتواتر أنباء عن وقوع حوادث لا تحمد عقباها”.
وتابع البيان “نحذر من خطورة أن يتسنى لطلاب دارفور حشد طلابهم بمختلف مكوناتهم المدنية كانت أم المسلحة، ردا على أي هجوم محتمل من قبل المؤتمر الوطني ومنسوبيه بالجامعات السودانية”.
واطلق ناشطون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التضامن مع أبناء دارفور في الجامعات اثر حملات مضادة من طلاب المؤتمر الوطني ـ لم تصدر بشكل رسمي ـ تدعو للانتقام من قتلة الطالب محمد عوض الأمين العام السابق لاتحاد طلاب جامعة شرق النيل.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي على نحو واسع بيانا لأمانة طلاب التعليم العالي بمحلية الخرطوم بحري، أعلن ايقاف أي نشاط لأي تنظيم لمدة أسبوع داخل جميع الجامعات الواقعة داخل المحلية.
وأقر البيان “طرد جميع طلاب الحركات من الداخليات التي تقع داخل المحلية ومن يعترض من هؤلاء المأجورين يحرق داخل غرفته”.
وتشير “سودان تربيون” الى أن الأعوام الأخيرة شهدت مصرع عدد من الطلاب بسبب الخلافات السياسية، ففي يناير 2015 قتل الطالب الطيب صالح بجامعة شرق النيل، بعد اختطافه لفترة من الوقت حيث عثر عليه بعدها مقتولا.
وفي العام 2014 قتل الطالب بكلية الاقتصاد في جامعة نيالا محمد سليمان، بعد اختطافه وتم العثور على جثته ملقاة على أطراف المدينة.
وفي مارس 2013 جرى اغتيال الطالب علي أبكر موسى بجامعة الخرطوم، وتفجرت اثر الحادث احتجاجات عنيفة أدت لتعليق الدراسة لفترة من الوقت بالجامعة.
وقبلها في ديسمبر 2012 قتل أربعة من طلاب دارفور بجامعة الجزيرة هم: محمد يونس نيل حامد، عادل محمد أحمد حمادي، الصادق عبد الله يعقوب، والنعمان أحمد القرشي.
وفي 2012 قتل ثلاثة طلاب جامعة زلنجي بينهم الطالبة إخلاص يوسف آدم أبان زيارة الرئيس السابق لبعثة “يوناميد” جبريل باسولي للجامعة، للمشاركة في ندوة عن اتفاق الدوحة.