Thursday , 18 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

لجنة تقصي اتحادية حول أحداث كاس والخارجية تدحض رواية يوناميد

الخرطوم 26 أبريل 2015 ـ أعلنت الخارجية السودانية تشكيل لجنة تقصي اتحادية برئاسة وزير الدولة بوزارة العدل للتحقيق في أحداث مدينة كاس بجنوب دارفور، التي أسفرت عن قتلى مدنيين بنيران قوات “يوناميد”، وأكدت أن قوات البعثة أطلقت النار بالخطأ ووقعت في عدة تجاوزات منذ بداية الأحداث.

قافلة لبعثة يوناميد قرب بلدة كبكابية في ولاية شمال دارفور
قافلة لبعثة يوناميد قرب بلدة كبكابية في ولاية شمال دارفور
وكان المسؤول الأول في القوات المشتركة بين الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي بدارفور “يوناميد” أكد، السبت، أن جنود البعثة تعاملوا بنحو مناسب ومتكافئ دفاعا عن النفس.

ووقعت الأحداث العنيفة مثار الأزمة، الخميس، بعد مقتل وإصابة عدة أشخاص من قبيلة “الزغاوة أم كملتي” بنيران دورية تابعة لبعثة “يوناميد”، على الطريق الرابط بين كأس وشنقيطة.

وأكد بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية علي الصادق، عدم صحة جميع ما ورد في بيان يوناميد بشأن أحداث محلية كاس ومجافاته للحقائق والوقائع، “ما يثير تساؤلات قوية ومشروعة حول نوايا البعثة خاصة وانها تزامنت مع الترتيبات المتعلقة بإعداد وتنفيذ استراتيجية خروج يوناميد من السودان”.

وطالب بيان الخارجية الأمم المتحدة بإتخاذ الإجراءات اللازمة لإلزام بعثتها بإتباع قواعد السلوك وإحترام القوانين واللوائح التي تحكم وجودها بالسودان و”في حالة فشل المنظمة الدولية في ذلك ستتخذ الحكومة ما تراه مناسبا لحفظ حقوق مواطنيها وحماية أرواحهم”.

وأكدت أن قوات بعثة يوناميد إرتكبت عددا من الأخطاء والتجاوزات منذ بداية الأحداث تمثلت في، استخدام القوة المفرطة وبصورة عشوائية واستفزاز المواطنين بإطلاق النار عليهم، كما أنها لم تقم بإتباع الاجراءات القانونية والجنائية المتبعة عند وقوع حوادث قتل.

وأشارت الخارجية إلى يوناميد لم تراعي أيضا قواعد الإشتباك والإجراءات التي نصت عليها إتفاقية وضع القوات الموقعة بين حكومة السودان والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي بتعمد أفراد البعثة إطلاق النار على المواطنين بغرض القتل وليس الإعاقة.

وعابت على يوناميد عدم الالتزام باتفاق تم بين البعثة وحكومة ولاية جنوب دارفور بعدم تحريك القوات الى كاس تجنبا للتصعيد، وهو ما قاد لمواجهات ثانية، واتهمت البعثة بإيراد تبريرات غير منطقية حول عدم تمكنها من الاتصال بقائد القوة المتحركة من نيالا الى كاس.

وروت وزارة الخارجية في بيانها أن الأحداث وقعت مساء الخميس، عندما توجهت دورية تابعة لقوات يوناميد بموقع مدينة كاس بجنوب دارفور بسيارة واحدة الى بئر مياه تبعد 3 كيلومترات لجلب المياه لمقر البعثة، وعند وصول الدورية الى مكان البئر خطف “5” مسلحين سيارة الدورية وهربوا بها جنوبا، وطاردتهم قوة من يوناميد دون أن تتمكن من اللحاق بهم.

وأوضحت أن عملية المطاردة تزامنت مع تحرك مجموعة (فزع) لقبيلة الزغاوة متجهين من سوق المدينة الى منطقة “بلبل أبو جازو” لاسترداد ابقار مسروقة، فبادرت قوات يوناميد التي كانت تطارد الخاطفين باطلاق النار على “الفزع”، ما أدى الى مقتل 5 مدنيين بينهم شيخ في الخامسة والستين من العمر.

ومضى بيان الخارجية ليقول إنه في مساء ذات اليوم تجمع عدد كبير من المواطنين قرب مقر بعثة يوناميد في كاس احتجاجا على مقتل ذويهم لكن قوات البعثة أطلقت للمرة الثانية النار على الأهالي، ما أدى الى مقتل شخص وجرح آخرين بعضهم في حالة خطيرة بينهم سيدة تدعى “أم مسار آدم عمر سليمان”.

وأشارت الخارجية إلى تحرك قوة مشتركة من اللواء “61” مشاه وشرطة محلية كاس على متن (6) سيارات وتمكنت من استرداد سيارة يوناميد المختطفة والتي وجدت متعطلة وتم تسليمها الى البعثة.

وأفاد البيان أنه في صبيحة اليوم التالي “الجمعة” تحركت قوة من يوناميد بنيالا الى مدينة كاس بغرض تعزيز القوة الموجودة هناك رغم الاتفاق المسبق بين البعثة وحكومة الولاية بعدم تحريك القوة تجنبا للتصعيد واستفزاز المواطنيين.

وأضاف أنه عند وصول القوة الى مقر البعثة في كاس وجدت حشودا من المواطنين برفقة معتمد محلية كاس وقائد اللواء “61” مشاه ولجنة أمن المحلية وبعض القيادات الأهلية الذين تحركوا لتهدئة الأوضاع، لكن قوات يوناميد القادمة من نيالا عمدت إلى اطلاق النار بطريقة عشوائية مما أدى الى مقتل مواطن وإصابة آخرين.

وتم فتح بلاغ جنائي في نيابة محلية كاس بالرقم “252” بتاريخ 23 أبريل، كما تم إصدار أوامر تشريح للقتلى وتحرير شهادات وفاة لسبعة قتلى.

Leave a Reply

Your email address will not be published.