معارك حامية بدرافور والجيش يتهم جنوب السودان بتسهيل عبور المتمردين
نيالا 26 أبريل 2015 ـ تدور معارك عنيفة، على عدة محاور في جنوب دارفور بين القوات الحكومية وعناصر تتبع لحركتي تحرير السودان، والعدل والمساواة، وتم عزل المنطقة تماما بقطع خدمة الاتصالات، وقال الجيش إنه ألحق بالمتمردين خسائر فادحة، واتهم جنوب السودان بدعم وإيواء الحركات وتوفير منافذ لمنسوبيها لمهاجمة السودان عبرها.
ووصل إلى مستشفى السلاح الطبي في نيالا عدد من جرحى القوات النظامية، بينما تم قطع خدمة الاتصالات بالكامل عن 6 محليات.
وأفاد المتحدث باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد إن قامت القوات المسلحة وقوات الدعم السريع نصبت كمائن بكل الطرق المتوقعة أن تسلكها “مجموعات إرهابية” في طريقها لولاية جنوب دارفور، بعد أن تلقت تدريبا في جنوب السودان.
وكان والي جنوب دارفور قد كشف في وقت سابق أن قوة من حركات دارفور عبرت من جنوب السودان برفقة عناصر جنوبية.
وقال الصوارمي في بيان، إنه تم استدراج قوات الحركات لميدان المعركة “المنظورة”، حتى تمكنت قوات الدعم السريع صباح الأحد من الاشتباك معها بمنطقة النخارة جنوب محلية تلس وحققت فيهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات والعتاد الحربي واستولت على أكثر من مائة سيارة.
وأشار المتحدث باسم الجيش أن قوات الدعم السريع تقوم حاليا بعمليات مطاردة وتمشيط واسعة النطاق في المنطقة.
واتهم الصوارمي دولة جنوب السودان بدعم وغيواء حركات دارفور، قائلا إن لقد حركة العدل والمساواة ظلت في منطقة راجا بولاية بحر الغزال في جنوب السودان ومنذ عدة أشهر تواصل تدريباً مكثفاً بواسطة خبراء أجانب من أجل القيام بأعمال تخريبية داخل السودان تطال مناطق النفط والبنوك واختطاف الشباب للتجنيد الإجباري واستهداف الأسواق.
وأوضح أن الجيش وقوات الدعم السريع كانت تتابع ذلك بكل دقة وتم رفع الأمر لحكومة جنوب السودان أكثر من مرة وتنبيهها إلى “خطورة هذا التجاوز الذي يعتبر خرقاً للمواثيق الدولية والثنائية بين البلدين، لكن دولة جنوب السودان واصلت إيواءها ودعمها للإرهابيين بل وحددت لهم المنافذ والمعابر التي يجب عليهم الدخول عبرها للسودان”.
وحذر أن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والدفاع الشعبي وكافة القوات النظامية ستظل ترصد الطرق وتحرس المنافذ والمعابر وتسد الآفاق في وجه الحركات المسلحة.
في المقابل أكد المتحدث العسكري باسم حركة تحرير السودان ـ جناح مناوي، أحمد أدروب، لـ”سودان تربيون”، في وقت سابق من اليوم الأحد، أن الجبهة الثورية استولت على مدينة برام بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية، وكشف عن سقوط قتلى في صفوف القوات الحكومية.
وكان والي جنوب دارفور آدم محمود جار النبي، قد كشف، السبت، عن ترصد قوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن دخول قوات وصفها بالضخمة تتبع للحركتين، الى جنوب الولاية قادمة من جنوب السودان، وقال إن تلك القوات محاصرة في منطقة “العمود الأخضر”.
ونفى المتحدث باسم حركة العدل والمساواة، جبريل آدم بلال، في بيان، الأحد، استيلاء القوات الحكومية من قوات الحركة على عدد هائل من السيارات، وأكد إحكام سيطرتهم على موقع قوات الحكومة غرب منطقة تلس في ولاية جنوب دارفور بعد معركة فاصلة قتل خلالها القائد “جودة” والمقدم حماد حسب الله حمدون، وعشرات القتلى.
وأكد بلال استيلاء الحركة على عدد كبير من الآليات الحكومية من سيارات وأسلحة وذخائر ومواد تموينية، وقطع بإنتشار قوات الحركة الشامل في دارفور وإحكام سيطرتها على جنوب وجنوب غرب ولاية جنوب دارفور.
وحسب مراسل “سودان تربيون” بجنوب دارفور، فإن اشتباكات دارت في محلية دمسو، على بعد 80 كلم جنوبي مدينة نيالا عاصمة الولاية، وفي منطقة “النخارة” إلى الغرب من دمسو، واكد عدم سقوط برام في يد المتمردين، لكن أشار إلى أن أصحاب المحال التجارية في سوق نيالا سارعوا إلى اغلاق المحال التجارية بعد وصول جرحى العمليات.
وأكد أن 63 جريحا وصلوا من الميدان، الأحد، إلى مستشفى السلاح الطبي بنيالا، موضحا أن المعلومات الواردة من مناطق العمليات العسكرية شحيحة بفعل انقطاع شبكات الاتصال الثلاث “زين وسوداني و(إم تي إن)”، عن محليات: قريضة، تلس، برام، الردوم، كتيلة ودمسو.
وحسب معلومات تحصلت عليها “سودان تربيون ” من شهود عيان بالمنطقة، فإن هناك ما يربو عن 500 سيارة قتالية محملة بالجنود والعتاد الحربي دخلت الى محليتي “برام والردوم” في أقصى جنوبي الولاية منذ يوم الخميس، في الوقت الذي يحلق فيه الطيران الحربي فوق أجواء المنطقة بكثافة.
وقال مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول محمد عطا، السبت، أنه تبقت جيوب صغيرة للتمرد في دارفور تقوم قوات الدعم السريع بتنظيفها.